يمر في هذه الايام المسجد الأقصى المبارك وساحة البراق بأقصى درجات الخطر في ظل التصعيد الاسرائيلي التهويدي بهدف تصفية الأقصى والقدس لإبقاء المكان الديني اليهودي لتوسيع مساحة مخصصة لصلاة النساء اليهوديات في ساحة البراق وتحويل الفراغات تحت الجسر المزمع بناؤه وهي ابنية أثرية اسلامية وعربية، سيتم تحويلها الى قاعات للصلاة اليهود أي كنس يهودي، كل تلك المخططات تسعي الى تهويد المحيط الملاصق والمجاور للمسجد الأقصى بمساندة شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي، صندوق ارث حائط البراق، المؤسسة الاسرائيلية.
بدوره حذر ناجح بكيرات مدير المسجد الأقصى المبارك والمبعد عنه منذ 15 شهراً بالإضافة لـ6 شهور: "من خطورة ما تناوله الاعلام الإسرائيلي حول مسودة مخطط صهيوني يهدف لتقسيم زماني ومكاني وإقامة كنيس يهودي على خمس مساحة المسجد الأقصى في الجهة الشرقية منه".
وأوضح بكيرات في حديث خاص مع مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" بالقدس:" ان المناقشة حول مسودة انشاء مبني لليهود في الأقصى موضوع خطير جدا ولكن يأتي ذلك ضمن ثلاثة محاور اسرائيلية وهي بأن الاحتلال تنظر بأن المطالبة تحولت الى محاولة التنفيذ الفعلي وهذا يدلل على انه زادت في الاونة الاخيرة عمليات الاقتحامات المتكررة والتي كانت تهدف لتقسيم الأقصى زمانياً بعد ان ظهر تحديد فترة دخول المسلمين للأقصى وهي منذ الساعة 7:00 حتى الساعة 11:00 صباحا قبل بدء صلاة الظهر، بالإضافة لفترة تدنيس المستوطنين لباحات الأقصى، اما المرحلة الثانية والثالثة وهي العمل على التقسيم المكاني وهي ضمن مقترح المسودة لإنشاء مبني يهودي في الأقصى.
مؤكداً: أن "كل ذلك يأتي بسبب الصمت العربي والاسلامي أمام كل التصرفات التهويدية بحق المقدسات الاسلامية دون التدخل لإيقاف تلك المخططات الاسرائيلية".
وطالب بكيرات الجامعة العربية، والمؤسسات الاسلامية بالتدخل العاجل قبل فوات الاوان لإنقاذ الأقصى والمدينة المقدسة من الضياع.
من جهة اخرى أعلنت الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الاوقاف والشؤون الاسلامية ودار الإفتاء للعالم اجمع بان هذه المخططات التي تعشعش في عقول اليهود مرفوضة جملة وتفصيلاً، فهي تمثل اعتداءً مباشراً على الأقصى وعلى التراث الإسلامي والمقابر الإسلامية في القدس.
وأكدت بأن هذا التجرؤ على الأقصى هو مؤشر للفساد والإفساد الذي سينعكس سلباً على الاحتلال الاسرائيلـي، موضحةً محاولات سلطات الاحتلال فرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك وسحب صلاحيات الأوقاف الإسلامية ولجنة إعمار المسجد الأقصى في إدارته والقيام بأعمال ترميمه هي محاولات مرفوضة.
وشددت الهيئة: على أنه لا علاقة لليهود بالمسجد الأقصى المبارك؛ لا دينياً ولا سياسياً ولا سيادياً!!، وان المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم بقرار الهي من الله عزّ وجل، ويخص ملياري مسلم في العالم.
وحملت الهيئة الحكومة الاسرائيلية اليمينية الحالية المسؤولية الكاملة عن أي مس بحرمة الأقصى المبارك
وطالبت: الدول والحكومات في العالم العربي والإسلامي بالحراك السياسي والدبلوماسي، وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى، فلا تبرير للصمت والسكوت، وأن الله عزّ وجل سيحاسب من يقصر في نصرة القدس والأقصى.
هذا وكشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ،أمس الجمعة، عن مسودة اقتراح ومخطط خارطة لتقسيم زماني ومكاني وإقامة كنيس يهودي على خمس مساحة المسجد الأقصى في الجهة الشرقية منه".
وتقول مسودة الاقتراح أنه يتوجب تخصيص مساحة في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى – تشكل خمس مساحة "جبل الهيكل"- المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى- تمتد من محاذاة مدخل المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من الأقصى مرورا بمنطقة باب الرحمة وانتهاءً عند باب الاسباط – اقصى الجهة الشرقية الشمالية من الأقصى-، على ان تشكل هذه المساحة بمثابة كنيس يهودي، توزع فيها مساحات لإقامة الصلوات اليهودية الفردية وأخرى للجماعية – وهي المساحة القريبة والتي تحوي منطقة باب الرحمة-، وفق أوقات زمانية محددة متوزعة على ايام الاسبوع وأخرى على مواسم الاعياد والمناسبات اليهودية ، وذكرت هذه المصادر ان مكتب نائب وزير الأديان مطلع على هذا المقترح وغيره من المقترحات بهذا الخصوص، التي اطلع عليها نائب الوزير ، والتي ستجمع ثم يتم اعتماد مسودة نهائية سيتم نقاشها واقرارها وتقنينها في الأطر المناسبة، ثم تقعيلها .
ويفصل مقترح المسودة الأوقات والأمكنة والكيفية التي ستخصص للصلوات اليهودية الفردية والجماعية في المساحات المحددة على النحو التالي :
أولا:
- الصلوات الفردية يقوم بها فرد واحد فقط ، بصوت منخفض يُسمع نفسه بشفتيه دون ان يحمل الكتب والأدوات المقدسة.
- "الصلوات الجماعية"- صلوات لعشرة افراد أو أكثر.
- "المواسم الاسرائيلية": الايام التي توافق بها الاعياد ومواسم الصيام: رأس السنة، يوم الغفران، عيد العرش، يوم الثامن من "عتسرت" ،عيد الحانوكاة، صوم العاشر من شهر " طبات"، يوم المساخر،عيد الفصح العبري، يوم الاستقلال، يوم القدس، عيد الشفوعوت، يوم صيام تموز، صيام التاسع من اب العبري.
- يتم تعيين وتخصيص مسؤول يتحمل تنفيذ بنود ترتيب الصلوات اليهودية بـ "جبل الهيكل" .
ثانياً:
- الصلوات الفردية تقام بدون الكتب المقدسة او أدوات مقدسة، وتؤدى في المساحات المشارة اليها باللون الأخضر، المرفقة بالمقترح، وتؤدى لمدة ساعتين في كل صباح ، بعد فتح ابواب "جبل الهيكل" لليهود ( الصلاة الصباحية – شحاريت"، ولمدة ساعة كاملة بكل يوم في ساعات بعد الظهر قبل إغلاق الجبل "صلاة منحه"، اما الصلاة الفردية باصطحاب الكتب والأدوات المقدسة فتؤدى في المساحة باللون البني في الساعات المذكورة أعلاه.
- الصلاة الجماعية تؤدى في المساحات باللون البني في الخارطة المرفقة ، ويسمح خلالها باستعمال التوراة والكتب والأدوات المقدسة، في الاوقات والايام التالية "يوم الاثنين، يوم الخميس، يوم السبت، اليوم الاول من كل شهر عبري وفي الاعياد والمواسم اليهودية" ،الصلوات الجماعية تقام كل يوم لمدة ساعة بعد افتتاح ( شحاريت) ونصف ساعة قبل الإغلاق "منحه"، في أيام السبت والمواسم يخصص ساعتين ونصف للصلاة الصباحية الجماعية ، وفي راس السنة العبرية، ويوم العفران تخصص اربع ساعات للصلاة الجماعية الصباحية، في يوم الغفران يخصص مدة ساعتين ونصف لصلاة "منحه وختام" في المساحة المخصصة.
- يسمح نصب مؤقت لصفائح وخيم وكراسي، وطاولات لقراءة التوراة والخزانة المقدسة الملفوفة .
- خلال أوقات الصلاة او بمحاذاتها لا يسمح أي نشاط معارض يهدد سلامة الموجودين في الموقع.- يقوم وزير الاديان بتخصيص مسؤول عن تنفيذ البنود المذكورة ، مع أمكانية اضافة موظفين حسب الحاجة ، بالتنسيق مع الجهات المختصة . وأن الاوقات التي يسمح بها بدخول اليهود في هذه الايام، من يوم الأحد حتى الخميس.
يذكر بأن الحفريات الجارية اسفل المسجد الأقصى والممتدة للقصور الاموية وبلدة سلوان، هي مجموعة من الحفريات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي حول وتحت المسجد الأقصى، بدأت أولى مراحل الحفريات بعد حرب 1967 حيث تم هدم حي المغاربة الملاصق للحائط البراق في الجهة الغربية من المسجد الأقصى، حيث تم جعل باب المغاربة مدخلاً لجنود الاحتلال والمستوطنين لتدنيس ساحات المسجد، ومنذ ذلك الحين بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية بإجراء الحفريات تحت المسجد الأقصى للبحث عن "هيكل سليمان" حيث إنهم يعتقدون وجوده هناك وقد تطورت هذه الحفريات، منذ يونيو 1967 تمت أغلبية الحفريات حول الحرم القدسي بمبادرة مؤسسات حكومية إسرائيلية أو منظمات يهودية.