وصلت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الجارية إلى طريق مسدود بعد رفض الجانب الإسرائيلي الدخول في مفاوضات جدية على الحدود، وتركيزه على الأمن.
وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لصحيفة"الحياة" اللندنية، إن الجانب الإسرائيلي خصص معظم جلسات التفاوض التي عقدت خلال الشهرين الماضيين في مدينتي القدس الغربية وأريحا لملف الأمن، لكن أمام إصرار الجانب الفلسطيني، جرى عقد بعض اللقاءات التي تناولت الحدود.
وأوضحت المصادر أن الجانب الفلسطيني طالب في لقاءات الحدود ببحث نسب تبادل الأراضي، مقترحاً ألا تتعدى هذه النسبة 2 في المئة من مساحة الضفة لتمكين إسرائيل من تجميع المستوطنين في كتل استيطانية حدودية، على أن تكون خطوط عام 1967 هي الحدود بين الدولتين. وأضافت أن الجانب الإسرائيلي رفض حتى مناقشة الأمر، وحاول المراوغة وتجنب البحث في الحدود، وجعل الأمن محوراً لرسم الحدود.
وقالت المصادر إن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى تحويل المفاوضات إلى سلسلة لقاءات بين رئيس الوزراء بنيامين نتانيهو والرئيس محمود عباس، بينما يسعى الجانب الفلسطيني إلى توفير ضغط أميركي على الجانب الإسرائيلي لتحقيق تقدم يسمح بلقاء الزعيمين.
وطالب الوفد الإسرائيلي في هذه المفاوضات بالتوصل إلى اتفاق انتقالي جديد تبقي بموجبه إسرائيل سيطرتها على الحدود الفلسطينية مع الأردن، وعلى المعابر بين الأردن وفلسطين، وعلى الأغوار التي تشكل 28 في المئة من مساحة الضفة الغربية. كما طالب ببقاء محطات الإنذار المبكر الإسرائيلية المقامة على سلسلة السفوح الشرقية للضفة. وعرض إبقاء السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة والمرافق الخاصة بها من مناطق زراعية وصناعية وطرق وحواشي طرق وغيرها.
ويقول الجانب الفلسطيني إن إسرائيل تستخدم الأمن لرسم الحدود. ويؤكد مسؤولون أن فرص التقدم في المفاوضات الجارية قريبة من الصفر، وأن التقدم مرهون بمتغير واحد، وهو حدوث ضغط أميركي على إسرائيل.
وقال الدكتور محمد أشتية امس في مقابلة مع إذاعة "صوت فلسطين": "نأمل في حدوث ضغط أميركي ودولي على إسرائيل لخلق مناخ إيجابي لتقدم هذه المفاوضات". وأضاف أنه لا يستطيع الكشف عن تفاصيل المفاوضات بسبب وجود اتفاق بين الجانبين أمام الراعي الأميركي على عدم الحديث عن هذه المفاوضات في وسائل الإعلام، لكنه أشار بوضوح إلى أنه من دون ضغط دولي لن يحدث تقدم.
ويخشى الجانب الفلسطيني أن يستخدم الجانب الإسرائيلي لقاءات دورية بين عباس ونتنياهو بهدف الترويج لعملية سياسية وهمية وتجنب أي ضغط دولي. وقالت المصادر إن الرأي العام الفلسطيني لن يقبل بلقاءات مفتوحة بين عباس ونتنياهو في ظل استمرار الاستيطان بصورة منفلتة، علماً أن المفاوضات تجري بين الجانبين بصورة سرية في هذه المرحلة.