هل اقتربنا من معرفة قاتل الرئيس؟

لولا قناة الجزيرة في تحقيقها الاستقصائي حول اغتيال الرئيس، لما كان هذا الصدى الإعلامي والتحرك لمعرفة من هي الأداة التي نفذت عملية التخلص من رئيس أبى أن يوقع على معاهدة مجحفة في عام 2000
أنا شاهدت الفيلم وفيه الكثير من المغامرات التي قام بها الصحفي الأمريكي كلايتون سويشر من خلال قيامه بتصوير القبر من بعيد بعد أن منع من التصوير عن قرب، واستمر كلايتون في مهمته للفت الانتباه بأن إسرائيل لم تقم بعملية الاغتيال، وأنا هنا لست بصدد الانحياز لقناة الجزيرة، ولكن أثار هذا التحقيق من جديد قضية غامضة ألا وهي معرفة من قتل الرئيس، والشعب يريد أن يعرف الحقيقة.
لا شك بأن المشتبه الأول هي إسرائيل، لأنها كانت تراه يقف حجر عثرة أمام عملية السلام، ولكن هناك من قام بمساعدتها في قتله، وقائمة المشتبه بهم طويلة والتحقيق قد يستغرق وقتا طويلا. ومن الواضح إن لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس بعد ما تأكدت بأن مادة البولونيوم وجدت في عظام الرئيس، وإنه تم تسميمه بهذه المادة، ولهذا ستحقق من جديد للوصول إلى الأداة، التي نفذت الجريمة.
هذه عملية ليس بمقدور شخص واحد أن يقوم بتنفيذها، لربما هناك كانت مؤامرة اشتركت بها دول لأجل مصالح معينة، وعليه تبقى نظرية المؤامرة قائمة حتى يمسك بالقاتل، الذي لديه علم من قام بالتخطيط للجريمة التي صداها ما زال يدوي في كل حارة وبيت في فلسطين.
يتساءل البعض هل فعلا اقتربنا من معرف القاتل؟ من خلال هذه الضجة الإعلامية التي تثار بشكل يومي عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، التي تتابع كل ما هو جديد بهذه القضية الغامضة، والسر الذي ما زال في يد القاتل، نحن على يقين بأن الحقيقة سوف تبان إن آجلا أم عاجلا، لأن اغتيال الرئيس بهذه الطريقة يستدعي وقوف الجميع لكي نصل إلى الحقيقة التي طالما انتظرها الشعب الفلسطيني المحب لرئيسه ووطنه .
أصعب شيء يمكن أن تواجهه أي لجنة تحقيق في العالم، هو أن لا تعرف ما يجري في الدوائر المغلقة، فالمعلومات الجديدة ربما ستقود إلى المجهول وهو الشخص الذي تم شراؤه وقام بعملية التسميم ومن كان يقف خلفه ويدعمه، فالوصول إلى الأداة سيستغرق بعض الوقت للتأكد منه ومحاكمته .

 

عطا الله شاهين