نتنياهو ؟؟؟؟؟ يغرد خارج السرب .... بالتهديد والوعيد بالحرب

بقلم: علي ابوحبله


خطاب نتنياهو في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة يحمل التهديد والوعيد ضد إيران ويضع العقبات والاشتراطات أمام المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية ، رئيس الوزراء الإسرائيلي رأى بالحملة الدعائية للرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني التي وصفها حيله أعدها ذئب في ثياب حمل ، معلنا أن إسرائيل مستعدة للوقوف بمفردها لمنع طهران من الحصول على السلاح النووي ، ورأى نتنياهو بانفتاح أمريكا على إيران تهديد حقيقي لإسرائيل معتبرا المحادثة التي جرت بين الرئيس الأمريكي اوباما والرئيس روحاني علامة من علامات إمكانية تخفيف العقوبات الدولية على إيران ، وذلك قبل الأوان وتخفيف للتهديدات العسكرية التي تستهدف حرمان إيران من وسائل إنتاج أسلحه نوويه ، نتنياهو بخطابه يحرض الأمم المتحدة بالقول لا توقفوا الضغوط على إيران مضيفا أن الاتفاق الوحيد الذي يمكن إجرائه مع إيران هو التفكيك الكامل لبرنامج إيران النووي ، خطاب نتنياهو يعبر عن عمق الخلاف بين الاداره الامريكيه وحكومة نتنياهو بشان التقارب الحاصل بين إيران وأمريكا ، وان إحجام الرئيس اوباما بتوجيه ضربه عسكريه لسوريا أصاب إسرائيل بالذعر وجعلها تتخوف من نتيجة ما سيؤول إليه الوضع في الشرق الأوسط مما جعلها تعيد حساباتها وفق التغير في ميزان القوى الدولي والإقليمي ، لم يعد لإسرائيل التأثير في توجيه السياسة الامريكيه ولم يعد بمقدورها للتحكم في مجريات الصراع في المنطقة مما افقدها أن تكون القوه المهيمنة والمتحكمة في المنطقة ، إن أمريكا تحاول تبرير التهديد الإسرائيلي والتخوف الاسرائيلي حيث أن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي بتعقيبه على كلمة نتنياهو قال أن تشكك إسرائيل مفهوم " وأضاف قوله " فهذا بلد كان قادته حتى وقت قريب يتعهدون بإزالة إسرائيل " وذلك في إشارة إلى قول احمد نجاد انه ليس لإسرائيل الحق في الوجود . تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى إيران باستخدام برنامجها النووي ستارا لمحاولة اكتساب ألقدره لإنتاج أسلحه للدمار الشامل ، بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي يقتصر فقط على الأغراض السلمية للطاقة ، نتنياهو في معرض خطابه في الأمم المتحدة قام بالتحريض على الرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني حين وجه اتهامه للرئيس روحاني أثناء تسلمه منصب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي لإيران بين الفترة الواقعة 1989 لغاية 2003 وهي فترة ادعى فيها رئيس حكومة إسرائيل بقتل زعماء في المعارضة الايرانيه في برلين ومقتل 85 شخصا في المركز اليهودي في بيونس ايرس و19 جنديا أمريكيا في تفجير أبراج الخبر في السعودية .

حيث تساءل نتنياهو بالقول هل لنا أن نصدق روحاني – مستشار الأمن القومي الإيراني في ذلك الوقت ، مذكرا بتفجيرات بيروت التي قتل فيها 241 من مشاة البحرية الأمريكيين و58 مظليا فرنسيا ، حيث أبدى قدرة إسرائيل للجوء للعمل العسكري ضد إيران منفردا إذا ثبت أن الديبلوماسيه تفضي إلى طريق مسدود ، حيث قال أريد ألا يكون في هذه ألنقطه لبس فإسرائيل لن تسمح لإيران في الحصول على أسلحه نوويه ، وأكد أن إسرائيل إذا اضطرت للوقوف بمفردها فسوف تقف بمفردها . ولكن حينما تقف إسرائيل بمفردها فإنها تعلم أننا ندافع عن كثيرين آخرين ، نتنياهو الذي كرس جل خطابه مستهدفا إيران ومتجاهلا السلام مع الفلسطينيين إلا من زاوية حيث قال أن ألدوله اليهودية مستعدة للتوصل إلى تسوية تاريخيه ملقيا باللوم كعادته على الفلسطينيين بأنهم لم يتجاوبوا مع المطالب الاسرائيليه ، إن لغة التهديد والوعيد التي اعتمدها نتنياهو في خطابه في الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل تعتمد أسلوب القوه في نهجها وعملها ووجودها ، وان هذا الأسلوب أصبح ممجوجا ومكروها من دول العالم التي تدرك انعكاساته وخطورته على الأمن والسلم العالمي ، العالم يدرك خطورة ما تقوم به إسرائيل وخطورة امتلاكها للاسلحه النووية ورفضها للكشف عن برنامجها النووي ، وان نتنياهو قد اعتمد لغة التهديد والوعيد باستهدافه إيران تهربا من استحقاقات العملية السلمية وإفشالا للمفاوضات الجارية مع الفلسطينيين وهو يدرك جيدا أن الفلسطينيين يرفضون بالمطلق الإقرار بيهودية ألدوله ويرفضون الاعتراف بوجود كيان يهودي ديني متزمت في المنطقة ، نتنياهو يدرك انه لا يملك الجرأة لتنفيذ تهديداته ضد إيران ويدرك أن أية حرب قادمة لن تكون في صالح إسرائيل ولن يكون بمقدور الكيان الاسرائيلي من تحقيق انتصار في أية حرب قادمة وان نظرية الأمن الاسرائيلي قد تم كسرها بحرب تشرين 73 وان حرب 2006 ضد لبنان أثبتت فشلها وان العدوان على غزه 2008 و2012 أثبتت فشلية نظرية الأمن الاسرائيلي فكيف الحال إذا ما نشبت حرب مفتوحة تشمل إيران وسوريا ولبنان ، لقد لاقى خطاب نتنياهو انتقاد من قبل ألصحافه الامريكيه حيث انتقدت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الأربعاء الواقع في 2 /10/2013 حيث اتهمت نتنياهو التهديد بشن حرب على إيران بأنه تخريب للجهود الديبلوماسيه الامريكيه وقالت الصحيفة لا يوجد لدى نتنياهو أسباب مشروعه للتشكيك في المسعى الإيراني واتهمته هو ومؤيديه في الكونغرس كالعميان بسبب عدم الثقة في إيران ، وقالت الصحيفة أنهم يبالغون في حجم التهديد الإيراني ، وان بهذا يمنعون الرئيس الأمريكي من استغلال الإمكانيات الديبلوماسيه ، ويدمرون الاحتمالات الجيدة في نسج علاقات جديدة مع إيران منذ الثورة عام 1979 ،

 

وألمحت الصحيفة إلى أن نتنياهو المح مرارا للجوء لعمليه عسكريه لمنع إيران من حيازة أسلحه نوويه متحمسا للقتال ، الخارجية الامريكيه في ردة فعلها على خطاب نتنياهو أكدت انه لم يحصل تغيير في سياسة الاداره الامريكيه وأكدت أن الرئيس الأمريكي اوباما قد أوضح بأنه يدخل إلى كل مسار دبلوماسي وانه يتوقع أن تترافق تصريحات المسئولين الإيرانيين بالأفعال ، ورأت بعض الأوساط الامريكيه أن خطاب نتنياهو محاوله فاشلة لصد الحراك الذي أحدثه الرئيس الإيراني وان نتنياهو متحمس لعرض كل شئ على انه سلبي لدرجة انه مس بمصداقية حديثه هو نفسه ، ورأى البعض أن نتنياهو قد أساء لأهدافه من خلال مبالغته ، وان خطابه موجه للجمهور الاسرائيلي ، نتنياهو الذي يهدد ويتوعد إيران ويتهرب من استحقاقات العملية السلمية مع الفلسطينيين يدرك أن ليس بمقدوره وحده توجيه ضربة عسكريه لإيران لأنه يدرك أبعاد إقدامه على خطوة كهذه وردات فعلها على إسرائيل ، وهو يدرك أن أمريكا لم يعد بمقدورها الخوض في حروب نيابة عن إسرائيل وان هناك تغيرات دوليه وإقليميه غيرت في ميزان القوى ، وان هذه التغيرات حتما ليست في صالح إسرائيل ،وان التهديدات لم تعدوا عن كونها طلقات فيشينك وعلى إسرائيل إن كانت راغبة حقا في التعايش أن تقبل بالسلام الذي يحقق الأمن للمنطقة برمتها وان تقبل بالتسوية المرضية للفلسطينيين والتي تتطلب منها إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وان تتخلى عن أحلامها بالتوسع والاستيطان وان تنهي احتلالها للقدس والأراضي العربية ومن ضمنها الجولان السوري المحتل وان تقر بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وغير ذلك من التهديد والوعيد لن يجدي نفعا لإسرائيل ولن يحقق لها الآمن المنشود هذا هو منطق التاريخ تحريرا في 3/10/2013