يُعرف طائر الحمام بأنه رمز المحبة والسلام ولكن واحدة من مفارقاته أنه استُخدم كعنصر أساسي في الحروب والغزوات القديمة.
وبحسب المصادر التاريخية فإن أول مَنْ استعان به في هذا الغرض هم ملوك بابل القدماء في حروبهم المتعددة، ثم نقله عنهم الإسكندر المقدوني فعرفه الشرق القديم كله والعرب المسلمون أيضاً. "حسب العربية نت"
وفي أوقات السلم يستخدم الحمام كساعي بريد يقطع المسافات والبلدان ناقلاً أخبار الأقاليم ورسائل المحبين وآهات الاشتياق، حتى صارت واحدة من أسمائه "الحمام الرسائلي".
ولهذا سعى إلى تربيته الهواة والمحترفون وقدموا له أفضل ما يكون من المسكن النظيف والطعام المعتنى به والجو الملائم.
زينة وخزينة
ويطلق عشاق الحمام الزاجل عليه لقب "الزينة والخزينة" كونه يعتبر هواية من أجمل الهوايات وأكثرها متعة وتشويقاً وهو في الوقت نفسه تجارة رابحة.
وتحدث رافد الخزاعي، المعروف بالموسوعي، لـ"العربية.نت"، قائلاً: "يعامل الحمام الزاجل حاله حال الخيول العربية الأصيلة، فله أنساب وسلالات، وله سجلات تدوّن صفاته وتاريخ تزاوجه وتواريخ وضع البيض والفقس، ويستقدم من أجله مدربون اختصاصيون، وله مزادات يرتفع فيها سعر الواحدة إلى آلاف الدولارات خصوصاً للأنواع النادرة".
الحمامة الأسرع والأقوى
وأضاف "في بداية كل عام يتنافس مربو الحمام الزاجل على الحمامة الأسرع والأقوى، وهناك آلية متفق عليها بين الجميع من حيث التأكد من أن الطيور تعود للمتسابق، ويوضع ختم خاص على الجناح يحدد هوية المالك، أما في يوم السباق فيربط حجل على ساق الطير يحمل تسلسلاً، وهذا التسلسل يوضع على ساعة رقمية لمعرفة الزمن الذي يستغرقه الطائر لقطع المسافة".
وغالباً ما تتم مسابقات الحمام الزاجل التي يشترك فيها الكثير من المحافظات العراقية، خصوصاً في أيام الأعياد الدينية أو الوطنية وتستقطب جمهوراً غفيراً ومتابعين متلهفين لمعرفة النتائج، على مراحل تبدأ من الجنوب في البصرة إلى بغداد، لتنتقل فيما بعد إلى المناطق الشمالية وهكذا وصولاً إلى العاصمة التركية أنقرة، ومن تسجل وقتاً أقصر في الوصول إلى نقطة الانطلاق الأولى تكن المحتفى بها.
وبحسب تصريح للجمعية العراقية للحمام الزاجل فهناك "اهتمام عالمي بتنظيم مثل هذه السباقات، حيث يتم نشر نتائجها في مواقع عالمية مهتمة بهذه الفعاليات".
وأضاف أن "انطلاق مثل هذه المنافسات دليل على أن الحياة مستمرة في العراق ولن تتوقف، إذ إن الحمام الزاجل يرمز إلى السلام وهذا ما نريده لبلدنا العراق".
وتذكر بعض الروايات التاريخية أن آخر الخلفاء العباسيين (المستعصم بالله) حين حاصره جيش المغول واقتحم فيما بعد أسوار بغداد، طلب من القائد المغولي أن يبقى على 16 حمامة زاجل كان يعشقها وعلى حياة ابنه، ولكن ذلك لم يحصل.