نقلت وكالة "أنباء موسكو" الروسية عن مصادر مطلعة بان وفداً من حركة "حماس" برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي سيصل خلال الأيام القادمة إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة هي الأولى لمشعل منذ عامين، شهدت خلالهما علاقات الحركة مع إيران قطيعة وتقليصا للدعم المالي المقدم لها.
وتوترت العلاقات بين الحركة الاسلامية وإيران على خلفية موقف "حماس" من الأزمة السورية، وانتقاد قادتها لإدارة الرئيس بشار الأسد للأزمة، ومغادرة جميع قيادات وعناصر الحركة سوريا.
وبدأ وفد حماس الثلاثاء جولة لبعض الدول الصديقة للحركة، استهلها بتركيا حيث التقي رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.
وذكر عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق إن زيارة مشعل إلى العاصمة التركية أنقرة ولقاءه بالمسؤولين الأتراك "تأتي لتبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع الفلسطيني وتحدياته في ظل التغيرات التي تعصف بالمنطقة".
وتعد تركيا واحدة من الدول التي تدعم حركة حماس سياسياً، وكانت استقبلت رئيس الحكومة بغزة إسماعيل هنية قبل نحو عامين، وتواصل انتقادها للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 7 سنوات.
من جهته قال أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس إن "ليس لدي معلومات فيما اذا كان وفد حماس سيزور إيران، لكن الوفد معني أن يضع الدول في الوضع التي تمر به الحركة من قضايا المنطقة خاصة في محاولة تشديد الحصار على قطاع غزة والإساءة للحركة واتهامها اتهامات باطلة وتشويه صورتها ولتوضيح مواقف الحركة بما يتعلق في مصر وتشديد الحصار".
وأضاف القيادي في حركة حماس لوكالة "أنباء موسكو" في فترة كانت هناك قطيعة مع ايران وبدأت تعود المياه لطبيعتها وكان أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في إيران قبل فترة وربما مهد لتحسين الأجواء وللزيارة.
وأكد يوسف أن الحركة معنية باستعادة علاقاتها الوطيدة مع إيران باعتبارها دول مركزية ودعمت القضية الفلسطينية بالإضافة إلى دعمها للمقاومة على مستوي التدريب والاعتداد وغيره خلال السنوات الماضية ولإعادة التحالف الاستراتيجي بين الحركة وإيران.
ورأى عدنان أبو عامر الكاتب والمحلل السياسي أن العلاقات الاستراتيجية لحركة حماس أصابها الضرر خلال الثلاثة أشهر الماضية بفعل الحراك العربي والإقليمي وحالة الفتور التي تواكب علاقتها مع الدول المحورية في المنطقة مثل مصر وسوريا وإيران ولذلك زيارة مشعل لترميم بعض العلاقات واستعادة بعضها أحياناً.
وقال أبو عامر إن الأزمة المالية أحد أوجه الإشكال التي تواجه حماس وليس كله، والحركة طوال أكثر من عقدين على إنشائها تتمتع بعلاقات لا بأس بها بغض النظر عن طبيعة الدعم المالي أو العسكري، لكنها تحاول أن تستعيد بعض علاقاتها التي من ضمنها يأتي الدعم والعسكري والسياسي لكن نظرة حماس في وجودها ضمن دائرة الخارطة الإقليمية يتجاوز كثيرا مسألة الدعم المالي على أهميته.
وكانت قيادات في حركة حماس صرحت بأن الحركة تشهد ضائقة مالية لأنها تعيش تحت الحصار السياسي والمالي لاشتراط (الممولين الأجانب والعرب) الاستجابة لشروط الرباعية الدولية، وصعوبة التمويل لأن معظم الدول العربية منشغلة بدعم الثورات العربية ومراقبة من الإدارة الأميركية وإسرائيل".
وأشار عدد من قيادات الحركة إلى "تقليص إيران الدعم المالي الذي توجهه لحركة حماس بسبب موقفها من الأزمة في سوريا والتوتر في العلاقات واختلاف الرؤى مع ايران".
واعترف وزير الاقتصاد بحكومة غزة علاء الرفاتي بان حكومته تواجه مصاعب في تسديد الرواتب الشهرية لموظفيها، الذين يبلغ عددهم قرابة 50 ألف موظف، وتبلغ نحو 22 مليون دولار شهريا.