تزايد ظاهرة العنف المجتمعي في الأراضي الفلسطينية

شهدت الأراضي الفلسطينية في الأونة الأخيرة زيادة ملحوظة في ظاهرة العنف المجتمعي والمشاكل العائلية أدت إلى وفاة وجرح مواطنين من الأطراف المتنازعة في وقت يرجع أخصائيون زيادة إنتشار هذه الظاهرة إلى الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي أدت إلى خلق ضغوطات نفسية صعبة لدى المواطن الفلسطيني الذي يبحث عن لقمة عيش لأطفاله ولكن الظروف القاهرة والضغوط النفسية والإجتماعية وتدني مستوى الوعي الثقافي لدى الأفراد زاد من حدة المشاكل العائلية ومخاطرها على مستقبل الأطفال بشكل خاص والعائلة بشكل عام.

وقالت الأخصائية الإجتماعية رشا عابد من رام الله " إن إنتشار هذه الظاهرة يعود إلى قلة الوعي لدى الأفراد إضافة الى الظروف الإقتصادية القاهرة التي إنعكست على وضع العائلة والأفراد النفسي والإجتماعي مما أدى الى خلق واقع مغاير وجديد على المواطن المنشغل بالبحث عن لقمة عيشه من جانب والدخول في صراعات على المال مع أطراف في عائلته من جانب آخر، كما للثقافة المجتمعية السائدة ولغة الثأر لدى بعض العائلات تأثير سلبي على إنتشار هذه الظاهرة.

وتضيف الأخصائية عابد " بأن هناك عوامل أخرى أدت إلى المساعدة في إنتشار ظاهرة العنف والمشاجرات العائلية من بينها " نسب الأقارب إضافة الى الميراث والمال" وهذه العوامل بحد ذاتها أسباب مباشرة لإحداث العنف داخل المجتمع في ظل قلة الوعي وعدم توفر الأمن والأمان في مناطق لا يسود فيها القانون مثل المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية وما تسمى بمناطق "جيم" فهذه المناطق تزداد فيها ظاهرة العنف.

وتؤكد الأخصائية عابد " بأن على السلطة الفلسطينية التدخل بشكل أكبر وفاعل في المناطق "الساخنة" التي تشهد إنتشاراً غير مسبوق لظاهرة العنف لتلاشي إنتشار حالة الفوضى والفلتان الأمني.

وفي لقاءات منفصلة مع مواطنين يقطنون في مناطق "جيم" أكدوا ما قالته الأخصائية عابد من أن إنتشار العنف بين العائلات بسبب حالة الإختلاط وتعدد الثقافات المجتمعية في هذه المناطق من جانب بالإضافة الى إنتشار حالة الفوضى والفلتان وإنتشار السلاح بيد أفراد من جانب آخر.

وقال المواطن (ع. س) بأن إنتشار تجارة السلاح والمخدرات في المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية أدت إلى إنتشار واسع لهذه الظاهرة بالإضافة الى عدم وجود تدخل من قبل السلطة بسبب منع إسرائيل لأي نشاط لها في مناطق "جيم".

وباتت هذه الظاهرة تؤرق المجتمع الفلسطيني والمواطنين في ظل الأوضاع الراهنة والصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في ظروف حياتهم اليومية وزيادة هذه الظاهرة أدت إلى تراجع حالة الإستقرار والأمن في عدد من المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية.

المصدر: رام الله – وكالة قدس نت للأنباء -