تراجع أمريكا عن توجيه ضربه عسكريه إلى سوريا ، انعكس على التحالف الدولي ضد سوريا حيث أخذت العديد من الدول التي شاركت وساهمت بالتآمر على سوريا من مراجعة حساباتها ، وقد كان لوقع التقارب الأمريكي الإيراني ومهاتفة الرئيس الأمريكي اوباما لنظيره الإيراني قد ساهم في خلط الأوراق في المنطقة وخاصة على الصعيد الإقليمي ، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أمريكا وروسيا بشان السلاح الكيماوي حيث وافقت سوريا على تدمير السلاح الكيماوي بإشراف دولي ووقعت سوريا على معاهدة حظر انتشار الاسلحه الكيماوية ، الأحداث المتسارعه وتعاون سوريا مع المفتشين الدوليين دفع جون كيري للاشاده بالتعاوني السوري مما عدته الدول المشاركة في التآمر على سوريا تغير في مواقف الولايات المتحدة الامريكيه وبداية لعهد جديد في العلاقات الدولية ضمن التغير الذي يشهده العالم في موازين القوى وإعادة اقتسام النفوذ ، لقد أيقنت تركيا والسعودية وقطر وحتى فرنسا التغير المتسارع الذي تشهده الساحة الدولية وانعكاس هذا التغير على الوضع الدولي والإقليمي وخاصة تجاه سوريا وان هناك أراده دوليه بتوافق أمريكي روسي لعقد مؤتمر جنيف ، لم يعد الائتلاف السوري يحظى بالاهتمام الذي سبق وان حظي به من قبل تركيا وقطر والسعودية وفرنسا وأمريكا ، الائتلاف السوري في اجتماعات الهيئة ألعامه للأمم المتحدة لم يحظى بالاهتمام الذي حظي به حين احتل مقعد سوريا في قمة ألجامعه العربية التي انعقدت في الدوحة ،
إن مؤشرات الانهيار للتحالف الدولي والإقليمي ضد سوريا انعكس على واقع الصراع على الأرض حيث اقتتال المجموعات المسلحة فيما بينها بخاصة بين جبهة ألنصره والجيش السوري الحر، بينما الجيش العربي السوري يحقق اختراقات ونجاحات وانتصارات على الأرض وهذا بدوه انعكس على الدول الحاضنة والداعمة لتلك المجموعات المسلحة حيث أصيبت تلك الدول بانتكاسه نتيجة شعورها بالهزيمة في صراعها على سوريا ، أيقنت بعض القوى حقيقة التغيير في المعادلة السورية وانه لم يعد بمقدور المتآمرين على سوريا من تمرير مخططهم الذي يستهدف تدمير مقومات الجيش العربي السوري وتقسيم سوريا ، لقد ظهرت مؤشرات لتراجع العديد من الدول لمواقفها من ألازمه السورية وان هذه الدول أخذت تسعى نحو دمشق ضمن محاولات عفا الله عن ما مضى وان هناك رسائل توجه للعاصمة السورية نحو هذا التغيير في المواقف وان هناك حجيج لوفود عربيه وغير عربيه إلى العاصمة السورية وان هناك موفدين يحملون رسائل من ملوك وأمراء ورؤساء عرب يعربون فيها عن رغبتهم بتغيير مواقفهم من الصراع على سوريا ضمن عملية التغيير وانهيار التحالف الدولي والإقليمي ضد سوريا ، إن انعكاس ألازمه السورية على دول الجوار والإقليم حيث من المنتظر حدوث تغيرات في مواقع قياديه ضمن عملية التغيير التي تشهده المنطقة وضمن محاولات تحسين المناخ السياسي بين دمشق وهذه الدول ، لم يعد بمقدور هذه الدول الحشد ضد سوريا ولم يعد بمقدور الدول التي هيمنت على قرار ألجامعه من الاستحواذ عليها وعلى قراراتها من استعمالها كمنبر ضد سوريا ، هناك تغير ملموس في مواقف حماس بعد الذي شهدته المنطقة من تغير جعلت من حركة حماس تعاود النظر في مجمل مواقفها ، فبعد أن كانت حركة حماس تقف إلى جانب ما يسمى بثورات الربيع العربي والتي قد أدت إلى تأجيل إنهاء ملف المصالحة حيث نشهد خطابا مخالفا ومغايرا لرئيس المكتب السياسي خالد مشعل فيما يتعلق بالازمه السورية والصراع على سوريا ، حيث نستذكر ما قاله خالد مشعل في مؤتمر حزب الحرية والعدالة السادس الذي انعقد في تركيا " فيما تضمنه خطابه تجاه الثورات العربية والربيع العربي وسوريا ، قال مشعل " وفيما يتعلق بالثورات العربية وآخر تطورات الوضع بالمنطقة ( أن الربيع العربي هو إنتاج وطني ولم يتصدق به الغرب " مبديا دعم حماس لتطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة وأضاف : رحبنا بثورة مصر وتونس واليمن ونرحب بثورة سوريا الذي تسعى أيضا للتحرر .
يبدو أن إدراك حماس للتغير الذي تشهده المنطقة وصمود سوريا قد دفعها لتغيير موقفها من الصراع على سوريا بعد أن تيقنت بانهيار التحالف الدولي والإقليمي ضد سوريا وبفشل المؤامرة التي تستهدف سوريا حيث عد البعض كلمة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في ندوة اللجنة العالمية للقدس التي تحدث فيها عن عمليات التهويد التي تتعرض لها المدينة ألمقدسه القدس ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى والإهمال العربي لهذه الجرائم وضمنها فقرات تجاه سوريا ما اعتبر رسالة تصالحيه غير مباشره للرئيس السوري بشار الأسد " حيث فاجأ مشعل الحضور عندما وجه رسالة صريحة حول موقف حماس من الأزمة السورية عندما قال أن من حق الشعوب الانتفاض من اجل حقوقها ولكن يجب أن يتم ذلك بوسائل سلميه ، وأكد انه ضد العنف الطائفي أيا كان مصدره ، وقال إن على هذه الجماعات التي تقاتل في سوريا أن توجه البندقية إلى فلسطين . وهذا بعكس خطابه في تركيا وهي بعكس المواقف السابقة لحركة حماس التي كما يبدوا قد وجدت أنها قد وضعت نفسها بمأزق أحداث الربيع العربي وما تركه من انعكاسات سلبيه على حركة حماس ، كما أن انهيار التحالف الدولي والإقليمي تجاه الصراع على سوريا دفعها لتغيير موقفها ويبقى كيف سترد القيادة في سوريا على هذا الموقف ، خاصة وان هناك حجيج فلسطيني غير مسبوق نحو العاصمة السورية وان هناك رسائل ترسل للقيادة السورية من قبل قيادات عربيه تعرب فيها عن تغيير مواقفها وتعديل سياستها تجاه ألازمه في سوريا ، ويبقى القول أن سوريا وهي تعيش أزمتها وصراعها مع المجموعات المسلحة عادت لتتصدر المشهد السياسي وقد أصبحت قبلة المتوجهين لسوريا بعد أن وقف البعض موقف المعادي لسوريا لكن سوريا وكما عاهدناها هي قبلة العرب والمسلمين وقلب العروبة النابض وستبقى سوريا في قلب العالم العربي وهي في قلب الأوضاع العربية ولن تحرفها الأحداث عن بوصلتها وتوجهاتها القومية وستبقى فلسطين وقضية فلسطين البوصلة السورية والعربية ولن تغير دمشق مواقفها من القضية الفلسطينية والقضايا القومية العربية وستبقى دمشق السند والداعم للحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية وستبقى في موقعها وخندقها وموقفها الممانع والمقاوم والداعم لكل حركات المقاومة العربية والاسلاميه والفلسطينية