الاعتذار السعودي عن شغل عضو غير دائم بمجلس الأمن احدث إرباك للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ولدى الدول الأعضاء في الهيئة ألعامه للأمم المتحدة ، الموقف السعودي سابقه هي الأولى في تاريخ إنشاء الأمم المتحدة ، لأول مره في تاريخ إنشاء الأمم المتحدة تقدم دوله على الاعتذار لشغل عضوية غير دائمة بمجلس الأمن احتجاجا على أداء الأمم المتحدة ، سعت المملكة العربية السعودية لهذه العضوية منذ سنوات ودفعت في سبيل ذلك الأموال لأجل الحصول على الأصوات التي تؤهلها لذلك من قبل الهيئة ألعامه للأمم المتحدة ، الاعتذار السعودي عبر عنه بيان وزارة الخارجية السعودي الذي يوضح أسباب اعتذار السعودية وهو أن مجلس الأمن غير قادر على تحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة وان الدول الكبرى تسعى لتحقيق مصالحها وان الأمم المتحدة عاجزة عن إخلاء الشرق الأوسط من سلاح الدمار الشامل ، حقيقة ما تم تبيانه في البيان السعودي وان كان القصد منه تسجيل موقف لتعارض قرارات صدرت عن مجلس الأمن لا تلبي رغبات وتطلعات السعودية ، حيث البيان ركز على الموضوع السوري وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار يحقق الأمن في سوريا عن طريق التدخل في الشأن السوري ، إن عجز مجلس الأمن عن تمرير جمله من القرارات صيغت من قبل السعودية ودول عربيه أخرى لم يتم اعتمادها والأخذ بها تتعلق بالشأن السوري ، إن الموقف السعودي الذي بين حقيقة وأسباب اعتذاره قبول عضوية غير دائمة بمجلس الأمن وربطها بعجز مجلس الأمن بتحقيق الأمن والسلام في سوريا وألحقها بجملة أسباب منها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومنها ما هو مرتبط بالأمن والسلم العالمي وتحقيق مصالح الدول الكبرى على حساب مصالح الدول الصغرى ،
الاعتذار السعودي موقف غير مسبوق في تاريخ إنشاء الأمم المتحدة ، وهو موقف يسجل للمملكة العربية السعودية لو اتخذ ضد أمريكا وإسرائيل والغرب لمواقفهم الممالئة لإسرائيل والداعمة للاحتلال الإسرائيلي حيث لم نعهد موقف سعودي بمثل هذا الموقف منذ تاريخ نكبة فلسطين ولم يسبق للمملكة السعودية أن اتخذت موقف من أمريكا والغرب ضد احتلال العراق ، قد يكون الفشل في المسعى السعودي للدفع في التدخل العسكري الدولي في سوريا هو الدافع وراء هذا الاعتذار خاصة وان السعودية أعلنت جهارا عن دعمها للمجموعات المسلحة السورية وقامت بتقديم المساعدات العسكرية والمالية ، مع أن ما قامت به السعودية وتركيا وقطر يعد تدخل غير مبرر في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة وهو مخالف للقانون الدولي ولنظام الأمم المتحدة ، إن السعودية وقد صدمت بالموقف الأمريكي من الصراع على سوريا ورفضها للتدخل العسكري وتوافقها مع روسيا لحل ألازمه السورية حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن لا حل للازمه السورية إلا عبر الحوار ، وان التقارب الأمريكي الإيراني شكل مفاجئه للسياسة الخارجية السعودية التي بنت تحالفاتها ألاستراتجيه مع أمريكا بمواقفها العدائية من سوريا وإيران وحزب الله مما شكل انتكاسه فعليه للسياسة الخارجية السعودية في المنطقة . التغير الدولي والإقليمي ترك انعكاساته على سياسة المملكة العربية السعودية وان التوافق الروسي الأمريكي بشان سوريا وخاصة لجهة الاتفاق على السلاح الكيماوي السوري وموافقة سوريا للتخلي عن ترسانتها للسلاح الكيماوي والتوقيع على اتفاقية حظر انتشار السلاح الكيماوي جعل السعودية في موقف لا يحسد عليه ،
الاعتذار السعودي هو ردة فعل للخيبة السعودية من الموقف الأمريكي وهذا ما جعل فرنسا لتعبر عن موقفها من الخطوة السعودية بالقول تفهمهما للموقف السعودي ، كان الأجدر بالسعودية لو اتخذت موقفها هذا عبر التنسيق مع الدول العربية فيما لو كان الموقف السعودي تعبير وتجسيد عن رفض للسياسة الامريكيه الاسرائيليه المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية لكن كون الموقف السعودي وقد قصد منه خيبة الأمل في تمرير السياسة الهادفة للتدخل العسكري في الشأن السوري ، فان الخطوة السعودية قصد منها الاحتجاج على المواقف الامريكيه وبخاصة سياسة التقارب مع إيران ، الموقف السعودي قد سلط الضوء على واقع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في التهرب من مسؤوليته تجاه ما تعاني منه شعوب العالم من اضطهاد وخاصة الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي لعقود طويلة وذلك منذ ما يقارب 67 عاما أو يزيد وهناك شعوب وأقليات تعيش الاضطهاد بكل معانيه وماسيه وهناك بحسب تقارير الأمم المتحدة ما يقارب ثلاثون مليون يعيشون حياة العبيد ، حقيقة القول أن الأمم المتحدة عاجزة عن ملاحقة إسرائيل عن برنامجها وترسانتها النووية وإسرائيل دوله فوق القانون بسبب تعنت الدول الاستعمارية الكبرى وخاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا الداعمة لإسرائيل ، منذ إنشاء الأمم المتحدة ولغاية تاريخه لم تلتزم إسرائيل بأي قرار من قرارات الأمم المتحدة ولم تنصاع لتنفيذ أيا من هذه القرارات ، وإسرائيل تقوم بتدنيس الأقصى وتهويد القدس والأراضي الفلسطينية والاعتداء على حرية العبادات بمخالفه صريحة لكل القرارات والقوانين والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف ولاهاي والقانون الدولي الإنساني ، إن الاعتذار السعودي في شغل عضو غير دائم في مجلس قد يكون فاتحه لتمرد دول أخرى على نظام الأمم المتحدة بما يفتح المجال أمام الدعوة لإحداث إصلاحات في منظومة الأمم المتحدة التي أصبحت تفتقد للمصداقية ،
الاعتذار السعودي احدث ارتباك لدى الدول الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن وخاصة لحلفاء السعودية لان الموقف السعودي قد سجل ظاهره مستجدة في تاريخ الأمم المتحدة ، مما وضع الأمم المتحدة أمام تحمل مسؤوليتها لضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإسرائيل لضرورة الانصياع لكافة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية وللشعب الفلسطيني واحتلالها للأراضي العربية المحتلة وبضرورة الإفصاح والكشف عن ترسانتها النووية التي تعد المسبب الرئيسي للانتشار للاسلحه النووية وأسلحة الدمار الشامل في المنطقة ، إن سياسة التعامل بمكيالين من قبل أمريكا وحلفائها في القضايا العربية وممالئة إسرائيل لسياستها العدوانية ودعم احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية لم تعد سياسة ناجحة وأصبحت لها انعكاساتها السلبية على الأمن والسلم العالمي وان الموقف السعودي قد فتح الباب واسعا لضرورة إحداث تغييرات في النظام الداخلي للأمم المتحدة يتوافق وجملة التغيرات التي تحدث في العالم وذلك لتحقيق العدل بين الجميع ووضع حد لكل التدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية للدول مما يعرض الأمن والسلم العالمي للخطر