انعكاس الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني على الازمه السورية ومكانة اسرائيل الإقليمية

بقلم: علي ابوحبله

يبدوا أن التغيرات الدولية والاقليميه تسير بخطى متسارعه وان التحالفات في المنطقة تتغير بسرعة الكثبان الرملية ، وان الخاسر الوحيد ضمن لعبة التغير الدولي والإقليمي هو النظام العربي وبخاصة تلك الدول التي رهنت وجودها وثروات بلدانها لأمريكا والغرب ، لم يعد بمقدور تلك الدول أن توقف عجلة التغير ولم يعد بمقدورها أن تغير في لعبة التغيرات الاقليميه ، هذه الدول التي قبلت في تسعينات القرن الماضي بالتآمر على العراق وقبلت بالحرب على العراق واحتلاله من قبل القوات الامريكيه ووقفت موقف المساند والمؤيد لحرب تموز 2006 حين وصفت حزب الله بالحزب المغمور، ووقفت موقف اللامبالي أمام عدوان إسرائيل في 2008 و2012 على غزه وأحجمت عن دعمها للموقف الفلسطيني بالتوجه لمجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وهللت وكبرت لثورات الربيع العربي ، وشرعت التدخل لحلف الناتو بالتدخل في ليبيا ، واستحوذت وهيمنت على قرارات ألجامعه العربية وشرعت للتدخل الأجنبي على سوريا وحاصرت سوريا ودعمت المجموعات المسلحة ضد ألدوله السورية ضمن سعيها لعملية التغيير في سوريا ضمن السير في المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد تكون فيه إسرائيل رحى العصا وسيدة الموقف ، النظام العربي الذي وقف موقف اللامبالي من كل ممارسات إسرائيل العدوانية ومن تهويد القدس والاستيطان وغيره هو الآن من يدفع الثمن ضمن التغير في التحالفات الدولية والاقليميه والتغير في ميزان القوى وانتهاء التحكم الأمريكي في حكم العالم ، أمريكا تسعى لتحقيق مصالحها وترسيخ وجودها وهي تحث الخطى سريعا نحو إنهاء ملف ألازمه السورية والاتفاق مع إيران ، لقد خطت سوريا الخطوة الأولى نحو تدمير برنامجها للأسلحة الكيماوي ،وإيران على طريق الاتفاق حول برنامجها النووي ، وإنهاء حصار استمر لأكثر من 33 عاما ضمن اتفاق يعطي لإيران دورا إقليميا في المنطقة ، إن أي اتفاق مع الدول الخمس زائد واحد سيكون له انعكاس على ألازمه السورية وذلك ضمن اتفاق يضمن تخلي أمريكا والغرب عن دعمها للمجموعات المسلحة وتزويدها بالسلاح وسيعطي إيران دورا إقليميا محوريا على حساب حلفاء أمريكا بالأمس القريب ، إن سرعة التجاوب الإيراني مع المتطلبات الامريكيه والغربية حول ملفها النووي يسرع بوتيرة المحادثات وسرعة الوصول لاتفاق إطار يحصل الغرب بموجبه على ضمانات إيرانيه بأنها غير منخرطة في برنامج نووي عسكري وان برنامجها هو لإغراض سلميه وبهذا تكون إيران قد اكتسبت شرعية برنامجها النووي وإقرار الدول الكبرى بحق إيران للحصول على التكنولوجيا النووية السلمية ، إن كل المؤشرات توحي بقرب التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وان اللقاء المشترك الذي يجمع كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى جانب وزير الخارجية الألماني غيدوا فسترفيلي ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزير الخارجية البريطاني وليم هيج هو دليل تقدم في المفاوضات التي أجرتها ممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ، وزير الخارجية الفرنسي فابيوس الذي يشارك في المفاوضات الجارية في جنيف أكد بان هناك تقدم في الملف الإيراني واستدرك قائلا لا شئ مؤكد ، ألمتحدثه باسم الخارجية الامريكيه جين ساكي قالت إن تنقل كيري إلى جنيف تندرج في مسعى للمساعدة على تقليص الخلافات في المفاوضات ، موسكو التي تلعب دور دولي وهي المستفيد الأول من التغيرات الدولية والاقليميه وهي التي ضمنت عودتها لتصبح ندا لأمريكا عبر البوابة السورية والايرانيه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك فرصه حقيقية للتوصل إلى خريطة طريق بشان ملف طهران النووي ، وفي هذا الصدد يقول الدبلوماسي الروسي السابق فيتسلاف ماتوزوف في لقاء مع راديو سوا أن هناك تقارب بين طهران وواشنطن لكنه دعا إلى الحذر لاحتمال تدخل أطراف خارجية مما قد يعرقل جهود الأطراف المعنية على حد تعبيره ، إن انعكاس ما يجري في جنيف دفع رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو للقول أن إسرائيل ليست ملزمه بالاتفاق مع إيران ، وأنها ستقوم بكل ما يجب أن تقوم به لحماية نفسها وامن مواطنيها بحسب تعبيره ، وأعرب نتنياهو قبيل لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه يدرك أن الإيرانيين راضون . ويجب أن يكونوا راضين الآن ، لكونهم حصلوا على كل شئ ولم يقدموا شئ ، مضيفا أن إيران حصلت على كل ما تريد فهي أرادت تخفيف العقوبات ألاقتصاديه بعد سنوات من العقوبات الصارمة ، وحصلوا على ذلك دون أن يقدموا شيئا ، لأنهم لا يخفضون قدرات التخصيب المتوفرة لديهم ، وتابع أن إسرائيل ترفض هذا الاتفاق بشكل تام وان شركاء كثيرين في المنطقة يشاركونني الرأي وبينهم من يقول ذلك صراحة ، وأوضح نتنياهو أن الأمر مماثل بالنسبة للمفاوضات مع السلطة الوطنية الفلسطينية مضيفا انه لن يساوم على امن الكيان الإسرائيلي وعلى مصالحه الحيوية أمام أي ضغط دولي ، إن إسرائيل تدرك حجم التغيرات الاقليميه والدولية وتدرك انعكاس ومردود تلك التغيرات على مكانة إسرائيل وحلفائها وتدرك خسارتها كقوة إقليميه وهي تسعى بكل ثقلها لعرقلة أي اتفاق مع إيران وتسعى لتوثيق تحالفها مع العديد من الدول العربية وهي بلا شك ستدفع بتأجيج الصراع في سوريا وستعمد إلى تقديم المساعدات العسكرية مع دول أخرى ضمن محاولات الإخلال بعملية التغيير والتوازنات وضمن ما تشهده المنطقة من تحولات وتغيرات فهل يكون بمقدور إسرائيل وحلفائها من وقف عجلة التغيير وهل ستشهد المنطقة حربا إقليميه جديدة ضمن عملية ما تشهده من تغيرات تقود لميلاد تحالفات جديدة ومستجدة.