يعيش العشرات من السكان والمزارعين الواقعة حقولهم الزراعية ومنازلهم على التخوم الشرقية لمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، حالة من التوتر والقلق والترقب على مدار الساعة، خاصة بعد ادعاء الاحتلال باكتشاف نفق ممتد من داخل الأحياء الشرقية للمدينة لداخل كيبوتس العين الثالثة داخل الأراضي المحتلة عام 48 .
وأعلنت قوات الاحتلال نهاية الأسبوع الماضية عن ضبطها نفقًا ممتدًا لنحو 2.5 كلم داخل الحدود أسفل كيبوتس "عين شلوش" أي العين الثالثة شرق بلدة القرارة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، ووصفته بالأخطر والأكثر تطورًا بتاريخ المقاومة الفلسطينية.
وقال عدد من سكان المنطقة الحدودية لـ مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : إنّ "المنطقة الشرقية لخان يونس تشهد تحركات على مدار الساعة لأليات وجرافات وجيبات إسرائيلية داخل الشريط الحدودي، بالتزامن مع عمليات حفر بمناطق متفرقة من الحدود".
وأشار السكان إلى أن قوات الاحتلال تقوم مُنذ نحو خمسة أيام بعمليات حفر بحفارات وجرافات بمساندة جيبات وأليات عسكرية، محيط موقع الأحراش الواقع جنوب موقع كيسوفيم العسكري شرق بلدة القرارة، فيما تقوم حفارات أخرى بعمليات تجريف وحفر أسفل سطح الأرض مقابل حي الفراحين ومنطقة السناطي شرق بلدة عبسان الكبيرة.
ولفتوا إلى أن قوات الاحتلال فجرت نفقين شرق الحين المذكورين أول أيام العيد، وفجرت امتداد نفق يقع شرق حي الفراحين الليلة الماضية، مما أدى لانهيار نحو 50 مترًا من الشريط الحدودي الشائك شرق الحي، مما حذا بقوات الاحتلال للدفع بأليات لحراسة الثغرة التي احدثها الانفجار.
ونوه السكان إلى أن طائرات الاستطلاع تحلق على مستويات مُنخفضة طوال ساعات الليل مُنذ اكتشاف النفق، بجانب الطائرات الحربية والمروحية التي تحلق ساعات الليل وتطلق قنابل إنارة، وكذلك الأبراج تطلق النار بشكلٍ مُتقطع وقنابل إنارة بساعات الصباح الباكر والليل.
وعبر السكان عن خشيتهم من قيام قوات الاحتلال باجتياح المناطق الحدودية والقيام بعمليات تجريف للحقول الزراعية والمنازل القريبة بحجة البحث عن أنفاق، وتنفيذ عمليات ترحيل وتهجير للسكان، وتنفيذ عمليات قصف جوية وبرية لكل شيء مُتحركة بالمناطق الحدودية خاصة المزارعين.
وقال المزارع جبر أبو رجيلة من سكان حي الفراحين : "أصبحنا نتنقل داخل أراضينا الزراعية التي تبعد أكثر من 400 متر عن الشريط الحدود بحذر وخوف، بظل تواجد دبابات وجيبات الاحتلال طوال ساعات النهار مقابل أرضي الزراعية ومنزلي، وهي المنطقة التي تقوم بها قوات الاحتلال بالحفر بحثًا عن أنفاق، وفجرت امتداد نفقين بها قبل أيام".
وأضاف أبو رجيلة "نخشى أن تقوم قوات الاحتلال بالتوغل وتجريب ما قمنا بزراعته من محاصيل زراعية بحقولنا التي اتاح اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي بنوفمبر الماضي الوصول لها، لأن تحركات قوات الاحتلال وتهديداتها لا يبشر بخير".
وتابع "ننتظر بفارغ الصبر موسم الشتاء الذي سيجعلنا نستريح من ري الحقول بظل أزمة المياه التي نعاني منها، وهو الفصل الذي نتحرك به بشكلٍ قليل داخل أرضينا التي نزرعها بالمحصول الموسمي القمح والشعير لأنه محصول لا يحتاج لمياه فقط يعتمد على مياه الأمطار".
أما، المزارع إياد قديح والذي يقع النفق المستهدف مقابل منزله الأقرب للحدود من بين منازل حي الفراحين، فأشار إلى أن تفجير النفق أكثر من مرة هز أرجاء منزله، وترك أضحيته هاربًا لداخل المنزل خشية استهدافه من قبل آليات الاحتلال، لافتًا إلى أن الحدود تشهد تحركات نشطة للآليات طوال اليوم.
وبين قديح أن معظم زراعتهم ذبلت جراء عدم ريها لقلة توفر المياه، بجانب خوفهم من التحرك بحرية مطلقة داخل أراضيهم لقربها من الشريط الحدودي بحوالي 500 متر، مشيرًا إلى أنهم يشخون أن تتوغل قوات الاحتلال وتقوم بتجريفها فوق ما هي مدمرة وتالفة بفعل قلة المياه.
وعبر عن قلقه وتوتره بظل التهديدات الإسرائيلية في أعقاب اكتشاف النفق شرق القرارة، مطالبًا كافة الجهات المُختصة وعلى رأسها والمؤسسات الدولية بالوقوف بجوارهم وتقديم الدعم للمزارعين وسكان الحدود وتوفير كافة عوامل الصمود لهم، لأنهم الأكثر تعرض للاعتداءات من قبل قوات الاحتلال.
وتعتبر المناطق الشرقية لخان يونس الأكثر تعرض لعمليات التجريف والتدمير على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي طوال سنوات الانتفاضة، وكذلك بعد اتفاق التهدئة الموقع بين الفصائل والجانب الإسرائيلي برعايةٍ مصرية بنوفمبر الماضي، وكان من أحد بنود الاتفاق السماح للمزارعين بالوصول لأراضيهم وإنهاء المنطقة العازلة الغالة مسافتها 300 متر.