السيناتور كوكس يلتقي عددا من الشخصيات والفعاليات الفلسطينية

التقى مقرر لجنة الشؤون السياسية والديمقراطية في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، السيناتور الهولندي تيني كوكس، اليوم الخميس، عددا من الفعاليات الشخصيات الفلسطينية، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء رامي الحمد الله.

وتأتي هذه اللقاءات في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها السيناتور كوكس لفلسطين، بهدف إعداد تقرير نهائي تستند عليه الجمعية البرلمانية لتقييم مشاركة فلسطين في برنامج الشراكة من أجل الديمقراطية مع مجلس أوروبا.

واستعرض رئيس الوزراء، خلال لقائه كوكس، آخر مستجدات ملف المصالحة الفلسطينية، وقال إن مهمة الحكومة بشكل أساسي المساهمة في إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة لشطري الوطن من خلال الانتخابات الديمقراطية.

وفي هذا السياق أشار الحمد الله إلى أهمية تفعيل وتعزيز التعاون بين المجلس التشريعي والحكومة حتى في ظل عدم فاعليته على أرض الواقع، وأكبر مثال على ذلك جلسة الاستماع الخاصة ببرنامج الحكومة، حيث قام رئيس الوزراء بنقاش جدول أعمال الحكومة وأولياتها مع أعضاء في المجلس التشريعي.

بدوره، طرح كوكس عدة قضايا أهمها التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة الفلسطينية، والاستثمار في المناطق المسماة "ج"، معتبرا أن الاستيطان يمثل عقبة أمام تقدم عملية السلام.

كما التقى كوكس وزيري الداخلية سعيد أبو علي والعدل علي مهنا، حيث أكد أبو علي أن وزارته تسعى بشكل حثيث لتطوير الخدمات المقدمة لأبناء الشعب الفلسطيني والحفاظ على الأمن والأمان.

وتحدث عن أهمية سيادة القانون الذي استطاعت الحكومة تطبيقه على أرض الواقع رغم المعيقات الكبيرة التي تواجه عمل الوزارة، خاصة في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لبصم حياة شعبنا ببصمة الاحتلال.

من جانبه، أشار وزير العدل إلى أن القيادة الفلسطينية لديها توجه واضح لإعطاء الأولوية في المرحلة الحالية للقضاء، والعمل على توفير كافة الاحتياجات البشرية والمالية والإدارية، كما تناول أهم العقبات التي تواجه العمل القضائي الفلسطيني وعلى رأسها الاحتلال، وحداثة التجربة، وقلة الإمكانيات المالية والبشرية، وتبعات الانقسام.

وأشار الى أن السلطة الوطنية الفلسطينية حريصة على الانضمام للمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي من شأنها ضمان استقلال القضاء، ورفع مستوى الأداء إلى الأفضل وفق المعايير الدولية.

كما التقى كوكس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، الذي شكر الأوروبيين على دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني، ودعمهم للتجربة الديمقراطية في فلسطين، خاصة بعد حصولها على مكانة "شريك من أجل الديمقراطية" مع مجلس أوروبا.

ووضع عريقات السيناتور كوكس بصورة المفاوضات الجارية مع الجانب الإسرائيلي، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية، ومن منطلق إيمانها بأهمية تحقيق السلام العادل والشامل، ملتزمة بالتفاوض مع الجانب الإسرائيلي رغم ما تمارسه حكومة نتنياهو من جرائم بحق الإنسان الفلسطيني وبحق الأرض الفلسطينية.

وقال إن إسرائيل قتلت عددا من الفلسطينيين خلال سير عملية التفاوض، ودمرت عددا من المنازل، خاصة في القدس المحتلة، الأمر الذي يؤكد عدم ثقة الفلسطينيين بحكومة الاحتلال الحالية، ويقتل الأمل بتحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات المجتمع الدولي.

كما التقى مقرر اللجنة السياسية لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية كوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، ونقابة الصحفيين، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وعدد من القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية، الذين وضعوه في صورة الواقع الإعلامي الذي يشهد، بحسب نقيب الصحفيين، تطورا سريعا يضاهي ويتفوق على واقع الإعلام في العديد من دول المنطقة.

وأشار ممثلو وسائل الإعلام إلى وجود أكثر من 78 محطة إذاعية، و3 صحف يومية و12 قناة فضائية، إضافة لعدد كبير من المواقع الإخبارية والمؤسسات الإعلامية، الأمر الذي لا نجده في بعض دول المنطقة المستقرة امنيا.

وبينوا أن الصحفي الفلسطيني يعاني أوضاعا صعبة بسبب الاحتلال، حيث استشهد عدد من الصحفيين وأصيب أكثر من 200 آخرين، إضافة لعدد من المعتقلين.

واستمع كوكس، من وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، وممثلي عدد من مؤسسات دعم الأسرى، إلى شرح عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال.

 وطالب ممثلو مؤسسات دعم الأسرى بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف سياسة الاعتقال الإداري ووقف الانتهاكات العنصرية بحق الأسرى، مشيرين إلى الخطوة البطولية التي قام بها الأسرى والمتمثلة بخوض إضراب مفتوح عن الطعام أفضى إلى تحقيق غالبية مطالبهم.

وتطرقوا إلى حدوث تطور ملحوظ في الوضع الفلسطيني الداخلي، فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان، واعتبروا أن موضوع النواب الأسرى هو قضية جوهرية وأن اعتقالهم هو ضرب لكافة الأعراف والمواثيق الدولية والاتفاقات السابقة، وطالبوا بالضغط على إسرائيل لإطلاق سراحهم.

وفي اجتماع منفصل، عقد في مقر المجلس التشريعي برام الله، التقى كوكس ممثلي مؤسسات حقوق الإنسان في فلسطين.

 وأشار ممثلو مؤسسات حقوق الإنسان إلى وجود تطور إيجابي في وضع حقوق الإنسان بفلسطين، مؤكدين أن إجراء الانتخابات وإنهاء الانقسام شرطان أساسيان للمضي قدما في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون.

ورحبوا بالشراكة من أجل الديمقراطية بين الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والمجلس الوطني الفلسطيني كونها تعزز احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون في فلسطين، مؤكدين أهمية سن القوانين التي تحمي حقوق الإنسان وسيادة القانون.

وفي لقائه مع رئيس ديوان الرقابة المالية والإدارية سمير أبو زنيد، استمع إلى شرح عن طبيعة عمل الديوان وأهم إنجازاته منذ تأسيسه,

وقال أبو زنيد إن الديوان قوي ومستقل يعمل بمنهجية ومعايير مهنية ويتميز بالعمل المؤسسي وبانضباط وبجودة عالية شهد بها الجميع، مضيفا أن الديوان أصدر تقاريرا رقابية مهنية وذات مصداقية وجودة عالية.

ورحب أبو زنيد بفرصة تبادل الخبرات والمعرفة مع المؤسسات المماثلة في أوروبا، مشيرا إلى وجود عدة اتفاقيات مع مؤسسات مماثلة في فرنسا والسويد وعدة دول أخرى.

وزار السيناتور كوكس الأعضاء الشباب في المجلس التشريعي الفلسطيني الشبابي خلال تواجدهم في دورة متخصصة بالعمل البرلماني، وقال إن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي وإن الشباب هم قيادات المستقبل، مبديا إعجابه بوجود نظام الفيديو كونفرنس الذي يربط أعضاء المجتمع التشريعي الشبابي بزملائهم بقطاع غزة.

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -