ما هو التعليم ؟


عندما نفكر في التعليم، غالبا ما يذهب عقلنا إلى المدرسة بالمعنى التقليدي والرسمي. يعتقد الكثير من الناس أن التعليم الصحيح يمكن أن يحدث فقط داخل الفصل الدراسي. يشعر آخرين أن التعليم يحدث في صور وبيئات متعددة. ربما لا توجد إجابة حاسمة للسؤال، ‘ما هو التعليم؟‘ ومع ذلك، يمكننا أن نبدأ في التفكير في هدف التعليم. هل هو تعليم الشباب أن يكونوا مواطنين مسئولين؟ هل هو تنمية الأشخاص، بالإضافة إلى المجتمع، لضمان نجاح إقتصادي للمجتمع؟ أم أن الهدف من التعليم هو ببساطة التركيز على تنمية المهارات الفردية والذكاء؟ ربما هو التوازن بين الأمور الثلاثة الذي يعرّف التعليم؟ بينما يمكن أن تختلف إجاباتنا، ربما من الممكن أن نتفق أن التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان. عندما يمنح هذا الحق، فمن المؤكد أن المجتمع سيكون ذا قدرة أكبر على النمو في مجالات مثل الصحة، التغذية، الدخل العام، ومستويات المعيشة ومعدلات الخصوبة.

ستدفعك المعلومات هنا إلى أن تفكر في بعض القضايا الهامة التي تحيط بموضوع التعليم. كمواطنين عالميين على هذا الكوكب من واجبنا أن نفكر في هذه القضايا بنظرة ناقدة ونحاول أن نخرج بحلول للمشاكل التي تعصف بالتعليم. في عام 1990 أطلق اليونسكو حركة ‘توفير التعليم للجميع‘، وهي حركة غرضها إمداد جميع الأطفال، الشباب والبالغين بتعليم ذي مستوى جيد بحلول عام 2015. بعد سبعة عشر عاما لازال الكثير من التقدم يتوجب أن يتحقق إذا كنا نريد بلوغ هدف عام 2015. الحقيقة المؤسفة هي أن بالنسبة لكثير من الدول، قضايا أكبر تسبق تحسين مستوى التعليم. كيف يمكننا إذن أن نصل لأهداف ‘توفير التعليم للجميع‘ في الوقت الذي تواجه فيه العديد من الدول حول العالم صعوبات تبدو مستحيلة التخطي؟

تكمن الإجابة في محاولة تضييق بعض الفجوات التي تحول دون نمو الدول لتتنافس مع الدول المتقدمة. أحد الأمثلة هو توفير وصول أفضل للتكنولوجيا وتضييق الفجوة الرقمية الآخذة في الاتساع. بطرق مختلفة يعتبر الوصول الأساسي للتكنولوجيا آداة تعليمية قيّمة. الأشخاص غير القادرين على تحمل تكلفة هذا الوصول يواجهون عائقا في محاولتهم إلتقاط فرص لتوفير حياة أفضل لأنفسهم، عائلاتهم، ومجتمعهم.

قضية أخرى تمثل عائقا لتنمية واسعة هي محو الأمية. لاتزال توجد نسبة كبيرة من الشباب والبالغين الأميين في الكثير من الدول حول العالم. الصعوبات الإقتصادية ونقص التعليم يقفان في طريق تقليص نسب الامية. وكما ستعرف في الأقسام التالية، فإن محو الأمية لم يعد متعلقا فقط بالقراءة والكتابة.

هناك العديد من المجالات التي يجب على المرء في القرن الحادي والعشرين أن يمحو أميته فيها. المساعدة على تقوية المهارات في أمور أخرى، لازال يمكنه أن يساعد على تحقيق تقدم في استدامة تنمية أمة ما، بالإضافة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين. إن الفجوة بين الجنسين في التعليم تشير إلى حقيقة أن الإناث لايزلن لا يعطَين نفس الفرص مثل الذكور. في العديد من الأماكن حول العالم لا ترى الثقافة السائدة أي فائدة في تعليم الإناث. إثنان من الأهاف الإنمائية للألفية الثمانية، الوصول إلى تعليم إبتدائي عالميا والعمل نحو المساواة بين الجنسين، يبحثان عن إلغاء الفجوة الموجودة في التعليم حول العالم. إذا استطعنا أن نصنع بعض التقدم في تحقيق هذه الأهداف، سيمكننا أن نعزز التقدم في الستة الباقين. التعليم هو الأساس لنجاح أي مجتمع. أظهرت العديد من الدراسات الارتباط بين التعليم ومعدلات الولادة المنخفضة، معدلات وفيات الرضع المنخفضة ووفيات نفاسية أقل. علاوة على ذلك، فإن شعبا متعلما أكثر، سينتج أيضا دخول فردية أعلى بالإضافة إلى وصول واسع للفرص التمويلية.

وتلخيصا، فإن التعليم لا يشجع فقط التنمية الفردية لكنه أيضا يوفر مكانا للناس ليتفاعلوا، يجتمعوا، ويوحدوا مجتمعاتهم.