"أم الحيران" الوجه الجديد للنكبة الفلسطينية ..

بقلم: مازن صافي

"أم الحيران"  القرية العربية في النقب جنوب جبل الخليل، والتي تبعد عن قرى محافظة الخليل نحو 8 كم، وتبلغ مساحتها حوالي 3000 دونم، وتعود ظروف إقامتها الى عام 1956 حيث قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيل السكان العرب عن أرضهم الواقعة غربي مدينة رهط والمقام عليها اليوم كيبوتس "شوفال" واليوم تعيش هذه القرية حالة من القلق الشديد والانتظار المرير في أعقاب  إقرار جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد 10/11/2013 والإعلان عن تسريع إقامة 4 مستوطنات يهوديّة في النقب، واحدة من هذه المستوطنات هي مستوطنة "حيران"، والتي كان قد تم إقرار إقامتها في العام 2002، وسبب استخدام الاحتلال لنفس الاسم وإطلاقه على اسم المستوطنة الجديدة هو محاولة إسرائيلية لسرقة التاريخ والجغرافيا الفلسطينية في النقب، وإظهار وكأن هناك وجود إسرائيلي قديم في النقب ، ويعتبر ذلك امتدادا للعقلية الاستعمارية التي انتهجتها إسرائيل منذ ما قبل النكبة 1948 وحتى اليوم ، والنتيجة القاسية هدم جميع بيوت القرية وتهجير أهلها، كسياسة ممنهجة لتنفيذ مشروع ومخطط برافر لاقتلاع الوجود العربي في النقب (برافر - قانون إسرائيلي تم اقراره في 24 يونيو 2013 بناء على توصية من وزير التخطيط الاسرائيلي ايهود برافر عام 2011 ) والدير ذكره أنه يحيط بالقرية عدة مستوطنات وهي: عتير, سوسيا, كرميم, بيت يتير بالاضافه الى خمسه مزارع فردية للمستوطنين منها مزرعه لتربية الكلاب ومزرعة للمستوطن اليهودي "شاي درومي" قاتل الشاب خالد الاطرش (31 عاما) من النقب، في بداية عام 2007 ، وحيث تم في 15/7/2009 تبرئة المستوطن  من جريمة القتل العمد بإدعاء عدم وجود أدلة كافية.

 

وتاريخ سكان القرية يقول أنه لم تكن هذه المرة الأولى التي يهجر أهالي القرية من بيوتهم حيث هجروا في العام 1948 من بيوتهم إلى منطقة خربة الهزيل ومن ثم هجروا إلى منطقة كحلة وأبو كف. وفي العام 1956 هجروا (للمرة الثالثة) إلى منطقة وادي عتير التي يسكنون بها اليوم، وأقاموا هناك قريتهم وبيوتهم الثابتة من الطوب والاسمنت، واستثمروا كل جهودهم من اجل استئناف حياتهم الاجتماعية والعشائرية التي كانت تتزعزع في كل مرة يهجرون بها من بيوتهم. ويعيش اليوم في قرية "أم الحيران" 150 عائلة ويبلغ عدد سكانها ألف نسمة، جميعهم من عشيرة أبو القيعان، يعانون من عدمية كافة سبل الحياة فهي تحرم من المياه، وتخلو من أي عيادة أو مستوصف صحي وعدم وجود أي من الخدمات المدنية الأخرى ، والهدف الاحتلالي من ذلك هو عدم توفير أي نوع من الاستقرار المدني والاقتصادي والحيوي فيها .

 

 إن إرادة الأهالي أقوى من كل هذه الإجراءات التي تسجل كانتهاكات جسيمة في حقوق الإنسان ، وحيث يصف عمدة القرية سليم أبو القيعان مقاومة القرية بقوله : "نحن أقسمنا أن نموت على هذه الأرض ولن نتركها هذه المرة ولن نموت على الطرقات كالحيوانات، وسندافع عن أرضنا وقريتنا بكل قوة وبكل الوسائل، لأنهم إن نجحوا في إخراجنا سينسحب ذلك على باقي القرى العربية غير المعترف بها في النقب"

 

 "أم الحيران" حكاية جديدة تعيد قصة النكبة ، وتقول للعالم أن الفلسطيني الذي تم تشريده وتهجيره وقتله في عام 1948، يُمارس عليه نفس النهج التدميري في عام 2013، وبالتالي هل يصحو الضمير العالمي، وهل سيتم إجبار الاحتلال على  تطبيق الاتفاقيات الدولية، واحترام حقوق الإنسان، تساؤلات مؤلمة وموجعة لا يعفى أحد  من الإجابة عليها وتحمل مسؤوليات الدفاع عن الهوية الفلسطينية " الأرض والإنسان " .