مادة (عبر) عرفنا منها عبور الجيش المصري، وعبور معبر رفح الكئيب..!! ،وعبور الأزمة..أي ازمة.. و
(عبر) بتشديد الباء عرفنا منها كلمة (تعبير) ،وأول ما عرفتها أنا شخصيا كان في حصة بنفس الاسم من المفترض ان نعبر فيها بحرية عن موضوع (الربيع) الا ان الاستاذ الجبار عساف رحمه الله تعسف ،ونكل بنا يومها بكلمات اخرس ..انطمر..سد نيعك ..ممنوع.. اطلع بره ياكلب .. وهاتك يا ضرب... مباهيا بخزرانة طوله مرتين.. يطرقع بها كما شاءعلى الطاولة والمقاعد واقفيتنا..فكرهنا المرحوم في العبور والتعبيروقد رأينا من الربيع ربيعا اشبه بالربيع العربي قهرا و مهانة وتزويرا ،ولم ندرك ان للربيع ازهارا ،وخضرة ..الا فيما بعد.
اذكر هذا وانا متخم بالحكايا ،والنوادر عن علاقة العرب بالتعبير منذ الأزل رغم القرابة الشديدة بين عرب وبعر وبعير وعبر وبرع ورعب..الا ان العرب وخاصة حكامهم وسلاطينهم وخلفائهم وشيوخ قبائلهم كانوا يهرشون دائما ويركبهم مائة عفريت..!! اذا ماذكرت تلك الكلمة الشاردة في مجالسهم وان كان لابد من تعبير فليكن على مقاس مزاج الحاكم وبامره فقط والا اركب المعبرالمسكين على خازوق او قطفت راسه في يوم السوق واصبح طعاما للنسور او شواء شهيا في تنور..!!
اصبحت كلمة التعبير مقترنة بالخوف والرعب والتقية والنأي بالنفس والمواراة والمدارة.. ومع ذلك لم يسلم القلم الرفيع من الاذي ..فكسرت اقلام ..وطحنت عظام ..وصار المعبرون قسمين اولهما القريب ويتبع جواري السلطان يتغزل بشمائله ويتغنى بمدائحه ويصدح بفضائله.. والثاني البعيد يتبع المغضوب عليهم والضالين من العصاة والمطاريد المارقين..!!
ماعلينا ..
كل حصة التعبير هذه لزرقة عيون الشاب الوسيم ( باسم يوسف) اخر العنقود في عائلة المبدعين السخرة.. وهو المحظوظ –اللهم لا حسد- بكاميرا السي بي سي ..والانتشار الواسع والملايين الثلاثة.في الحلقة الواحدة.-الله يزيد ويبارك- بينما نحن الصعاليك في بلاد المماليك ..!! لانملك الا حلما، و قلما ،ولاب توب ،ونسرح باوجاعنا بلوشي في بلاد النت، والهيلاهوب ..،ويستطيع أي مملوك أمني ان يشير لنا بحذائه:ستوب..!!
انا واعوذ بالله من كلمة انا ..كنت ولازلت احتقر من يعتقل او يقتل الكلمة بدءا من الرقيب الاسرائيلي على الصحف والمطبوعات في الزمانات ،وانتهاء بالرقيب العربي على النوايا ،والاهات المهموسات.!!.حتى بعض المواقع الفصائلية على الانترنت تمارس الان هذه العادة القبيحة بلاخجل..!!
صحيح ان اونكل باسم..فافي ومسمسم ..،وسيح نص بنات غزة ..!! وصحيح ان لسانه طويل حبة ،وميوله برادعية واضحة..!! ،ويضرب شمال ،ويمين.. شانه شان كل الساخرين..لم يرحم من شره لا السيسي ،ولا الببلاوي ،ولامنصور..كما لم يرحم من قبل اخوان رابعة المسلمين..!! وقلبه على مصر اللي حادفة يمين..!!
لكني شاهدت الحلقة الممنوعة.. ولم اجد فيها مايستحق..، بل لم تكن بروعة الحلقات السابقة.. ،وكان القرار بالمنع (غلطة وندمان عليها) كما قال هاني شاكر..لان المنع..أعطى لباسم ( ووووه ...وووووه) مزيدا من التألق ، فكل ممنوع مرغوب..!! وتماما كما فعل الاخوان فعل العلمان ،ومفيش حد احسن من حد..!!
وكانت فرصة للجزيرة ،وأعوانها ان تجد جنازة وتشبع فيها لطم..!! قبل ان تنشغل في محاكمة سي مرسي..
المشكلة اننا كعرب ،ومسلمين ، منذ عصور الجاهلية ،وحتى عهد وزارات الداخلية..!! نعاني من أزمة خوف الحاكم أي حاكم من الكلمة.. من التعبير...!! ولا تقولوا كان الخليفة فلان ،والاميرعلان ...فهؤلاء ان كانوا ..فهم استثناء فات و مضى.. على رأي فيروز..هاتوا لي الان حاكما واحدا لا يخشى الكلمة ،ويؤمن بحرية التعبير...!! اصحوا تقولولي سي مرسي واللا الببلاوي واللا الغنوشي واللا البشير
رن الجرس، وانتهت الحصة على أمل ان يحدث التغيير...!!