قال النائب مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان "تصريحات افيغدور ليبرمان ليست منفصلة عن جوقة كاملة يقودها نتنياهو ويشارك فيها داني دانون ونفتالي بانيت ويائير لبيد وليبرمان وجميعهم متطرفون وعنصريون ."
واضاف البرغوثي" انهم جميعا يطلقون مثل تلك التصريحات كجزء من ضغوطهم في عملية التفاوض الجارية حاليا ولهم هدفان الاول :هو رفض أي اتفاق شامل ونهائي يؤدي الى حرية واستقلال الفلسطينيين والضغط على الجانب الفلسطيني للقبول باتفاق جزئي وانتقالي جديد هدفه كما يقول ليبرمان هو تكريس تعاون اقتصادي وامني أي تكريس منظومة حكم ذاتي هزيل وبانتوستانات وليس دولة حقيقية."
واكد البرغوثي في تصريحات بثتها قناة الجزيرة ان" ليبرمان يروج لفكرة الدولة في حدود مؤقتة ويستخدم تلك التصريحات في هذا الاتجاه لتجزئة القضايا ثم تأجيلها ومن ثم تصفيتها وهذا هو نفس النهج الذي اتبع في اوسلو."
واشار النائب البرغوثي ان "الهدف الثاني الذي تمارسه هذه الجوقة بقيادة نتنياهو شخصيا هو الضغط النفسي والابتزاز السياسي ضد الجانب الفلسطيني لحمله على تقديم تنازلات ورمي الكرة في المرمى الفلسطيني ولذلك يجري الحديث عن التحريض والمناهج الفلسطينية واللاسامية."
كما اشار الى التصريحات العنصرية التي ادلى بها لبيد في واشنطن حين ادعى ان" الصراع مع الفلسطينيين لا يكمن في الحدود والقدس والمستوطنات بل في ان الفلسطينيين مصابون بمرض الكراهية ويحتاجون الى اطباء نفسيين ."
وقال البرغوثي ان "عمليات التنكيل والجرائم الاسرائيلية تؤكد عبثية المفاوضات التي تستخدمها اسرائيل غطاء للتوسع الاستيطاني والتهويد."
واضاف البرغوثي الى ان اقرار لجنة التشريع الوزارية الاسرائيلية مشروع قانون خاص بتقسيم مدينة القدس الذي ينص على الزام الحكومة الاسرائيلية بالحصول على موافقة 80 عضو كنيست قبل البدء في أي مفاوضات تتعلق بتقسيم القدس هو تاكيد على نوايا اسرائيل وعدم رغبتها بالسلام.
واوضح ان "البديل لنهج المفاوضات هو تصعيد المقاومة الشعبية وفرض المقاطعة والعقوبات على اسرائيل واستئناف معركة الأمم المتحدة، والانضمام إلى 63 معاهدة ومنظمة دولية، والذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها وتوحيد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام."
واكد البرغوثي انه" لولا حملة المقاطعة الشعبية وفرض العقوبات لما اتخذ الاتحاد الاوروبي قراره بشان المستوطنات الذي سيدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل."
واشار ان التصريحات العنصرية الاسرائيلية والتحريض هي عملية استباقية للموقف الفلسطيني الذي يحاول ان يثبت للعالم انه جدي في المفاوضات وان اسرائيل غير جدية .
وجدد النائب مصطفى البرغوثي دعوته للتوجه الى الامم المتحدة من جديد مشيرا الى ان معركة الامم المتحدة وحدت الفلسطينيين بعد ان فرقهم اتفاق اوسلو.
واضاف ان "نتائج المفاوضات يقررها ميزان القوى القائم وهو مختل لغير صالح شعبنا مما يستدعي تغيير ذلك الميزان قبل الذهاب الى المفاوضات" وحذر البرغوثي من خطورة مساعي اسرائيل لتصفية قضيتي القدس واللاجئين مؤكدا ضرورة التمسك بالحقوق الوطنية بحزم و اصرار.
و قال البرغوثي ان" نهج الحركة الصهيونية لا يتغير وهو قائم على تجزئة القضايا ثم تأجيلها ثم تصفيتها مع المراهنة على ان ثوابت الامس تمحوها مفاوضات الغد."
واشار البرغوثي الى ان "الناس يتساءلون في قرية قريوت عندما التقاهم بعد عدوان المستوطنين على اشجار زيتونهم عن جدوى المفاوضات في ظل تصاعد الاستيطان وعدوان الاحتلال والمستوطنين وهذا هو نفس تساؤل مئات الالاف ممن يعانون في القدس و الخليل والاغوار وغيرها من التوسع الاستيطاني.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أفيغدور ليبرمانكرر ، تهجماته ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبراً أنه ليس شريكاً للسلام، وأنه لا جدوى من السعي الآن لاتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال ليبرمان للإذاعة العامة الإسرائيلية "أبو مازن (محمود عباس) ليس شريكاً للسلام، وإنه لا جدوى من السعي الآن إلى تسوية دائمة، وينبغي التركيز على تعميق التعاون الاقتصادي والأمني مع الفلسطينيين".
واعتبر ليبرمان أن المنهاج الدراسي الفلسطيني يشمل تحريضاً على إسرائيل، وقال إنه "يجب مطالبة الفلسطينيين بتغيير منهاجهم التدريسي من الأساس" لأن كتبهم التدريسية لا تشمل خريطة لإسرائيل ولا توجد فيها كلمة واحدة عن المحرقة".
وتابع ليبرمان أن وسائل الإعلام الرسمية في السلطة الفلسطينية "موبوءة بالتحريض المعادي للسامية وتمجد المخربين الانتحاريين".
وقال إنه "فقط بعد أن يبدأ الفلسطينيون بتربية الجيل الشاب على السلام سيكون بالإمكان البدء في مفاوضات حقيقية حول تسوية دائمة".
وتأتي أقوال ليبرمان على خلفية تقارير إسرائيلية تتحدث عن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، التي انطلقت قبل ثلاثة أشهر تقريباً، قد وصلت إلى طريق مسدود نتيجة لإصرار إسرائيل على نشر قوات من جيشها على طول غور الأردن.