فيتو إسرائيلي على محادثات إيران ومجموعة 5+1 في جنيف

بقلم: علي ابوحبله

حكومة نتنياهو بتصرفاتها وتصريحاتها تحاول الظهور بمظهر من يملك القوه وفرض الشروط على المجتمع الدولي ، إسرائيل تجد نفسها وحيده في صراعها مع إيران وتجد نفسها تزداد عزلة يوما عن يوم ، وهي تتخوف من تخلي أمريكا والغرب عن حماية امن إسرائيل ، إن قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر له دلالات كبيره تؤكد ضعف إسرائيل وحيرتها وعدم قدرتها على خوض حرب مع إيران يفضي لتدمير البرنامج النووي الإيراني وهي تخشى أن تجد نفسها مضطرة للكشف عن برنامجها النووي إذا نجحت إيران بفك الحصار والعزلة المفروضة عليها من قبل أمريكا والغرب ، إن بيان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر الذي جاء فيه برفض أي اتفاق مع إيران من قبل ألمجموعه 5+1 لا يؤدي إلى تفكيك البرنامج العسكري الإيراني ، حيث شدد المجلس على انه لا يوجد أي دليل على رغبة إيران في التوصل إلى حل سياسي معتبرا أن إيران تعمل منذ أكثر من 20 عاما على امتلاك قدرات تمكنها من تطوير الاسلحه النووية وذلك بالرغم من تصريحاتها وتعهداتها بتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية فقط ، وقد شدد مجلس وزراء حكومة نتنياهو المصغر على أن إيران تخدع المجتمع الدولي ، حيث جاء بيانه بصيغة الفرض متضمنا " يجب أن يتضمن أي اتفاق معها وقفا كاملا ودائما لجميع نشاطات التخصيب ، ووقف إعادة معالجة المواد الانشطارية ، ووقف جميع النشاطات المتعلقة بالماء الثقيل ، وتعهد طهران بالامتناع عن أي نشاط بتطوير الصواريخ الباليستيه التي تستطيع حمل أسلحه نوويه ، بيان مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي يعد بمثابة فيتو إسرائيلي على محادثات جنيف يفتقد لقدرة إسرائيل على تنفيذ تهديداتها وقدرتها للتأثير على مجرى المحادثات كما أن إسرائيل تسلط الضوء على برنامجها النووي بعد قيام سوريا بتفكيك ترسانتها من الاسلحه الكيماوية ، إسرائيل لم تعد القاعدة الامريكيه التي بمقدورها حماية المصالح الامريكيه بعد تأكد الولايات المتحدة أن إسرائيل تشكل عبئ استراتيجي على أمريكا ومصالحها ، وان إسرائيل تتكلف الخزينة الامريكيه أكثر مما تستطيع تقديمه لأمريكا ، وان إسرائيل بوجهة الأوروبيين أصبحت عبئا على المصالح الاوروبيه بالشرق الأوسط ، وان بيان المجلس المصغر لحكومة إسرائيل يؤكد ضعف حكومة نتنياهو بفرض شروطها على المجتمع الدولي وان ليس بمقدور هذه الحكومة من وضع فيتو على المحادثات التي تجري حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف ، حكومة اسرائل أصبحت تدرك حجم النجاح للديبلوماسيه الايرانيه وما حققه الرئيس الإيراني حسن روحاني من نجاح واختراق للديبلوماسيه الامريكيه والاوروبيه توجت بالمكالمة الهاتفية للرئيس الأمريكي اوباما بالرئيس حسن روحاني ، كل الدلائل تشير أن بيان حكومة نتنياهو هو نتيجة ما تحققه محادثات جنيف من نجاح حول مبادرة إيران لبرنامجها النووي واستمرارية النجاح بجسر ألهوه ألقائمه بين إيران وأمريكا وأوروبا حيث كل الدلائل تشير للعودة التدريجية للعلاقات الايرانيه الامريكيه الاوروبيه ، حيث أكدت مصادر إيرانيه وامريكيه عقد محادثات ثنائيه مباشره بين الجانبين على هامش محادثات جنيف بشان البرنامج النووي المثير للجدل، وتزامن ذلك مع إعلان إيران والقوى الكبرى عن تفاؤل مشوب بالحذر في بداية محادثات جنيف ، إن اللقاء الذي جمع وكيلة وزارة الخارجية الامريكيه ورئيسة الوفد الأمريكي ويندي شيرمان إلى المفاوضات بنائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في اجتماع مباشر حضره مسئولون من وفدي البلدين هو دليل على أن هناك تطلعات امريكيه نحو جسر ألهوه ما بين أمريكا وطهران وان هناك قفزات سريعة بين البلدين قد تؤدي لتطبيع العلاقات بين البلدين وهذا هو مصدر إزعاج حكومة إسرائيل ، إن إشادة مسئولين أمريكيين بحسب وكالة رويت رز بفحوى المحادثات والنقاشات دليل على أن أمريكا معنية بنجاح المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني ،أضف إلى أن اللقاءات والمحادثات المباشرة بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين أمر نادر ، إذ يعود تاريخ لقاء مباشر سابق إلى عام 2009 كما أن الشهر الماضي قد شهد لقاء مباشر بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماعات الجمعية ألعامه للأمم المتحدة في نيويورك ، لم يكشف الجانبان أي تفاصيل عن العرض الذي قدمه الوفد الإيراني ، حيث تواصلت المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى ( الولايات المتحدة الامريكيه وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا ) للتوصل إلى حل لازمة البرنامج النووي الإيراني ، الرئيس الإيراني حسن روحاني كان قد أعرب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق في غضون ستة أشهر بشان البرنامج النووي الإيراني ، وهذا ما يقلق إسرائيل ، إن تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالقول انه كانت هناك ردود فعل ايجابيه لأفكار بلاده بشان كيفية المضي قدما في المحادثات مشيرا إلى أن اقتراح بلاده التي قدمته خلال المحادثات يمكن أن يشكل انفراجا لحل الخلاف القائم حول برنامجها النووي هذا في حين يؤكد المفاوضون الغربيون أنهم يأملون في تحقيق نتائج وقال ما يكل مان الناطق باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كأثرين اشتون أن هناك جوا من التفاؤل الحذر خلف الأبواب الموصدة التي تناقش الموضوع النووي الإيراني ، وأضاف مان أن المحادثات كانت بناءه حيث تم تبادل الآراء الجيدة التي كانت جديه ، في ظل هذه الأجواء تتخوف حكومة نتنياهو من نجاح المحادثات وإحرازها للتقدم مما تعتبره حكومة إسرائيل خطرا يتهدد إسرائيل بنتيجة ما ستؤول إليه الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وحول الاعتراف لإيران بوجودها الإقليمي ومصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة وهذا ما تعتبره إسرائيل ضررا بمكانتها الاقليميه وإضعافا لوجودها مما يفقدها لاهميتها وهذا ما يجعلها تهدد وتتوعد بعدم موافقتها وإقرارها لأي اتفاق لا يشمل تفكيك البرنامج النووي الإيراني والسؤال هل تملك إسرائيل ألقدره على تنفيذ تهديداتها وهل سيكون بمقدورها تدمير منشات إيران النووية ، علما أن هناك تسليط للضوء على برنامج إسرائيل النووي وترسانتها النووية وهي ستخضع للمساءلة والمحاسبة ضمن سياسة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة الأسلحة غير التقليدية بحسب اتفاق واشنطن وروسيا ضمن إعادة اقتسام مناطق النفوذ والتوافق الأمريكي الروسي ، وان الفيتو الإسرائيلي لا مكان له بعد أن فقدت إسرائيل هيبتها وفقدانها لقوة الردع وليس بمستطاع إسرائيل من وضع العراقيل أمام الرغبة الامريكيه الاوروبيه بعودة العلاقات مع إيران ورفع الحظر والحصار الاقتصادي عنها وذلك ضمن المسعى الأمريكي لإعادة تحالفاته بما يضمن مصالحه في المنطقة على ضوء نتائج ما أسفرت عنه نتائج الصراع على سوريا



.