أثار نص يتحدث عن الحجاب في كتاب السنة السابعة أساسي بتونس جدلا عند الأساتذة والاولياء وانتشارا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي.
والنص للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان من كتابها "رحلة جبلية" وفيه تقول "كانت أمي اول امرأة من جيلها ترفع الحجاب، ومنذ ذلك الحين أخذت تتنفس الحرية، وقد طوى الزمن الجيلَ المتعصب".
وتعتبر فدوى طوقان أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين من مدينة نابلس، ولقبت بـ"شاعرة فلسطين"، حيث مثّل شعرها أساساً قوياً للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع.
وأكّد عدد من المدرسين أنهم رفضوا تقديم النص المذكور إلى تلاميذهم خلال السنة الدراسية الماضية بدعوى انه يحرض على نزع الحجاب واتهموا وزارة التربية بانها لم تتدخل وبقيت صامتة.
وأثار النص المدرج في كتاب قواعد اللغة لتلاميذ السنة السابعة من التعليم الأساسي في تونس، وتحديدًا بالصفحة 194، غضب عدد كبير من انصار الحركات الاسلامية في تونس ممن اعتقدوا أن الكاتبة "تحتفي بنزع أمها لحجابها بعد سنوات من العبودية وتحررها من قيود السجن المقيت، في إشارة للحجاب، وتحولها لحب الغناء والموسيقى والرقص رغم شيخوختها".
واعتبر بعضهم ان ما ورد بالنص لا يمكن إلا أن يملأ القلوب بالكراهية، وهو ما يمثل خطراً كبيراً على النظام التربوي في تونس.
وعاد جدل تسييس التعليم في تونس من جديد مع تحريك نقاش حول النص، حيث اعتبرت الطبقة المتدينة والمحافظة من انصار حزب النهضة والاحزاب السلفية في تونس ان النص المدرسي عبارة عن توظيف إيديولوجي، فيما البعض الآخر رأى أنه على العكس من ذلك يدعم "استقلالية المتعلم في القاء الدروس".
وأشار مدرّسون إلى أنّ نص فدوى طوقان "يمكّنهم من تعزيز استقلالية المتعلم وبناء الفكر النقدي لديه حتى يكون قادراً على إبداء رأيه الخاص في عديد القضايا عندما يكون قادرًا على ذلك ومتشبعًا بها".
وانتشرت في صفحات التواصل الاجتماعي المناصرة للنهضة تعلقيات اعتبرت ان نص فدوى طوقان يندرج في اطار "النصوص المؤدلجة والموجهة"، وأكدوا رغبتهم في أن تنأى المدرسة بنفسها عن كل الحساسيات السياسية، وطالبوا بضرورة تدخل وزير التربية وحذف هذا النص إلى جانب الإسراع بإصلاح المنظومة التربوية.
واعتبرت الاستاذة الجامعية التونسية بية السلطاني أنّ "النصّ الذي نتدارسه اليوم هو توظيف إيديولوجي بامتياز، ومن غير المعقول مواصلة تمرير مثل هذه النصوص بعد الثورة، فالمدرسة يجب أن تنأى بنفسها عن مثل هذه التجاذبات السياسية".
في حين استغرب متفقد المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية نور الدين لسود إثارة هذا الإشكال حول نص قديم موجّه إلى التلاميذ منذ سنوات، مشددًا على أنه لا يجد في النص المذكور ما يؤثر على سلوك المتعلمين، وبالتالي لا اشكال في تمريره، مؤكداً أنّه يمثل مدخلاً يتحاور من خلاله المتعلمون بإشراف من أستاذهم حول موضوع الحجاب ويتمّ من خلاله نقد رأي الكاتبة.
وفجرت في وقت سابق مناظرة تونسية لوزارة الداخلية أسئلة دينية الكثير من اللغط والجدل حولها.
وقررت وزارة الداخلية التونسية إلغاء نتائج اختبار لانتداب ضباط تضمنت أسئلة دينية مثيرة للجدل في خطوة قالت انها تهدف لدعم سياسة الحياد بعد ان فجرت موجة من الغضب في المعسكر العلماني الذي حذر من امكانية "اسلمة الوزارة".