قيادي في فتح: العودة للمفاوضات كانت لدرء المخاطر وللحفاظ على الذات الوطنية

أكد القيادي في حركة فتح بقطاع غزة هشام عبد الرازق أن "الوحدة الوطنية الفلسطينية هي أساس نجاح العمل السياسي الفلسطيني وأساس الحفاظ على المصالح الوطنية الفلسطينية، وهي أيضاً أساس رؤية وطنية صحيحة لحركة تحرر وطني فلسطيني تسير في الاتجاه الصحيح"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يمكن تحقيق أي إنجاز على الصعيد السياسي في ظل حالة الانقسام السائدة.

 

وقال عبد الرازق في حديث صحفي  نشرته دائرة الاعلام والثقافة بحركة فتح في غزة " إن استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية هو خيار للشعب الفلسطيني اختطته القيادة الفلسطينية منذ أوسلو.. ولا ضرر في استئناف المفاوضات رغم إدراكنا أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية وما سبقها من حكومات منذ عام 2000 لا تضع وزناً للعملية السياسية ولاتفاقية أوسلو نفسها"، مؤكداً أن "الحزب الذي حكم في إسرائيل منذ العام 2000 كان ممن يطالبون بإنهاء اتفاقية أوسلو، وعندما أصبحوا مضطرين للتعامل معها كانت السياسة الإسرائيلية التقليل من أخطار أوسلو بالنسبة للإسرائيليين."

 

حلكة الظلام..

وأضاف عبد الرازق أن "العملية السياسية دخلت في حلكة الظلام منذ عام 2000، حيث اندلعت الانتفاضة وبدأ العنف من خلال الانتفاضة والسلوك الإسرائيلي الذي تساوق معها، مما أدى إلى ضرب فكرة الثقة بعملية سياسية، سواءً لدى الشعب الفلسطيني أو الإسرائيلي، وبالتالي الوضع الفلسطيني لم يستطع أن يعيد عملية السلام أو المسيرة السياسية إلى مسارها الصحيح، بل أبعد من ذلك تدهور الوضع الفلسطيني الداخلي في أعقاب التغيير السياسي بعد الانتخابات عام 2006 وبالتالي أصبح الجانب الفلسطيني لديه أيضاً مشكلة داخلية في  وجود قوى سياسية فلسطينية على سدة السلطة الفلسطينية لا تؤمن بالعملية السياسية".

 

وقال " وهنا أصبح الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي بعيدان عن العملية السياسية رغم بقاء الرئيس بمكانته وبانتخابه من الشعب الفلسطيني، إلا أن ما جرى عام 2007 من انقسام فلسطيني داخلي أثر بشكل كبير ليس على العملية السياسية فحسب، بل على كل مجريات الوضع الفلسطيني الداخلي وعلى كل القضايا الوطنية الفلسطينية، ودخلنا في متاهتين، متاهة الانتفاضة وما أعقبها، ومتاهة الانقسام الفلسطيني الداخلي."

 

حركة تحرر..

 وتابع عبد الرازق يقول" أي حركة تحرر وطني في العالم -ونحن جزء منها- يجب على كل قواها السياسية أن تجتمع خلف برنامج الحد الأدنى السياسي الموحد وأن تكون كلمتها واحدة موحدة، ومحافظة على وحدتها الوطنية حتى تستطيع أن تحقق أهدافها، فنحن لم نستطع لا الاتفاق على برنامج سياسي موحد رغم كل التفاهمات التي تمت عام 2006 وما عرف باتفاق مكة، ولم نستطع أن نوحد جهودنا، بل ازداد الطين بلة بالانقسام الذي حصل عام 2007 والذي مازال مستمراً حتى اليوم..".

 

وأضاف" من يعتقد أنه في ظل الانقسام الفلسطيني يمكن أن نحقق انجازات سياسية فهو واهم، فلا من يقول أن المقاومة هي الحل لديه القدرة على تنفيذ برامجه والتقدم بها، ولا من يقول بأن الحل السياسي هو الخيار الذي يمكن أن نحقق به أهدافنا قادر على تحقيق أهدافه.. أهدافنا تتحقق أولاً عندما نبني وحدتنا الوطنية الفلسطينية، ونبني برنامج الحد الأدنى المشترك لكافة القوى الوطنية الفلسطينية السياسية، عند ذلك نختار طريقنا بما يتناسب مع مصالحنا الوطنية، بعيداً عن الحزبية الضيقة، وبعيداً عن البرامج الخاصة للقوى التي أصبحت في ظل الانقسام عبئاً على القضية الوطنية برمتها."

 

درء المخاطر..

وأكد عبد الرازق أن" الاستمرار في المفاوضات هو درء للمخاطر التي يمكن أن تعصف بالقوى الفلسطينية ذاتها، فكل القوى الفلسطينية التي تدعي أن المقاومة سبيلها أو التي تدعي بأن المفاوضات هي سبيلها تريد أن تحافظ على ذاتها، وبالتالي غابت القضية الوطنية الفلسطينية من الأجندة لدى القوى السياسية الفلسطينية.

 

 وأضاف "من هنا فإن أي عمل لأي من هذه القوى منفردة لا يستطيع أن يصل إلى أي من المصالح الوطنية الفلسطينية، وبالتالي قيام الرئيس أبو مازن ومنظمة التحرير الفلسطينية بالقيام بالمفاوضات رغم معارضة العديد من القوى الوطنية داخل م ت ف لهذه المفاوضات، كان لدرء المخاطر وللحفاظ على الذات الوطنية "

وعقب عبد الرازق على خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان قائلاً" نتنياهو يدرك تماماً الوضع الإقليمي والدولي وليست لديه أجندة حقيقية للحل مع الفلسطينيين.. نتنياهو يريد إدارة الصراع وليس حله.. نتنياهو ينظر للمشكلة الأكبر من وجهة نظره وهي إيران، والنووي الإيراني والكيماوي السوري، وبالتالي هذه القضايا بالنسبة له أهم بكثير من الموضوع الفلسطيني.. نتنياهو لا يرى في الموضوع الفلسطيني تهديداً لوجوده، فهو يحاول أن يلعب بالحبل السياسي على هذا الموضوع."

 

 وتابع " هو يقول إن" الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس سبب الإشكاليات في المنطقة وأن هناك إشكاليات كثيرة في المنطقة ليس لها علاقة بالاحتلال الإسرائيلي.. هو يريد أن يسوق إشكالياته الإستراتيجية من وجهة نظره هي إيران وسوريا، وهو لا يرى في الموضوع الفلسطيني تهديداً لأمن إسرائيل، فهو يدافع عن سياسته التي هي في جوهرها إدارة الصراع مع الفلسطينيين وليس حله."

 

مصالح ذاتية..

وعلى الصعيد الداخلي قال عبد الرازق إن "لكل طرف من الأطراف الفلسطينية مصالحه الذاتية.. حماس في غزة تدرك تماماً بأن فتح جبهة مع إسرائيل ستدفع ثمنه غالياً وبالتالي هي ليست معنية بفتح جبهة كهذه، وبالتالي الإسرائيليون أولاً وأخيراً يبحثون عن مصالحهم الذاتية، وللأسف نحن كفلسطينيين أكثر ما نكون بعداً عن مصالحنا الذاتية".

 

وقال" يجب أن نبحث عن مصالحنا الوطنية الفلسطينية، والابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة حتى نستطيع أن نكون فعلاً القوى الفلسطينية في حركة تحرر وطني فلسطيني من أجل تحرير الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني وقيام الكيان الوطني الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.."

 

وأضاف" للأسف المصلحة الحزبية طغت على المصلحة الوطنية العليا، وهذا أدى إلى شعور المواطن الفلسطيني بأن الأحزاب والقوى االسياسية الفلسطينية أصبحت عبئاً عليه وعلى القضية."

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -