صور.. الزيت والزيتون "عام لك وعام عليك"

بدأ عدد من المزارعين الفلسطينيين قطف وعصر ثمار الزيتون في قطاع غزة مبكرا في غير الموعد (الحكومي) المحدد من قبل وزارة الزراعة، في محاولة لكسب اكبر عائد مادي، خاصة وان التوقعات تشير الى انخفاض الإنتاج في هذا العام.

 

ويقول المزارع ابو احمد في العقد السادس من العمر لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" إن "الزيتون سنة هيك وسنة هيك، يعني السنة هذه كان الحصاد ضعيف لان هذه السنة ترتاح فيها الشجرة، والعام الفائت كان الحصاد كبير وجميل وعائده جيد".

 

ويضيف ابو احمد وهو يجلس على اكياس زيتون يستعد لنقلها الى معصرة بمدينة غزة لاستخراج الزيت " لذلك لدينا قناعة بان المحصول الحالي لن يكون بقيمة كبيرة ونقوم بحصده قبل الموعد لأنو يحتاج بعض الوقت، ولو انتظرنا لوقت موعد الحكومة.. المحصول يذبل قليل وهذا ما تعرفه الحكومة".

 

وتقرر حسب وزارة الزراعة بحكومة غزة، بدء موعد قطف صنف الزيتون (السري)لأغراض التخليل والعصر من يوم الخميس10 أكتوبر الجاري، وقطف الزيتون من أصناف (النبالي المحسن والشملالي) يوم 15 أكتوبر، بهدف الحصول على نسبة جيدة من الزيت، ويبدأ قطف الصنف(K-18) مطلع نوفمبر المقبل.

 

ويوضح ابو احمد صاحب الشوارب العريضة قائلا " احنا بنقطف عندما نشعر ان الزريعة ناضجة وسوف تكون قادرة على انتاج الزيت وايضا على التخزين للأكل لذلك من الصعب على المزارع الذي ينتظر ايام كثيرة ان يلتزم بقرار حكومي لأنه سيسبب له الخسارة في ظل عدم دعم الحكومة للقطاع الزراعي".

 

ويضيف "المردود المادي على المزارع يكون جيد  في البيع المبكر للزيت او الزيتون، مما يدفعه لفلاحة اشجاره مبكرا، وبعدين كل الناس بتقطف قبل الحكومة مش بس احنا، واحنا بنقول للحكومة ادعموا المزارع بدل ما تزرعوا المحررات وتضيقوا الخناق على المزارع".

 

وتبلغ المساحة الإجمالية من أشجار الزيتون في قطاع غزة 36450 دونما، المساحة المثمرة 21550 دونما والمساحة غير المثمرة 14900دونما، ويتوقع أن يصل اجمالي انتاج الزيتون لهذا الموسم حوالي10.000طن، وقد تكون هناك فجوة في انتاج الزيتون أكثر من 50%.

 

مزارع عريق..

ويقول الحاج السبعيني سعيد الحلو( أبو العبد) الذي يعمل في زراعة الزيتون منذ 30 عاما " انا هنا مع ابنائي وابناء ابنائي منذ زمن طويل ولا استطيع الحديث عن الزيتون خلال دقائق قليلة ولكن العمل في الزيتون جميل للغاية ومفيد جدا".

 

ويضيف ابو العبد الذي يمتلك ارضا وسط القطاع وهو يرتشف بعض من زيت الزيتون الطازج قائلا " الزيت صحي جدا حتى انا اشربه بصورة يومية على"لحم بطني" ولم اصب باي شيء خلافا لما يقال، وانا اشعر بسعادة كبيرة حيال ذلك".

 

وعن حصد الزيتون يوضح لمراسلنا" هناك من يستعجل لكسب المال وهم مزارعون وتجار صغار يريدوا ان يكونوا اصحاب مال خلال فترة زمنية قليلة، ولكننا ننتظر حتى فترة ليست قصيرة حتى نخرج بثمار جميلة ذات مردود زيتي اكبر واكثر نظافة حتى تكون بضاعتنا اكثر روجا لدى التجار".

 

زراعة غزة ..

وكان مدير عام التخطيط والسياسات بوزارة الزراعة بحكومة غزة نبيل أبو شمالة اكد "ان تكدس كميات كبيرة من الزيتون لفترات طويلة قد يعرضها للتلف قبل عملية العصر، مما ينتج عن ذلك زيت مرتفع الحموضة وغير صالح للاستخدام الآدمي."

 

وأهاب أبو شمالة بالمزارعين "الالتزام بموعد القطف، للحصول على زيت وزيتون ذات مواصفات وجودة عالية"، فيما اوضح رئيس قسم البستنة الشجرية بالوزارة محمد أبو عودة بأن "موسم الزيتون هذا العام مقبول، وليس جيدا مثل الأعوام السابقة"، مرجعا سبب ضعف الموسم إلى طبيعة اثمار شجرة الزيتون بسبب ظاهرة تبادل الحمل أو "المعاومة"، كما أن الظروف الجوية تلعب دورا، وكذلك المعاملات الزراعية وإغفال المزارعين عملية "خف الثمار" أي قطف جميع الثمار في الموسم الغزير".

 

وذكر أبو عودة "أن القطاع يشتهر بزراعة ثلاثة أصناف من الزيتون السُري والشملالي و k18، وإقبال المواطن الغزي يتركز على السُري ويستخدمه للتخليل واستخراج الزيت منه، أما الشملالي يستخرج منه الزيت فقط وتكثر زراعته في المنطقة الجنوبية من القطاع، والصنف الثالث k18 يستخرج منه الزيت فقط، ويعاب عليه أن استهلاكه للمياه عال بالنسبة لأصناف الزيتون الأخرى".

 

وبين رئيس قسم البستنة الشجرية أن قطاع غزة يعاني من عجز في زيت الزيتون، ومكتفٍ ذاتيا من زيتون التخليل، ويصل استهلاك الفرد من الزيتون المخلل ثلاثة كيلو جرام سنويا،و استهلاك الفرد من الزيت 2 كيلو جرام سنويا، حيث يتم استيراد الزيتون من الخارج ويستخرج منه الزيت في المعاصر المنتشرة في القطاع، أو يتم استيراد الزيت جاهزا من الضفة الغربية.

 

عدسة وتقرير/ يوسف حماد

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -