***حكاية قضية***

بقلم: هاني زهير مصبح

لا عجب حين تحدثك الاقدار بما حدث وانقضى

فأنت امام رواية عار ان تقص وترتوى

لا الدهر يغفر هكذا عار ولا العقول به تهتدى

يا صاحبي اثنان ثالثهما الوطن تشتتا

باب وشباك وبيت هجر واختلى

وطفل رضيع في المهد بات صريخ وانتسى

وهل تنسى الام وليدها؟ نعم ينتسى

كيف لا تساءلني بل اسأل رائحة الموت الأسودا

فستجد الجواب على مسامعك يلقى

حدثيه يا دير ياسين بلا اسى

تماسكي وتجلدي فليس كل الرجال تبكى

فرجال الوطن فرسان لا جياد تمتطى

رفضوا الزل والمهانة والاسى

لا عجب يا سيدي ان نطقت شجرة الزيتون

وباحت لك بما كانوا يكيدون

لطالما باتوا يفكرون

كيف سيجتثون جذورها ومن تربتها يقتلعون

وستسمع قصة فلاح بين الزعتر يقتلون

وسيشهد التل والوادي والطريق الطويل

ستشهد خطاهم التي مازالت مطبوعة على تعاريج الطريق

جار جنب الجار اصطف

شيخ وصبي وراء الحائط وصراخ القاتل فيهم يعوي

هيا انظر للخلف

وبقلب متحجر وعيون معصوبة

غاب عنها الحق وعقول غلفها الهذيان

زهقوا

قتلوا

بدم بارد

ذاك الانسان

وبكل جدارة منحوهم اعظم نيشان

مجلس أمن يشجب وفيتو لا ينقض ولا يدين وبخطوة تعزيز

هيا للأمام

عربي هام على وجهه منكب يبحث في الاوطان

ألديك اخي العربي مأوى للنسوة .. للرضع .. للشيخان

فتفوح النخوة العربية وكرم الضيفان

حييتم في وطن بديل عن الاوطان

يظنون بديل عنك يا ثرى الجنان

وتركنا رائحة الموت بين الزقاق

وجثث عجزنا عن مواراتها للرفاق

وشجرة عطشى تنتظر شربة ماء

بعد فراق

موقد لا زال مشتعل ببعض عيدان وكومة اوراق

وزير الماء الممتلئ يرشح دمع بصمت واغداق

وهناك...

جثث هامدة لحكام

ومقاعد متجمدة

وعقول غلفها الظلم والطغيان

وألسنة شلت لا عادت تنطق لا بالحق ولا البهتان

أتظن اخي أن العربي فني ومات؟؟!!

انا عن نفسي لا ارى الا بقايا رفات

كان هناك

خيمة.. ابل .. خيل يرتع خلف النهر

واليوم فلتنظر للقصور وللتيجان وموائد ممدودة بلا حسبان

شجب واستنكار وقمم خاوية كالعجل الأجوف

شعوب تذبح ...

عرض يستباح...

وكرامة تستهان ..

ترى أين الانسان ؟؟!!

اعلم انهم وأدوه في غابر الأزمان

لا ترى منه الا جسد

ورؤوس فارغة من الوجدان

كان هناك خليج ممتد بلا قرار

ولا اخفي عنك اخي من خير ما كان

ذهب الأسود في كل مكان تحسبه القار

سلبوه اخفوه عن الانظار

قالوا لم نسلبكم بكل كان خيار

قصور ومدن وحضارة ولتترك خيمة العار

واخي العربي رعاه الله

يسمع وينفذ كل قرار

وبقرب النيل كانت اخت لفلسطين

شقيقة وبكل عطاء لها ندين

لا اوراق ومعاهدات .. لا تطبيع

لا فواصل لا حدود.. لا جواز سفر لا تأشيرة لا تفتيش

امل باهت زال تبعثر مسحته الشمس

دهر يطوي احداث ويغير اناس

ونفس تتقلب كالموج الهادر