صور.. الحياة تعود لجسد والدة الأسير شبير بعد إعلان الإفراج عنه

تنتظر المسنة الفلسطينية نفيسة شبير (78 عامًا) من سكان محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، بفارغ الصبر الإفراج عن نجلها الأسير حازم طاهر قاسم شبير(39 عامًا) المعتقل داخل السجون الإسرائيلية مُنذ نحو 20 عامًا.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير شبير نهاية مارس/ آذار عام 1994 برفقة المحرر عطية أبو موسى والذي أفرج عنه ضمن الدفعة الأولى من صفقة "حسن النوايا" بين السلطة الوطنية الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، وتتهمها بقتل وإصابة إسرائيليين، وحكمت عليهما بالسجن مدى الحياة.

ومن المقرر أن تفرج إسرائيل الثلاثاء عن 26 أسيرًا ضمن الدفعة الثانية من الصفقة، ومن بينهم خمسة أسرى من سكان قطاع غزة أمضوا ما لا يقل عن 20 عامًا داخل السجون الإسرائيلية، وواحدٍ وعشرون من سكان الضفة الغربية.

وأصيب المُسنة شبير بالعديد من الأمراض المزمنة كـ "الجلطة بالدماغ" بسبب حصرتها وألمها بعد اعتقال نجلها والحكم عليه مدى الحياة، وأفقدها المرض الأمل بأن تراه يعود حيًا لها قبل أن يفتقدها الله عز وجل برحمته، لكن إدراج اسمه بالصفقة أعاد الحياة لجسدها الذي أنهكه المرض.

 

انتظره بفارغ الصبر..

وتقول شبير لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بكلماتٍ قلائل لعدم قدرتها على الحديث كثيرًا بسبب المرض : "أنا سعيدًة جدًا وفرحة ما بعدها فرحة، ويارب يعود لي أبني سالمًا وبقية الأسرى لذويهم، وأن يمن الله عز وجل على بقية الأسرى بالفرج".

وتضيف شبير "أنتظر بفارغ الصبر لحظة الإفراج عن حازم قرة عيني وفلذة كبدي، لأني لم أراه مُنذ أكثر من 13 عامًا بسبب المرض، والحرمان من الزيارة من قبل قوات الاحتلال، وإنشاء الله راح أزوجه بعد أن يعود، ونفرح عليه وألبي له جميع طلباته".

وتتابع "اليوم حضرت بناتي وأولادي جميعًا وقمنا بتنظيف المنزل وتجهيز شقة حازم كي ينام بها بعد أن يعود بخير، وسنزين البيت له ونوزع الحلوى، ويارب ما يحرم حدا هالفرحة التي نعيش بها الآن، وإنشاء الله يعود جميع الأسرى لبيوتهم ولزوجاتهم وعوائلهم بخير".

 

تزيين البيت للاستقبال..

وداخل وخارج المنازل يعكف أفراد عائلة الأسير شبير على دهان الجدران والكتابة عليها بعبارات ترحب بالأسير وتهنئة بالإفراج، وكلمات وطنية أخرى ترحب بالزائرين له بعرس الاستقبال الذي سيقام داخل سرادق "خيمة" أقيمت لاستقباله بمحيط منزله.

وعلى جدران منزل الأسير والمنازل المجاورة توشحت المنازل بالأعلام الفلسطينية وأعلام حركة فتح التي ينتمي لها الأسير، وبصور الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبصور الأسير التي طبعت على يافطات جلدية كبيرة الحجم، كما زين الشارع بقطع قماشية تستخدم للزينة.

وبداخل المنزل وضعت صور الأسير داخل غرف المنزل خاصة داخل شقته التي انتهت عائلته من تجهيزها قبل أيام، ووضعت مشغولاته اليدوية داخل السجن بغرفة الضيوف والنوم، ومن بين تلك المشغولات قبة الصخرة وبراويز أخرى من الخرز صُممت، ككف اليد يحمل وردة وأخر غصن زيتون.

 

ترقب وحذر..

بدوره، يقول الأسير المحرر تيسير شبير شقيق الأسير لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "كنا ننتظر مُنذ الإعلان عن نية إسرائيل الإفراج عن الأسرى القدامى الـ104 بشهر أغسطس الماضي، على أحر من الجمر، وخاب أملنا عندما لم يتم نشر اسمه بالدفعة الأولى".

ويضيف شقيق الأسير "ومُنذ أيام ننتظر الإفراج عنه نجلي على أحر من الجمر، وسط حالة من الترقب والقلق خشية عدم إدراج اسمه ضمن الدفعة الثانية، وبقينا نتابع شاشة التلفاز والمواقع الإسرائيلية والفلسطينية، وعندما نشرت الأسماء لم نصدق إلا عندما نشرت معظم المواقع الكشف وأدرج أسم شقيقي به".

ويلفت "عم المنزل حالة من الفرح والزغاريد، وبدأنا بإطلاق الألعاب النارية بالهواء، وباشرنا بتزيين الشارع المؤدي لمنزلنا والشوارع المجاورة والمنازل، وننتظر بفارغ الصبر يوم غدًا، حيث سنتوجه بعد العشاء مباشرة لمعبر بيت حانون/ إيرز بالحافلات والسيارات لاستقباله بالهتافات والتهليل والتكبير حتى البيت.

وعبر شقيق الأسير عن سعادته لنية الاحتلال الإفراج عن نجله، ويتمنى الإفراج عن بقية الأسرى بأسرع وقت، قائلاً : "كانت مُعضلة الإفراج عن أي أسير أو إتمام أي صفقة هم الأسرى القدامى، فاليوم يُفرج عنهم وهذه بشارة خير ليتم الإفراج عن بقية الأسرى".

 

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" واكبت استعدادات عائلة شبير لاستقبال نجلها حازم بعد غياب استمر نحو 20 عامًا داخل السجون الإسرائيلية.

تصوير: عبد الرحيم الخطيب

المصدر: خان يونس – وكالة قدس نت للأنباء -