صحيفة: كيري بذل جهودا شخصية لابقاء مسيرة السلام على جدول اولويات البيت الابيض

نشرت صحيفة "انترناشونال نيويورك تايمز" اليوم الجمعة مقالا لمراسلها مارك لاندر بعث به من العاصمة الاردنية، تناول فيه جولات وزير الخارجية الاميركي جون كيري في دول الشرق الاوسط، وكيف انه ظل يحافظ على متابعة جهوده والتشاور بشان التوصل الى حل للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي. وفي ما يلي نص المقال حسب ما نشرته صحيفة "القدس" الفلسطينية:

"بالنسبة الى صحافي كانت اخر جولاته الى الشرق الاوسط مع وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون، فان صحبة الوزير الاميركي جون كيري تمثل تجربة تقوم على اساس التخمين اكثر منها على جداول معتمدة. فجدول الزيارات شيء نظري، وادخال تغييرات هو السائد.

ففي خلال الـ24 ساعة الاخيرة، قال مساعدو كيري انه قد يقوم بزيارة الى اسرائيل بعد زيارته للاردن، وبعد دقائق قيل ان ذلك كان بيانا خاطئا. وصباح اليوم التالي اكدوا انه في الحقيقة سيزور تل ابيب يوم الجمعة ليلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على افطار بعد ان يتناول العشاء هنا في عمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

اما بعد ذلك فليس هناك من يمكنه ان يعلن شيئا. اذ يبدو ان كيري على استعداد تام لتغيير جدوله على اساس احساسه ان البقاء لفترة اطول قليلا، او عقد اجتماع آخر، او الطيران الى عاصمة اخرى يمكن ان يدفع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى الامام.

والدبلوماسية المكوكية ليست حدثا جديدا على هذا الجزء من العالم. الا انه بعد انتهاء الولاية الاولى للرئيس اوباما، عندما كلفت السيدة كلينتون موفداً خاصاً القيام بزيارات متفرقة مبقيةً مسيرة السلام عموماً على بعد مسافة ما، فان من المثير للدهشة ان ترى وزير خارجية وهو يرهق نفسه في هذا المعترك الذي لا يرحم.

قال أرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في محادثات سلام الشرق الاوسط الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء، "الفرق بين جون كيري من ناحية والسيدة كلينتون من ناحية اخرى انه يقف شخصيا في وسط هذا المزيج".

على انه لا يزال غير واضح ما اذا كانت جهود كيري ستجعل هذه المحادثات مثمرة اكثر من الجهود السابقة، بما في ذلك المحاولة الفاشلة التي قامت بها كلينتون في ولاية اوباما الرئاسية الاولى. فالاجواء في القدس والضفة الغربية تدهورت منذ ان استؤنفت المحادثات في اواخر تموز (يوليو) بينما يدور جدل ونزاع بين نتنياهو وعباس حول قضايا مثل المستوطنات اليهودية وتوجيه كل طرف اللوم للطرف الاخر لعدم تحقيق تقدم.

غير ان شيئا من هذا لم يردع كيري. فقد ابلغ العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني يوم الخميس ان محادثاته "القت بعض الوضوح على بعض النقاط". وفي وقت لاحق امتنع عن الافصاح عن تلك النقاط، متعللا بالسرية التي تلتزم بها كل اطراف المحادثات. وقال كيري "ما حدث هنا على مدى الايام القليلة الماضية فتح الطريق الى عدد من الاحتمالات المختلفة". واضاف انه لا يزال على قناعة ان بالامكان التوصل الى اتفاق خلال الجدول الزمني الذي حدده عندما اقنع الجانبين بالجلوس حول الطاولة، وهو تسعة شهور.

وفي لقاء تلفزيوني مشترك مع صحافيين فلسطينيين واسرائيليين في وقت مبكر من اليوم وصف كيري الحاجة الى اتفاق سلام بتعابير صارمة. وقال ان "البديل للعودة الى المحادثات هو الفوضى المحتملة. اعني هل تريد اسرائيل انتفاضة ثالثة؟".

ويرمز اسلوب كيري المتسم بالنشاط الى الكيفية التي اعاد فيها تعريف عمل الوزير – بابعاده عن اسلوب اجتماع القاعات العامة والدبلوماسية العلنية التي اتسمت بها فترة عمل كلينتون موجهاً عمله نحو تشديد عنيد على قضايا معينة. ومن ابرز هذه القضايا مسيرة السلام، التي ابقاها كيري شخصيا على على اولويات السياسة الخارجية للبيت الابيض.

المصدر: واشنطن – وكالة قدس نت للأنباء -