عقدت مؤسسة الحق، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، اجتماعاً مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيدة فاتو بنسودا، في لاهاي وذلك لتسليمها ورقة موقف قانونية تمت صياغتها بالتعاون مع الخبير في القانون الدولي الجنائي الدكتور مايكل كيرني من جامعة سوسيكس.
وتدعو ورقة الموقف القانونية، مكتب المدعي العام إلى إعمال وتنفيذ الإجراءات المطلوبة على أساس الإعلان الذي قدمته السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 2009 وقبلت من خلاله الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية بموجب المادة (12) فقرة (3) من نظام روما الأساسي، كما وتطالب ورقة الموقف، المدعي العام بأن يطلب الإذن من الدائرة التمهيدية بفتح تحقيق في الوضع القائم في فلسطين منذ يوم 1 تموز 2002 على الفور.
وتكمن النقطة الأساسية التي يثيرها التحليل القانوني الذي تسوقه الورقة القانونية في أن مجموع الأدلة المتوفرة، ولا سيما عند النظر إليها في ضوء التطورات والمستجدات التي طرأت منذ إعلان عام ٢٠٠٩، وخاصة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع مستوى تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة إلى صفة دولة مراقب غير عضو بتاريخ ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٢، تُعتبر أكثر من كافية لكي يقبل المدعي العام الإعلان الذي أودعته فلسطين باعتباره إعلانًا صحيحاً وكافياً كي تتخذ المحكمة قراراً بشأن القضية الفلسطينية.
وقال مدير مؤسسة "الحق"، شعوان جبارين، بعد خروجه من الاجتماع، "الموقف القانوني الذي قدمناه يوضح أن حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق جميع ضحايا انتهاكات القانون الدولي ليست للمساومة".
وأضاف، "نؤمن نحن كمؤسسة حقوق إنسان فلسطينية، أن دورنا هو السعي لتحقيق العدالة والمحاسبة القانونية بغض النظر عما يحدث على طاولة المفاوضات، وخاصة في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي بالرغم من جولة المفاوضات الحالية".
وقال جبارين،"ندعو المدعي العام إلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة على أساس الإعلان الذي قدمته السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 2009، وأن يطلب من الدائرة التمهيدية فتح تحقيق في الوضع القائم في فلسطين منذ يوم 1 تموز 2002 على الفور".
يشار الى ان مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي صوراني، لم يتمكن من المشاركة المباشرة في الاجتماع بمقر المحكمة الجنائية الدولية وذلك بسبب القيود المفروضة على حركة الدخول والخروج من قطاع غزة. في حين شارك في الاجتماع رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH) كريم لاهيجي لدعم موقف مؤسسة 'الحق' والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بهذه الخطوة الجادة حمايةً لحقوق الشعب الفلسطيني.