أمهات:أبناءنا مازالوا يعانون من نتائج الحروب ويحتاجون لمتابعة من الجميع

لم تكن تعلم الحاجة الفلسطينية أم محمد بان ابنها ذات (12 عاما) , والذي يعاني من رجفة في أطرافه العليا وعدم التركيز في كثير من الأحيان وتجاهل الإجابة على المنادين له, يعود إلى تعرض ابنها لحالة من الصدمة ناتجة عن مشاهدته لاستشهاد احد جيرانهم في الحرب الأخيرة التي حدثت بقطاع غزة في نهاية عام 2012م.

أم محمد لم تدرك رغم مرور عام على نهاية الحرب أن ما يتعرض له الأطفال في أثناء الحروب له تأثيرات كثيرة تظهر على تصرفات الأطفال وإن كانت بدون قصد , لتبدأ في طرح المشكلة التي يعاني منها ابنها ولتفتح المجال أمام غيرها بالسؤال عن حلول لتخفيف هذه النتائج .

وتتساءل أم محمد في احدى ورشات التوعية التي تنظمها جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية ,قائله " لماذا لا ويجد من يوجهنا ويتابع حالات الأطفال الذين تعرضوا لمشاكل نفسية ناتجة عن الحرب , كما لا يوجد من يقوم بتوعيتنا عن هذه الأعراض, وكيفية التفرقة بينها وبين سلوكيات الأطفال العادية ,كذلك كيف يمكن التصرف مع أبناءنا لحل هذه المشاكل النفسية ".

وتمنت خلال الورشة وهي ضمن مشروع " على جناح السلام " On the Wing of Peace " بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA ,بعنوان " الطرق المثلى لتعامل الأمهات مع أطفالهم أثناء وبعد الحرب" في مقر جمعية نسائم الفجر ,بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة , ضرورة توعية الأمهات بشكل مستمر والتوجه إلى المناطق الحدودية والتي تعرضت للكثير من الهجمات ,ويعاني أطفالها العديد من المشاكل النفسية والتي تظهر على شكل سلوكيات غير مفهومة لدى العائلة .

وأوضح مدير المشروع مروان جودة بأن هذه الجلسة هي ضمن عدة جلسات تقوم عليها الجمعية ناتجة عن مجموعة ملاحظات خلال فترت التعامل مع الأطفال, من عدم تعرف أولياء الأمور على مشاكل تواجه أطفالهم ناتجة عن مجموعة الصدمات التي تعرضوا لها خلال الحرب الأخيرة على غزة .

وأضاف " فبعد مرور شهرين على بداية المشروع ومن خلال متابعة الأطفال توصل المختصون في المشروع ,أن عائلات الأطفال يعتبرون التصرفات السلوكية لأبنائهم الغير معتاد عليها أنها

نتيجة طبيعية للأحداث الجارية أو للتطور التكنولوجي أو من الاختلاط بأطفال غير سويين ,ويتجاهلون أن اغلب هذه السلوكيات هي نتيجة تعرضهم لصدمة في أثناء الحرب ".

وبين جودة أن هذه الورش لها تأثير كبير على تغيير أسلوب التعامل مع الأطفال من قبل أمهاتهم في المنازل ,كذلك تساعدهم في اكتشاف ما يعانيه أبنائهم من الاضطرابات النفسية ,والتوجه بهم للمختصين للمساعدة في تحسين الحالة النفسية للطفل ,وبذلك تحسين تصرفاته وعدم تراكم هذه العقد وبذلك تلازم الطفل إلى مراحل عمرية متقدمة .

ومن جانبها أفادت سناء الحسنات أخصائية الاجتماعية ضمن المشروع بأن هذه الورش ضرورية لزيادة الوعي عند الأسر وتقديم الإرشادات لكيفية التعامل مع أطفالهم أثناء وبعد الحرب.

وأضافت " نحاول أن نوصل عدت معلومات إلى الأسر, ومن ضمنها تعريف الاضطرابات ما بعد الصدمة لدى الأطفال وأعراضه وكيفية علاجه وعوامل تأثير الصدمة ,وإحصائيات عن الاضطرابات النفسية والسلوكية للطفل الفلسطيني" .

كما يتم تعريف عائلات الأطفال بأنواع الصدمات وطرق علاجها, وتعليمهم إرشادات التعامل مع الأطفال أثناء وبعد الحرب, وتدريبهم على أنشطة يمكن تنفيذها مع الطفل في البيت خلال الحرب.

وناشدت بلسم الأطرش منسقة المشروع الأسر إلى الاهتمام بهذه الندوات والورش لزياد الثقافة في هذا الموضوع , حيث يعتبر قطاع غزة من أكثر المناطق سخونة وأكثرها تعرض للحروب .

ونوهت إلى أن هذه الجلسات تصب في سلامة أبنائهم وخاصة إذا تضافرت الجهود من قبل العائلة باستكمال دورهم في التعامل مع أطفالهم بعد العودة من نشاطات المشروع ,للوصول إلى النتيجة المرغوبة بتحسين الحالة النفسية للطفل.

وتتمنى الأطرش أن يحقق المشروع أهدافه التي وضع من اجلها وتوصيل رسالة المشروع لكافة فئات المجتمع الفلسطيني والعالمي.

تقرير/ابتسام مهدي

المصدر: دير البلح – وكالة قدس نت للأنباء -