بالصور .. بعد سقوطه..مستشفى بغزة ينقذ شابا عشرينياً من الإعاقة

بحركةٍ دؤوبة وبنشاطٍ غير اعتيادي استقبل خبر مغادرته لمستشفى الوفاء بغزة بفرحٍ كبير، يجهز أمتعته، يَجمع احتياجاته ومتعلقاته، يوزع الحلوى على الحاضرين؛ بعد نجاته من حادث سقوط من علو ، أفقده وعيه ليصبح طريح الفراش ولا يقوى على الحركة، ففرحته وسعادته بلقاء طفلته التي تركها وهي تبلغُ من العمر أسبوعاً لا تضاهيها أي فرحة.


محمود مصباح عبد العال ابن الـ 22 ربيعاً من سكان رفح متزوج وأب لطفلة في عمر الزهور، يعمل في تزيين وإعداد المنصات للأفراح، كتب له عمراً جديداً بعد سقوطه من أعلى المنصة والتي كادت أن تحول حياته وأسرته الى أحزان.


مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية التابع لجمعية الوفاء الخيرية في غزة وبفضل الله وبجهود الكوادر والفرق الطبية العاملة فيه، تمكن من علاج محمود بعد خطر الاصابة بإعاقة حركية وأعاد له الحركة و الاعتماد على النفس ليغمر أسرة محمود بالفرحة بعد تجرعها لألم المعاناة.


حزن ومعاناة يُبددها الأمل..
بكلمات تعبر عن حجم الواقعة قال محمود" بعد انتهاء احدى الحفلات لعائلة بمنطقتنا بدأنا وزملائي بالعمل على تفكيك المنصة وبينما كنتُ في أعلى بوابتها فاذا بي أسقط من فوقها وفي لحظات فقدت الشعور بكل شيء من حولي ودخلت بغيبوبة نقلت بعدها الى المستشفى الأوروبي مما أدخل عائلتي واسرتي في حزن ومعاناة شديدة لما أصابني ".


وتابع، في الأوروبي استيقظت بعد 13 يوماً من الغيبوبة وكنت أشعر حينها بالتعب وعدم المقدرة على الحركة الى أن تم تحويلي الى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية وانا في حالة حزن لما وصل اليه وضعي الصحي.


وأضاف، بعد احضاري لمشفى الوفاء هناك استقبلني الأطباء وقاموا بعمل كل ما يلزم لي من علاج لأعود لصحتي وأمشي على أقدامي وأحرك جميع أطرافي وكنت متعاوناً معهم بشكل كبير فأملي بالشفاء كان كبيراً والحمد الله بدأ من تلك اللحظة.


وعند سؤاله عن العوامل التي شجعته للتغلب على اصابته أجاب قائلا: " تركي لزوجتي وخاصةً لطفلتي الصغيرة خلفي والتي لم تكمل من عمرها إلا اسبوعاً واحداً؛ شجعني ذلك على أن أبذل قصارى جهدي مع الاطباء في العلاج لأعود لطفلتي وزوجتي وعملي بشكل طبيعي وبكامل صحتي، فاشتياقي لهم كان كبيراً وهذا ما تحقق بعد شفائي وعودتي إليهم وأنا فرح جداً بما وصلت إليه، ومقدماً شكره في الوقت نفسه لكل من وقف بجانبه في محنته من وزارة الصحة التي غطت مالياً علاجه ومستشفى الوفاء التي قدمت خدمت العلاج له والأهل والأقارب الذين خففوا من معاناته".


علاج فعال وإرادة صلبة ..
كسرٌ بالجمجمة وإصابة شديدةٌ بالدماغ والتهابات بالصدر وعدم المقدرة على الحركة وضعف في عضلات الجانب الأيمن من الجسم وضعف بالتوازن في الاطراف السفلية والعلوية والاعتماد على الآخرين في أنشطة الحياة اليومية , هكذا شخص لنا الطبيب المشرف على الحالة د. حسن صرصور الوضع الصحي لمحمود عند دخوله لمشفى الوفاء.


وبين د. حسن أن لوزارة الصحة بغزة دور كبير وفعال في نجاح حالة محمود وذلك بسرعة تحويلها للحالة إلى مستشفى الوفاء مع التكفل بها ماديا طيلة فترة مكوثها للعلاج وحتى تتعافى وهو ما تقوم به دائما وباستمرار الوزارة اتجاه الكثير من الحالات وذلك بناءً على عقد موقع بين الوزارة والمشفى.


وتابع يقول " المريض عند دخوله لمستشفى الوفاء خضع لخطة علاجية مكثفة وفعاله شملت الرعاية الطبية والتمريضية والعلاج الطبيعي والوظيفي والدعم النفسي والاجتماعي، والذي بدوره أدخل المريض بحاله صحيه مستقرة وعجل من شفائه من ناحية التحسن في قوة العضلات في الجهة اليمنى ومكنه من الاعتماد على النفس والمقدرة على الحركة والسير لمسافات طويلة".


وأضاف د. حسن، أن المحفزات الرئيسية لعلاج محمود في فترة قياسية بلغت 6 أيام جنبا الى جنب مع العناية المكثفة بالمريض هو تعاون المريض نفسه مع الطواقم الطبية وارادته الصلبة للتغلب على المرض.


الحافز الكبير..
من جانبه قال أخصائي العلاج الوظيفي المعالج للحالة أحمد عباس أن تدريب المريض على أنشطة حياتية متقدمة كتعامل بالنقود والشراء من البقالات والحركة في الأماكن الداخلية والخارجية والأنشطة اليومية الاعتيادية كالمأكل والمشرب والملبس والدمج الاجتماعي للمريض من خلال مرافق له خفف من الضغط النفسي على المريض وكان حافزاً ودافعاً كبيراً لتحسن الأطراف الحركية عنده.


اخصائي العلاج الطبيعي عمر السوسي أضاف " استخدام تمارين تقوية الأطراف العلوية والسفلية والتدريب على التوازن والجلوس و التدريب على المشي كل ذلك ساهم حفز المريض عضلات المريض ومكنه من تحريك جميع اطرافه بنسبة كاملة وأصبح معتمداً على نفسه في المشي والحركة.


مما رأيت أقول ان النافذة الصغيرة التي مهما صغُرَ حجمُها واضْيَقت، إلا أنها تفتح آفاقاً واسعاً في الحياة وتعطي النفس نوراً للتفاؤل رغم ظلمة الليل الحالكة، فمحمود يعتبر كالكثير من الحالات التي دخلت الى مستشفى الوفاء بغزة وقد غشيت قلوبها اليأس، فعملت الوفاء على إعادة نور الحياة اليها.


غزة/ الوفاء- عطية الوادية

المصدر: رفح- وكالة قدس نت للأنباء -