فرنسا تعرقل اتفاق جنيف بشان المشروع النووي الإيراني وتتحالف مع إسرائيل

بقلم: علي ابوحبله

محادثات جنيف بشان المشروع النووي الإيراني وإمكانية الوصول لاتفاق بين مجموعة خمسه زائد واحد تؤرق إسرائيل ، وان المحادثات وضعت رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي في وضع يكاد يكون قد فقد فيه من توازنه مما جعله يتصرف تصرفات تدل على رعونة وعدم اتزان ، إسرائيل عمدت إلى عملية تحريض ضد إيران وصبت جام غضبها على الاداره الامريكيه ، ووثقت تحالفها واتصالها مع فرنسا وذلك بهدف منع عقد أي اتفاق يحقق لإيران أهدافها ، وقد تلقت فرنسا عروض ماليه سخية وعروض لصفقة سلاح تقوم السعودية بشرائها من فرنسا وتوثيق تحالفات المملكة العربية السعودية بفرنسا عوضا عن الولايات المتحدة مقابل التشدد بشروط التفاوض مع إيران وذلك ضمن محاولات الإبقاء على حالة الحصار التي تعاني منها إيران ، إن محاولات الرئيس الإيراني للتخفيف من التوترات مع الغرب والسعي لوضع نهاية للعقوبات فيما يتصل بالملف النووي ساهم بشكل كبير في الدفع في فوزه في الانتخابات ، وهذا ما جعل روحاني يحقق انتصار واضح للديبلوماسيه الايرانيه في اجتماعات الهيئة ألعامه للأمم المتحدة و يفتح صفحه من العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكيه ويقود حمله دبلوماسيه ناجحة للتسويق للسياسة الايرانيه الجديدة والتي تعتبر سياسة انفتاحيه على الغرب ، النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيليه جاءت مناهضه لفوز روحاني وكانت متحفظة ومعارضه لمواقف المجتمع الدولي من الانفتاح تجاه إيران بعد فوز الرئيس حسن روحاني ، وان مخاوف إسرائيل نابعة من احتضان أمريكي غربي محتمل للرئيس الإيراني الذي تصفه الأوساط الامريكيه بالمعتدل ، اتصال الرئيس اوباما بالرئيس الإيراني حسن روحاني شكل سابقه في تاريخ العلاقات الامريكيه الايرانيه وزاد من مخاوف وشكوك إسرائيل تجاه السياسة الامريكيه وهرولتها لتطبيع علاقتها مع إيران ، كانت مخاوف إسرائيل من أن يؤدي انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني من تقويض مساعي إسرائيل لعزل إيران والعمل ضد برنامجها النووي سياسيا وعسكريا ، إسرائيل تعيش بمأزق بفعل التغيرات الاقليميه والدولية وبفعل نجاح إيران بإقناع الغرب في برنامجها النووي السلمي ، إن إسرائيل تقف عاجزة عن توجيه ضربه عسكريه للبرنامج النووي الإيراني وان نجاح إيران بعقد صفقه مع الدول خمسه زائد واحد ونجاحها بعقد بروتوكول مع المنظمة الدولية للطاقة الدولية يتم بموجبه السماح للطاقة الذرية بزيارة المواقع الايرانيه من شانه أن يمهد الطريق أمام محادثات جنيف 3 المقرر لها في العشرين من الشهر الحالي ، إن إيران تسير بخطوات لأجل الدخول في النادي الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي ، إن إسرائيل وبعض الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تدرك حجم التغيرات التي تشهدها المنطقة ، وان إيران تلعب دور محوري ضمن هذه التغيرات ، وان التخوف هو في الوصول إلى اتفاق مع إيران تضمن إيران بموجبه رفع الحصار الاقتصادي وفك ألعزله عن إيران ، وان منبع التخوف أن أي اتفاق تبرمه إيران مع الدول الخمس زائد واحد قد يشمل صفقه كاملة للمنطقة ومن ضمنها الوصول لحل للازمه السورية بحيث يكون لإيران دور محوري وأساسي مما يدعم في المحور الإيراني السوري وحزب الله ، إن إسرائيل تقوم بالتحريض لوضع العراقيل أمام أي اتفاق مع إيران وهي توظف كل إمكانياتها السياسية والاقتصادية والاعلاميه للحيلولة دون وصول إيران إلى مبتغاها وهي في سبيل ذلك تعمد لعملية التحريض ومحاولة توثيق علاقاتها مع دول عربيه بعينها ، وهي توظف كل إمكانياتها من خلال اللوبي الصهيوني للتحريض على إدارة اوباما للحيلولة دون الموافقة على عقد أي اتفاق مع إيران ، هناك محاوله إسرائيليه ضمن خطه تهدف إلى عزل إيران عن جاراتها جورجيا وأذربيجان وتركمنستان وكازاخستان واوزبكستان عبر توطيد العلاقات فيما بينهم ، وذلك من خلال تقديم عرض بديل لتوثيق أواصر التعاون المدني والاقتصادي والصحي مع إسرائيل ، والتشكيك بالقدرات الايرانيه وعدم تنفيذها لوعودها ، إن نتنياهو يكرر تحذيراته من إيران ومن التخوف من قدرات إيران لتطوير القنبلة النووية ، لان إيران نوويه بحسب تصريحات نتنياهو تمثل تهديد لإسرائيل ، وبحسب رؤيا نتنياهو هو بضرورة توجيه ضربه استباقيه لإيران وذلك تحت ذريعة الدفاع عن النفس ، إن إيران وهي تدفع باتجاه المجتمع الدولي لتسويه دبلوماسيه ووضع الخيار العسكري بعيدا ودون أن تتوقف إيران عن أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم ، وهذا هو ما يقلق إسرائيل التي ترى بان الخطر المحدق بإسرائيل هو تلك التغيرات التي تحصل في المنطقة ، إن أي اتفاق مع إيران هو ليس في صالح إسرائيل ، وان إسرائيل تدرك أنها لا تستطيع فرض شروطها على الولايات المتحدة الامريكيه ، كما أن إيران لا تخشى من قيام إسرائيل بشن هجوم عليها ، إن جل ما تسعى إليه إيران هو أن تعود للساحة الدولية كدوله فاعله معترف بها كقوة إقليميه وهي بالفعل قد أحرزت نجاحا في هذا المضمار وان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف يقود الديبلوماسيه الايرانيه بنجاح ، وان هذا النجاح شكل استفزاز لإسرائيل التي كانت تصر على مشروعية المواجهة العسكرية مع إيران ، إسرائيل التي تشن هجوما عبر صحافتها ضد الاداره الامريكيه تدرك أن العلاقة ألاستراتجيه مع واشنطن هي احد الركائز الاساسيه للأمن القومي الإسرائيلي ، ومن وجهة نظر إسرائيل لا يوجد بديل لهذه العلاقة من حيث نوعيتها وعمقها ، إن عزل إيران يشكل أولوية استراتجيه لإسرائيل وهذا ما يدفعها لتوثيق التعاون الأمني ولاستخباري بين إسرائيل والدول المجاورة لإيران ، وبينها جورجيا واوزبكستان وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وتركمنستان وبحسب صحيفة معاريف أن الخطة تقضي بتسليم معلومات لهذه الدول حول ما تدعيه خلايا إرهابيه تدعي إسرائيل أنها تتبع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ، وذلك إلى جانب التعاون بالمجالين المدني والاقتصادي بين إسرائيل وهذه الدول ، إن إسرائيل وبعض الدول الخليجية تتخوف من إيران وهذا ما يدفع إسرائيل للتأثير على فرنسا ودول أخرى لعرقلة الاتفاق مع إيران ضمن خطة تهدف لاستمرارية فرض الحصار الاقتصادي على إيران وفرض العزلة الدولية عليها ، هذا مع العلم أن العديد من دول العالم تسعى لإبرام الاتفاق مع إيران ونجاح محادثات جنيف ويبقى باب الصراع مفتوحا على مصراعيه ضمن الصراع الذي تشهده المنطقة وذلك ضمن التغيرات الدولية والاقليميه.