الإبراهيمي المبعوث الدولي الى سوريا ونبيل العربي امين عام الجامعة العربية"المتعبرنة" كانا جزء من الحرب التي تشن على سوريا،فالإبراهيمي نقل الشروط الأمريكية والقطرية والسعودية والتركية للسورين،بأن الحل هو برحيل الأسد وليس بغير ذلك،وهذا اقل ما تقبل به تلك الدول من اجل إيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية،والتي يرى هؤلاء بأن النظام هو أساس البلاء فيها،وكان الإبراهيمي يرفض الاستماع حتى لوجهة النظر السورية الرسمية....ونبيل اللاعربي والذي يفترض ان يكون الجامع والموحد للبيت العربي،والمدافع عن حقوق العرب وقضاياهم،كان مطية في أيدي مشيخات النفط الخليجية القطرية اولاً والسعودية لاحقاً،حيث صادق على كل القرارات التي املتها عليه تلك المشيخات ضد النظام السوري من فرض مقاطعة اقتصادية وتجارية ودبلوماسية على سوريا،الى اعطاء تمثيل سوريا في الجامعة العربية الى ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري،ولتصل الأمور حد المطالبة بالتدخل الدولي العسكري لصالح ما يسمى بالقوى المعارضة من قوى تكفيرية وارهابية وعصابات من قبل مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع- أي استخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري.
والابراهيمي واللا عربي كان لديهم رهانات خاسرة بأن قوة الدفع التي تقف وراء تلك العصابات والقوى التي تدير المعركة ضد النظام السوري عربية وإقليمية ودولية كبيرة وقوية جداً،ولا يمكن للنظام السوري ان يصمد امام تلك القوى،حيث جرى إستقدام عشرات الألآف من المرتزقة من مختلف دول العالم،ناهيك عن القوى المتساوقة او المتماثلة معها في الداخل السوري،وجرى تسليحها باحدث الأسلحة وفتحت حنفيات المال الخليجي عليها بالمليارات،وكذلك فتحت لها الأراضي المجاورة عربية واسلامية من أجل اقامة قواعد تدريبية لها وتهريب المال والسلاح والرجال،ولكن كل ذلك لم يفلح في إسقاط النظام السوري،حيث ظهر بان الجيش السوري،هو جيش عقائدي وليس جيشاً طائفياً او مذهبياً،وكذلك طول مدة الحرب والعدوان،كشفت امام الشعب السوري زيف وخداع وتضليل تلك العصابات التكفيرية وما يسمى بالقوى الجهادية والديمقراطية،حيث كان الهدف تدمير سوريا دولة وجيشاً ومجتمعاً ومؤسسات،وتفكيك جغرافيتها وتحويلها الى دولة فاشلة كالصومال وليبيا،وبالتالي أخذت تلتف حول النظام ،مدركة بأن ما ينتظر سوريا هو الدمار والتفتيت.
ولم تحدث الإستدارة من القضية السورية بشكل كبير من الدول المحيطة وفي الداخل سوريا،إلا بعد ما حدث من حسم عسكري لصالح النظام في معركة القصير،والتي وفرت له قدرات عالية على الحسم العسكري في بقية المناطق والتقدم على الأرض،وكانت قضية كيماوي الغوطة،هي الفاصلة في حدوث الإستدارة الدولية والإقليمية والعربية من قضية دعم القوى والعصابات الارهابية في سوريا،حيث باتت تلك القوى على قناعة بأن النظام السوري ليس من السهولة إسقاطه،وبأن تلك القوى الارهابية ستشكل عاجلاً أم آجلاً مخاطر على تلك الدول التي دعمتها وساندتها،وكان عامل حاسم آخر هو بيع امريكا لحلفائها مقابل مصالحها،حيث أنها ذهبت للتقارب مع ايران وعقدت الاتفاقيات مع روسيا،لحل قضيتي الملف النووي الايراني والأزمة السورية سلمياً وليس عسكرياً،لعدم قدرتها على تحمل تبعيات وتداعيات شن عدوان عل هذين البلدين، وهذا الموقف دفع بحلفائها للحرد ورفع وتيرة انتقادهم لأمريكا،،ولكن هناك من استوعب الموقف الأمريكي وعاد سريعاً لبيت الطاعة،وهناك من حاول أن يمارس حرد الأطفال الصغار كالسعودية،وأصرت على مواصلة دعم عصابات الإرهاب في سوريا،بالمال والسلاح والرجال،وأنه لا لحضور جنيف(2) ولا لبقاء الأسد رئيسا....وحاولت أن تضمن دعماً خليجياً وعربياً لموقفها من أجل تشديد شروط حضور جنيف (2) ودعت احمد الجربا العشائري والقبلي رئيس الائتلاف "الوطني" السوري لإعطائه صفة الشرعية،ولكن لم يجري الاتفاق على أي موقف عربي،ولينفرط عقد الجامعة العربية،وليخرج العرب بموقف اللا موقف،ويسقط نبيل اللاعربي الذي امتثل لإملاءات واشتراطات بندر بن سلطان.أما الإبراهيمي في زيارته الأخيرة للشام،فلم يعد يحمل موقف رحيل الأسد كشرط لعقد جنيف(2)،بل صار يقول بأن بقاء الأسد او رحيله يقرره الشعب السوري.
ومن هنا تلك المواقف دفعت المعارضة السورية لكي تشن حملة عليه،وكذلك هي السعودية...والإبراهيمي الذي خسر ثقة الحكومة السورية والآن ما يسمى بالمعارضة السورية والقوى التي تقف خلفها...فهذا يعني بان هذا الرجل ذاهب لا محالة لإستقالة .
سقوط الابراهيمي وسقوط اللاعربي وسقوط مرسي وتغيير حمد بتميم بقرار امريكي والإستدارتين القطرية والتركية من الأزمة السورية،والدعوة لايجاد مخرج سياسي للازمة السورية،يجب أن تكون درساً لجماعة الوهابية في السعودية،بأن استمرارهم في دعم عصابات الارهاب وما يسمى بالجهادية في سوريا،سيكون له تأثيرات وتداعيات عميقة على الداخل السعودي،وعلى دور السعودية وحضورها العربي والاقليمي،فهل يتعظ بندر بن سلطان وسعود الفيصل من كل ذلك...؟؟