هناك معضلة قد تحول دون عقد مؤتمر جنيف 2 على الأقل في الوقت الراهن ، خاصة وان المعارضة السورية غير موحده وتكاد تكون مفككه ولكل منها خياراتها وأهدافها تتبع أجندات مشغلي بعض تلك الاجنحه في المعارضة السورية ، المجلس الوطني السوري أعلن عدم مشاركته في مؤتمر جنيف 2 مشترطا تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم ، قوى الائتلاف السوري متا رجحه في مواقفها ، وهيئة التنسيق الوطنية السورية ستشارك في المؤتمر ضمن ما ترتئيه بحسب أجندتها ورؤيتها لسوريه الجديدة ، في ظل المواقف للمعارضة السورية المنقسمة على نفسها وفي ظل ما أصبحت تعاني منه المجموعات المسلحة على الأرض وانقسامها ومحاولة المجموعات الاسلاميه المتشددة من حسم خياراتها ضد الجيش الحر ومجموعات أخرى وذلك ضمن صراع إقليمي تشهده المنطقة ، زيارة الأخضر الإبراهيمي أظهرت حقيقة الصراع الإقليمي بين إيران والسعودية التي رفضت استقبال الإبراهيمي في حين أعلنت إيران عن إمكانية حضورها لمؤتمر جنيف في حال توافرت شروط نجاحه دون أي شروط مسبقة ، التباين في وجهات النظر بين الحكومة السورية والأخضر الإبراهيمي المبعوث الاممي حيث أعلنت الحكومة السورية عن حضور مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة وما أعلنه الأخضر الإبراهيمي يثبت التباين في وجهات النظر ، تصريحات الإبراهيمي عقب انتهاء زيارته لسوريا يظهر أن هناك تباين في وجهات النظر بين الحكومة السورية مع وجهات النظر مع الإبراهيمي حيث تأتي تصريحات الإبراهيمي في سياق إرضاء لجهات دوليه وإقليميه تتعارض ومفهوم الحكومة السورية لأهداف وغايات انعقاد مؤتمر جنيف ، وهذا ما أكدته تصريحات وزير الإعلام السوري عمران الزعبي من أن الإبراهيمي يجهل الواقع السوري ويجهل التغيرات على الأرض وان تصريحاته تتعارض مع الرؤيا السورية لشروط انعقاد مؤتمر جنيف 2 ، حيث أن سوريا ترى بضرورة وقف تزويد المجموعات المسلحة بالا سلحه وذلك من قبل الدول الداعمة لهذه المجموعات وتدعو لوقف تدفق هذه المجموعات عبر الحدود من الدول المجاورة لسوريا ، هناك تقارب في وجهات النظر طرأت مؤخرا بين تركيا وإيران حول ألازمه السورية وهناك تغير قطري من ألازمه السورية ، يقابله تشدد سعودي يدفع بالازمه السورية نحو التصعيد بهدف تحقيق مكاسب حيث ترى الحكومة السورية أن التوافق الأمريكي الروسي بشان سوريه والتقارب الأمريكي الإيراني يفقد السعودية من مكتسباتها الاقليميه وهي في سبيل ذلك تدفع باتجاه تعطيل انعقاد مؤتمر جنيف 2 وهذا ما دفعها لرفض استقبالها للمبعوث الاممي الأخضر الإبراهيمي ، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث موضوع توحيد المعارضة السورية لحضور مؤتمر جنيف ضمن محاولة المملكة العربية السعودية لتحسين شروط التفاوض ضمن مطلبها القاضي بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد يصطدم أمام عقبات كثيرة أهمها النجاحات التي تتحقق للجيش العربي السوري على الأرض وإخفاق المجموعات المسلحة عن تحقيق انجازات ممكن لها أن توفر بيئة للدول الداعمة لهذه المجموعات ،تدرك الولايات المتحدة الامريكيه أنها ملزمه بالإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها بموجب اتفاقها مع روسيا بشان حل ألازمه السورية عبر الحوار السياسي بين جميع الفرقاء وذلك بعد أن أوفت سوريا بتعهداتها بشان سلاحها الكيماوي وانضمامها لمعاهدة حظر استعمال السلاح الكيماوي ، وتدرك أمريكا وحلفائها بنتائج خطورة استمرار ألازمه السورية على الأمن الإقليمي والدولي بفعل تنامي المجموعات المسلحة المتشددة وانحسار نفوذ المجموعات المسلحة المعتدلة وهي في سبيل ذلك تسعى لضرورة سرعة التوصل لحل ينهي ألازمه السورية ، إن سوريا وهي تسعى لجمع المعارضة السورية على أراضيها وذلك لأجل إجراء حوار مع الحكومة السورية بهدف التوصل لصيغة الحوار المقرر إجراؤه في مؤتمر جنيف إلا أن ذلك يصطدم بمواقف الائتلاف السوري والمجلس الوطني حيث اغلب الظن إن قوى الائتلاف السوري في طريقه للانقسام حيث أن العديد من القوى المعارضة ترفض الذهاب بوفد موحد لمؤتمر جنيف وان هيئة التنسيق ترفض إن تكون بوفد موحد مع قوى الائتلاف وكذلك العديد من القوى ، وعليه فان ما تسعى بعض القوى الدولية لتحقيقه هو بضرورة الاعتراف رسميا بشرعية النظام في سوريا وذلك بعد أن أقرت بذلك الولايات المتحدة وحلفائها وشرع العديد بفتح حوار مع الحكومة السورية وبالتالي فان مسعى جنيف هو لتحقيق نظام المحاصصه بحيث تحصل قوى المعارضة على مشاركه نسبيه في الحكم وبهذا فان سقوط ورقة رحيل النظام هو سقوط لقيادات المعارضة السورية وهذا ما تتخوف منه قيادات المعارضة ، ويبقى التحدي والفيصل هو صندوق الاقتراع وذلك عبر الاحتكام لرغبات وإرادة الشعب السوري ، حيث بات في حكم المؤكد أن غالبية الشعب السوري باتوا على يقين بان النظام الحالي هو الأفضل لهم ولمصالحهم ،وبالتالي فان رجال الأعمال يرون أن العودة للوطن مع النظام لا مع المعارضة مضمونة العواقب على عكس الاستمرار مع المعارضة المنقسمة والمتشرذمه وباعتقاد الجميع أن دخول قدري جميل لصفوف المعارضة من المتوقع أن يحدث انهيار ذاتي ضمن صفوفها ، إن المجموعات المرتهنة بوجودها لتأييد السعودية تبني محاولات استمرارية وجودها بتدخل ودعم ألجامعه العربية والتي تعد فاقده أصلا لإمكانية ألقدره على التأثير والتدخل بحكم الموقف للحكومة السورية من ألجامعه وبحكم التوافق الأمريكي الروسي ، وبينما ينتظر الجميع انتظار شتاء قاسي فان هناك انتظار لإنضاج الظروف لجنيف 2 وعليه فان جنيف 2 ضمن متطلبات نجاحه ومعيقات عقده يبقى بانتظار الولادة القيصرية التي تزيد من احتمالات موته نتيجة تلك المواقف وتشرذم المعارضة حيث لا يعقل أن يفاوض النظام لنفسه وهذا ما يؤكد خسران الدول الداعمة لهذه المعارضة من ثقلها ووجودها الإقليمي وهذا ما يدفعها للتصعيد العسكري تحت باب الأمل بحدوث اختراق يحسن من شروط عملية التفاوض وهذا هو الخسران بعينه لتيقن أمريكا وحلفائها بخطورة استمرار الأحداث وانعكاساتها على الأمن والسلم العالمي