سلمت الشرطة الاسرائيلية مسن مقدسي من سكان حي القرمي داخل احياء البلدة القديمة بالقدس المحتلة امر استدعاء للحضور صباح يوم الاحد للتحقيق معه في مقر القشلة  بباب الخليل بحجة عدم دفع غرامة مالية لبناء منافع منزل (مطبخ وحمام)، دون ترخيص..

وافاد المواطن محمد نصري ابو رجب (64 عاماً) لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" بان" شرطة الاحتلال داهمت منزله مساء يوم الجمعة لتنفيذ أمر اعتقاله لعدم دفع الغرامة المالية وقيمتها 18.600 الف شيكل بسبب عملية ترميم سقف المطبخ والحمام قبل 10 سنوات".

امر استدعاء..

وقال ابو رجب:" بأنه رفض تسليم نفسه لانه يعاني من عدة امراض مزمنة، حيث مكث قبل عدة ايام في مستشفى "تشعار تصيدق" لتلقي العلاج ولا يستطيع الحراك والمشي"، موضحا بان افراد عائلته لم يكن أحد موجود منهم بالمنزل، وخلال عملية المداهمة اتصل بزوجته ونجله من اجل الحضور فورا، وانتظر الجنود احد ابنائي وابرز لهم اوراق تثبت بان والده في المستشفى ولا يستطع المشي على قدميه.

وأضاف ابو رجب" بانه لا يجوز اعتقاله للتحقيق في يوم الجمعة واحتجازه لأكثر من 24 ساعة في القشلة بسبب دخولهم (الشرطة) في العطلة الأسبوعية" مشيرا الى انه بعد نقاش مطول مع الجنود تم  الموافقة من قبل ضابط شرطة القشلة أن  يتم تسليمه امر بالاستدعاء يوم الاحد الساعة 9 صباحاً.

واعتبر ابو رجب هذا الاجراء الاسرائيلي تعسفي "اعتقاله فقط لانه قام قبل10 سنوات بترميم منافع المنزل (الحمام والمطبخ) والذي كان آيلا للسقوط".

فيما قالت زوجته أم داهود:" بأنها تقطن المنزل منذ 36 عاما، وان المنزل يتعرض لعدة مضايقات من قبل بلدية الاحتلال(..) لم نقم ببناء قصر وانما عملية استبدال لسقفية المطبخ والحمام والمساحة الكلية فقط 33 مترا مربعا".

وأضافت أم داهود، أن بلدية القدس في اليوم الأول لعملية الترميم وإزالة (الزينكو) لاستبداله بالحجر الذي يحميها من برد الشتاء وارتفاع درجة الحرارة في الصيف، أقدمت على مخالفتها للترميم بمبلغ (24 ألف شيكل) وتم تقسيطها ودفعها بالكامل".

وأوضحت ام داهود" بانها استلمت مؤخرا مخالفة مالية تقدر 18.600 الف شيكل واخر موعد للدفع بتاريخ  4-12-2013 وفي حال عدم دفعها ، سوف تتخذ بلدية الاحتلال كافة الاجراءات بحق العائلة، اما هدم منافع المنزل ودفع غرامة مالية لموظفي بلدية الاحتلال او عملية هدم المنزل باليد واستكمال دفع الغرامات المالية المفروضة على العائلة".

وأكدت  ام داهود:" بان زوجها عاطل عن العمل بسبب وضعه الصحي يعاني من القلب والسكري والضغط، وضيق بالتنفس، وتكلفة الدواء له بقيمة 600 شيكل، وان منزلها يقطنه نحو 14 نفراً."

16 عاما..

واشارت ام داهود بانها" خلال السنوات الـ 16 الماضية توجهت للجنة التطوير والرفاه من اجل عملية ترميم المنزل الذي بدأت  تظهر التشققات فيه بشكل واضح ورائحة الرطوبة تفوح المكان"، موضحة بان بلدية الاحتلال تمنع سكان احياء البلدة القديمة من عملية الترميم او البناء، "وحتى هذه اللحظة لم يأت لها الدور بان يكون منزلها ضمن القوائم التي يجب ان يتم ترميمها لمساعدتها على البقاء والصمود في هذا المنزل وخاصة بان حي القرمي مهدد من قبل الشرطة والجمعيات الاستيطانية للاستيلاء عليه وتهجير سكانه الاصلين".

وشددت بالقول " أنا صامدة في هذا المنزل لأخر نفس.. وأناشد المؤسسات الحقوقية بان تهتم لتلك العائلة وان تساندها بالوقوف بجانبها ماديا ومعنويا من اجل الحفاظ على منزلهم الايل للسقوط".

حملة محمومة..

وشهدت  أحياء البلدة القديمة (حي القرمي، عقبة الخالدية، والسرايا) مؤخرا حملة تهويدية محمومة ومتسارعة من قبل سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية، وذلك بعد هدم حيي الشرف والمغاربة وطرد سكانهما العرب وبناء حيّ استيطاني يهودي مكانهما عند سقوط شرقي المدينة.

 بل وتسعى سلطات الاحتلال اليوم للسيطرة على أحياء البلدة القديمة بالكامل... حكاية مؤلمة تنطق بها كل زاوية في المدينة المقدسية، حيث يجرى تطويق المسجد الاقصى المبارك  بالكُنس والبؤر الاستيطانية ، سواء بالاستيلاء القسري المخادع لأملاك العرب أو بشق الأنفاق التي تتغلغل بين جنبات المدينة .