نبرة تصالحية واضحة وان كانت غير مباشرة وجهها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الى الرئيس السوري بشار الأسد في الكلمة التي ألقاها عبر الفيديو كونفرنس من انقرة، خلال أعمال مؤتمر مؤسسة القدس الدولية، الذي عقد في بيروت يوم الاربعاء 9 اكتوبر الجاري بعنوان:"القدس على أجندة الشعوب والحكومات".
مشعل فاجأ الحضور عبر رسالة صريحة حول موقف حركته من الازمة السورية عندما قال ان" من حق الشعوب الانتفاض من اجل حقوقها ولكن يجب ان يتم ذلك بوسائل سلمية"، واكد انه ضد العنف الطائفي ايا كان مصدره، وقال ان "على هذه الجماعات التي تقاتل في سورية ان توجه البندقية الى فلسطين".
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطالله رأى ان حركة "حماس" تقوم الآن بعمل تهدئة مع النظام السوري، بعد ان راجعت نفسها ووجدت انها على خطأ."
ويضيف عطالله في حديث عبر الهاتف مع "وكالة قدس نت للأنباء" بان "حماس" راجعت نفسها ووجدت انها على "خطأ" من خلال رمي ثقلها على صعود جماعة الاخوان المسلمين (..) وترك النظام السوري ومن خلفه الايراني أصحاب الدعم السخي للحركة ".
ويوضح بان "هذا الثقل على الاخوان كان مخطأ، وما ترتب عليه هو قطيعة مع طهران ودمشق والضاحية الجنوبية، أي "حزب الله" اللبناني.
ويقول المحلل في الشأن الفلسطيني " اعتقدت "حماس" أن ظهور جماعة الاخوان سوف يفي بغرض الدعم والمساندة للحركة بغزة ولكنها أخطأت التقدير".
ويضيف "من الواضح انها رأت أي "حماس" ان الرئيس السوري باقي في منصبة جراء التوصل الى اتفاق حول الاسلحة الكيميائية، ففضلت العودة تدريجيا الى الداعمين السابقين".
وتشير رسالة مشعل كما يرى المراقبون بان حركة "حماس" بدأت فعليا باعادة تحالفاتها الإستراتيجية في المنطقة من جديد بعد أن شكلت الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في 30 يونيو الفائت ضربة موجعة للحركة، التي كانت تعول بشكل كبير على جماعة الإخوان المسلمين بعد أن اعتلت سدة الرئاسة في القاهرة.
وياتي ذلك فيما تحدثت تقارير صحفية مؤخرا عن محادثات جرت بين ايران وحركة "حماس" التي تعاني حكومتها في غزة من ضائقة مالية، في محاولة لترميم العلاقات بينهما بعد أن تضررت بفعل الموقف المناهض التي اتخذته الحركة تجاه نظام الرئيس بشار الأسد ومجريات الأزمة السورية.
وقالت مصادر مطلعة بان وفدا من حركة "حماس" برئاسة خالد مشعل الذي يزور تركيا حاليا سيصل خلال الأيام القادمة إلى العاصمة الإيرانية طهران الحليف الاستراتيجي للنظام السوري، في زيارة هي الأولى منذ عامين، شهدت خلالهما علاقات الحركة مع إيران قطيعة وتقليصا للدعم المالي المقدم لها على خلفية موقف "حماس" من الأزمة السورية، بعد ان غادرت قيادتها دمشق الى الدوحة.