صور .. المرابطون في غـزة عين تحمي الوطن وعين تترقب الشهادة

ملثمون يلبسون عتادهم العسكري وحاملين أرواحهم على اكفهم وهاجرين الأهل والأحبة خوفاً من أي محاولة "غدر صهيونية" على أبناء شعبهم كما يقولون، بين أغصان الزيتون على تخوم قطاع غزة تجد من يوجه بندقيته تجاه العدو ومنهم من يقرأ القرآن الكريم وبين يديه صور للشهيد فتحي الشقاقي ومنهم يؤدي الصلاة وسط عيون تحميهم.


 التقينا بمجموعة من مرابطي سرايا القدس الجناح العسكري  لحركة الجهاد الإسلامي في احدى نقاط رباطهم, على حدود قطاع غزة  وحاورنا أحد قادة السرايا الذي كان يتفقد المرابطين ويلقب بـ " أبو الحسن " ,عن وضع المرابطين وهم يعايشون الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال مؤسس الحركة  فتحي الشقاقي فقال:"إنه في هذا اليوم المبارك لا زالت سرايا القدس تؤكد علي مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى استرداد آخر شبر من تراب فلسطين من النهر للبحر  مهما كلفنا الثمن " .

 

وأضاف أبو الحسن " أن الرباط واجب على كل المجاهدين خاصة أن العدو يتربص بنا ليل نهار ونحن في السرايا بكافة أجهزتنا العسكرية العاملة على ارض الميدان لا زلنا  نتربص لهذا العدو ونجمع المعلومات وننفذ العمليات فهذا هو طريقنا وطريق شهيدنا الشقاقي ".

 

 وعن استعدادات سرايا القدس لأي عداون قادم بالتزامن مع تهديدات الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة قال أبوالحسن"سرايا القدس عودت أبناء شعبنا بمفاجأتها في حرب السماء الزرقاء وحرب الثمانية أيام وضرب تل أبيب وسنفاجأ العدو بتكتيكات جديدة وأساليب مُردعة أكثر إلى جانب التجهيزات من باقي فصائل المقاومة  وستكون مؤلمة في حال نفذ العدو أي عدوان علي أبناء شعبنا" مضيفا " بأن الرباط بالنسبة لسرايا القدس هو في كافة الأوقات ليلاً ونهاراً ولا أوقات محددة لنـــا  لأن الاحتلال غادر ونحن جاهزون له ولأي لحظة غدر" .

 

بين أبو الحسن " أن الرباط  هو بمثابة الحفاظ على أبناء شعبنا  ويكون الرباط بشكل اعتيادي ويكون المرابطين على حذر شديد وأسلحتهم موجهة صوب العدو، لكن في أوقات الخطر ترفع حالة الاستنفار إلى أعلى درجاته ونكون جاهزون لصد أي عدوان فلدينا العشرات من الاستشهاديين بانتظار ساعة الصفر ".

 

 وعن الشهيد  محمد عاصي الذي اغتاله الاحتلال مؤخرا في رام الله ورسالة سرايا القدس من قلب قطاع غزة , قال أبو الحسن " نحن في سرايا القدس والكل يعلم جيداً أن الشهيد محمد عاصي والذي يسكن في بلدة بيت لقيا في أقصى غرب رام الله هو من أبطال سرايا القدس وهو المُدبر لعملية تفجير الحافلة في منطقة تل الربيع المُحتل وقد زفت سرايا القدس لأبناء شعبنا الشهيد محمد عاصي والذي استشهد بعد اشتباك مسلح مع قوة من الجيش الصهيوني صمد بوجه بنادقها فقصفته بصواريخها فارتقي شهدينا ليلتحق برفاق دربه كالشقاقي."

 

وقال أبو الحسن :"الرسالة الأولى إلى عائلة الشهيد محمد عاصي.. نحن نحيي هذا البيت الذي خرج هذا القائد وأن رفاقه في سرايا القدس لن يتركوا هذا النهج الذي استشهد محمد من خلاله  وأننا لن ننسى شهيدنا محمد والذي زلزل تل الربيع المحتل عندما شاهد أهله بقطاع غزة يذبحون في الحرب الأخيرة( حرب الثمانية أيام 2012 ) ففاجأ شهيدنا العدو بعمليته البطولية وتدبيره لها وكانت بمثابة الفرحة الكبري لنا في تلك الحرب لأنها أعادتنا إلي عهد العمليات الاستشهادية ".

 

وتابع "والرسالة الثانية هي للعدو الصهيوني.. أن شهيدنا  لم ينسانــا لذا نعده ونعد أهله وجميع أبناء شعبنا أننــا لن ننساه وان دماءه لن تذهب هدراً وأن سرايا القدس  ستذيق الاحتلال درساً لن ينساه وأن صواريخنــا ستطالهم أينما وجدوا."


وفي كلمة رسالة سرايا القدس إلى الشعب الفلسطيني قال أبو الحسن:"نُحيي صمود شعبنا الصابر المرابط ونطمئنهم أن لا تقلقوا فورائكم مقاومة أخذت علي عاتقها قراراً مصيرياً يتمثل بدحر الاحتلال المجرم وإزالة هذا الكيان الغاصب عن كامل تراب فلسطين لكي تتحرر الأمة من تلك الهيمنة التي فرضت سطوتها علي المنطقة."

 

وحول علاقة سرايا القدس مع فصائل المقاومة الفلسطينية، اكد أبو الحسن قائلا :"إنه من المعروف أن العلاقة  طيبة بين باقي الفصائل المقاومة وبين حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس لأن هذا النهج قد أخذناه من نهج شهيدنا الدكتور فتحي الشقاقي (..) فنحن نرحب بالجميع دون استثناء فالذي يجمعنا هو الدم وعدونـا هو واحد ونوجه رسالتنا لحركتي فتح وحماس بأن ينظروا إلى الأمام وأن ينسوا الخلاف ويُنهوا الانقسام لأن العدو هو المستفيد من الانقسام فلنضع يدنا بيد بعض فبقوتنا وتوحدنا وإنهاء انقسامنــا نهزم أعدائنــا ."

 

وعن المفاوضات وموقف سرايا القدس بالتزامن مع انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى ، هنا يقول أبو الحسن :"نحن في سرايا القدس ضد التنازلات عن ذرة تراب من أرضنا فلسطين وعن حجر من المسجد الأقصى ونحن لا نعترف بقدس شرقية وغربية فالقدس هي عاصمة فلسطين من النهر للبحر  ونقول للعدو الذي انتهك مقدساتنا أن لا تختبر صربنا وصمتنا عن الانتهاكات التي لم تدوم طويلاً وسنعمل جاهدين لتحرير المسجد الأقصى ودحر المحتل الغاصب ."

 

وفي رده على سؤال  – أنتم كسرايا القدس كيف تتلقون الدعم المادي والمعنوي، قال أبو الحسن :"حركة الجهاد الإسلامي تستمد دعمها المعنوي من أبناء شعبنا وأبناء أمتنا والأصدقاء ممن يدافعون عن هذه الأرض ( مناهضين الاستكبار ) ... حسب قوله

 

وعن الدعم المادي قال أبو الحسن :"بعض التمويل يكون تمويلاً ذاتياً من قبل الأعضاء في الحركة والآخر يكون تمويلاً خارجياً من دول صديقة....).

 

وفي رده على من هي الدول الصديقة لحركة الجهاد الإسلامي قال :"لا يوجد دول صديقة لحركة الجهاد الإسلامي بل دول صديقة للشعب الفلسطيني فنحن لا نستطيع تعداد الدول بالاسم ولكن هناك الكثير من الشعوب التي تدعم مقاومة الشعب الفلسطيني ودفاعه المشروع عن نفسه وعن مقدساته  . "

تقرير/ محمود اللوح

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -