أصرخ فالقوم أصم لا يسمع النداء

بقلم: هاني زهير مصبح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/الاخوة الكرام العاملين في وكالة قدس نت للأنباء حفظكم الله ورعاكم وبارك الله فيكم علي جهودكم الطيبة التي تبذلونها في إخراج قضيتنا الفلسطينية لتري النور وليعلم العالم حقيقة محتل صهيوني غاشم مجرم ،برجاء نشر المقال بعد مراجعته وشكرا لكم ووفقكم الله لما فيه خيرا "أخوكم /هاني مصبح" وشكر

 

أصرخ يا شعب غزة فالقوم أصم لا يسمع النداء ،وشاور بيدك لمن تريد وأرسل كل رسائل الاستغاثة لن يراك أحد ،وإن رآك القوم فلن يغيثوك فحكامنا العرب تماثيل لا تسمع لا تري لا تتكلم وهذا أقل وصف لهم .

أصرخ يا شعب غزة فأنت كما وصفوك أنت الإرهاب هكذا يسموك لأنك أنت صاحب الحق صاحب الوطن المسلوب وصاحب قضية عادلة ولكن من أجل الميزان المكسور ميزان الديموقراطية التي يتغنى بها العالم يصنعون لك يا شعب فلسطين ميزان مغرور مكسور

أصرخ يا شعب غزة كما تشاء فمنذ ثمانية سنوات وأنت محاصر بحصار ظالم لا تقبله كل الأعراف والقوانين بحصار مخالف لكل المواثيق الدولية حصار منع فيه كل شيء منع عنك يا شعب غزة الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي والكهرباء وليس هناك من مغيث .

إلى متى ستبقى تصرخ ؟ إلى متى هذا هو السؤال ،ما هو ذنبك يا طفل فلسطين وأنت أيها الشيخ الكبير وأنت أيتها النساء وأنتم أيها المدنيون ما هو ذنبكم حتى تعاقبون هكذا حصار والسبب أنكم فلسطينيون ،ولكن ألا تخجلون من أنفسكم أيها الحكام العرب ؟

فكم من قمة عربية عقدت في تلك السنوات ومازال شعب غزة يصرخ ويستغيث فهل أنتم حقا أصابكم الصمم وأصابكم العمى لا تسمعون ولا ترون ولا حتى تتكلمون ؟ وإن تكلمتم فليتكم لم تتكلموا فجل ما تستطيعون فعلة هو الشجب والاستنكار وهذا لأن إرادتكم دليلة مصابة بالهزيمة والانكسار ففلسطين وشعبها يدافعون عن قضية أمة بكاملها يدافعون عن أقصى جريح ومسجد على شفير الهاوية مسجد أقصى يستغيث بكم وللأسف ليس من مجيب ،أيتها التماثيل العربية هل أنتم على كراسيكم خائفون ؟ فكسروا جدار الثلج عن عقولكم وأزيلوا الغشاوة عن أعينكم وقولوا شيئا يعبر عن إرادة شعوبكم وكفاكم ما أنتم فيه ،قولوا شيئا ودافعوا عن كرامتكم ودينكم الاسلامي وعن عروبتكم وكفاكم شجباً واستنكار كفاكم ضعفاً وهوان فمتى تتوحدون وللقرارات الجدية تتخذون متى؟ لا نريد منكم مالاً أو عقد قمم نهايتها الشجب والاستنكار أو قوافل من الدواء والطعام لنضمد بها جراحاتنا ونبقى أحياء نريد منكم مواقف دفاع عن شعب جريح شعب محاصر شعب محتل نريد منكم ردع الاحتلال الاسرائيلي بقرارات حقيقية بالمقاطعة وفض المعاهدات المتفق عليها مع اسرائيل إن استمرت في عدوانها وحصارها علي شعب فلسطين

فالاحترام والتقدير إلي الكويت العظيم الذى انسحب من مبادرة السلام العربية مع اسرائيل رداً على جرائمهم بحق شعب فلسطين فهل ستسيرون علي نهج الكويت وتتخذون هكذا قرار أيها العرب بالإجماع ؟ لا أعتقد أنكم من الممكن تحقيق ذلك ،خوفاً من أن تتزعزع كراسيكم ويذهب الحكم من أيديكم ولكن التاريخ لن يرحمكم فمازال المسجد الأقصى مغتصب والحفريات الصهيونية بأسفله تزداد يوما بعد يوم والمدينة تهود وتسلب وأنتم في غفلة من أمركم أنتم نائمون فأنظر ماذا سوف يكتب عنكم التاريخ وأقل ما يمكن أن يكتبه هو أنكم " جبناء " .

يا شعب غزة لك الله وكفانا بالله وكيلاً وحسيباً فهو الغنى المجيد ،يا شعب غزة لقد أنهكك الحصار وأصبح كل شيء مفقود فمليون ونصف المليون تحت جبروت الاحتلال الاسرائيلي وحصاره الظالم وحروبه المتكررة أصبحنا في غزة نعيش حياة العصور القديمة نفتقر لكل شيء وأبسط تلك الأزمات التي نعيشها في غزة هذه الأيام أننا غارقون في الظلام نعيش لساعات وساعات طويلة دون كهرباء والحياة العامة أصابها الشلل الكبير في كافة مناحي الحياة وازداد الناس فقرا فوق فقرهم وألما فوق ألمهم فالكل يصرخ وينادي وليس هناك من مجيب ، أيها الفلسطيني الفلسطيني وهنا أقصد بكم الجميع وكلمة فلسطيني هنا تلغي جميع الألقاب لا رئيس ولا وزير ولا فتح ولا حماس ولا هذا ولا ذاك ففلسطين فوق الجميع وتستحق منا كل العطاء والتضحيات وكفاكم أيها الفرقاء ما أنتم فيه كفاكم انقسام وضعف وهوان فنحن بحاجة إلى تحقيق المصالحة الوطنية نحن بحاجة إلى العودة من جديد لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والتصدي للمحتل الصهيوني الذي يستغل فرقتنا ويهود مدينتنا المقدسة ويسلب في كل يوم ويلتهم ويبتلع بالاستيطان المزيد من أرضنا الفلسطينية ويدمر اقتصادنا ويقتل ويعتقل شبابنا ويحاصر شعبنا في غزة كل هذا وأكثر من ذلك يفعل بنا المحتل الصهيوني وأنتم مازلتم فرقاء ،فعودوا من جديد واحتكموا إلي الشعب ليقرر ويختار وعودوا من جديد إلي مظلة العدل والقانون فكفاكم ما أنتم فيه فلا أحد يمكننا أن نستغيث به بعد الله فنحن وحدنا في معركتنا العقائدية مع اليهود زلزل الله الأرض تحت أقدامهم وجعل تدبيرهم في تدميرهم اللهم آمييييين.