(21)عاما في الأسر.. ابن مخيم الشاطئ اعتقل مناضل وعاد متمردا على الاحتلال

(الاسير دائما يكون متمردا وإرادته لا تلين ) بهذه الكلمات وصف الاسير المحرر عمر مسعود الذي قضى في السجون الإسرائيلية (21)عاما، صراعه الطويل مع الاحتلال وكان يدرك منذ ان خط لنفسه طريق النضال انها "معركة بقاء ومعركة اراده بين احتلال مغتصب وبين شعب يرنوا الى الحرية ويعمل من اجل الحصول على حقوقه وعلى وطنه المغتصب ".

ويقول مسعود(39عاما)، بعد ساعات معدودة من اطلاق سراحه ضمن الدفعة الثانية من الاسرى القدامى لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،" انا الان حرا طليقا بين احبتي، شوقي لأهلي لا يوصف وفرحتي كبيرة ، لقد انتصرت بالإرادة والعزيمة على السجن والسجان ".

ويضيف " كنت اعلم منذ اللحظة الأولى من اعتقالي ، ان من يمتلك الإرادة بالنهاية ينتصر ، الاسير دائما متمردا وإرادته لا تلين ، والصراع طويل ، تعرضت داخل السجن للعزل والشبح وشتى انواع العقاب ، حرمت من رؤية اهلي ووالداي ، لكن كنت على يقين ان لحظة الفرج آتية وموعد الحرية مقبل مهما طالت السنوات ".

مسعود الذي اعتقل في عام 1993، يتذكر مشهد الاعتقال حين داهمت بيتهم في ظلمات الليل قوات الاحتلال الاسرائيلي ، وقامت بعصب عيناه ، حيث اقتاده الجنود داخل الجيب العسكري، وانهالوا عليه بالضرب ، وبعدها اخذوه الى السجن ، وبعد ايام معدودة وجهوا له تهمة بالمشاركة بالعمل الوطني والانضمام لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وقتل جندي اسرائيلي ، واثنين من عملاء الاحتلال .

جموع المهنئين الذين جاءوا من كل ازقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، لم يسعهم منزل عائلة الاسير المحرر مسعود ، فقد نصبت العائلة خيمة استقبال امام المنزل ، وعلقت الاعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية، وبوسترات كبيرة للشهيد ابو على مصطفي ، والأمين العام للجبهة الشعبية الاسير احمد سعدات .

ويقول الاسير المحرر مسعود" الشعب الفلسطيني عظيم لم تتغير طبائعه وعاداته كما هي، هذا الشعب يحتاج الى قيادة عظيمة ترتقي لمستوى تضحياته ، وتكون تحمل في قلبها روح الامل وعزيمة النصر دائما ".

وحول نظرته للقضية الفلسطينية التي قدم زهرات عمره من اجلها في الوضع الراهن، يوضح مسعود بان" القضية الفلسطينية غير مرهونة في وقت معين او حدث معين ، هذه القضية هي مسيرة شهداء وتضحيات اسرى وستبقي مستمرة ، والصراع مفتوح ما بقي الاحتلال موجود ".

اما شقيقية محمد (31 عاما) ، يصف شعوره بخروج اخيه من السجن بالقول " مبسوطين وفرحانين فرحة عيد فرحة مش طبيعية ، لما اعتقل اخي كان عمري حينها عشرة سنوات كنت صغير ، الآن انا متزوج وعندي والدان وبنت ، احمد الله ان اخي خرج سالما وبصحة جيدة ".

محمد الذي وجه الشكر الى الجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية بالأفراج عن اخيه ، يوجه في نفس الوقت لوم لها قائلا " احنا منشكر كل الجهود التي بذلت من اجل الافراج عن اى اسير ، لكن اخي عمر كان من المفترض ان يكون بيننا منذ عشرون عاما حين وقع اتفاق اسلو ، والجهود جاءت متأخرة ، لكن هذه مشيئة الله ".

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" تجولت في خيمة استقبال المهنئين بالأفراج عن الأسير المحرر عمر مسعود بالتزامن مع زيارة رئيس وزراء حكومة غزة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية لتقديم التهاني، واعدت هذا التقرير:

تقرير/طارق الزعنون

عدسة/يوسف حماد

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -