فرنسا وإسرائيل مصالح وقواسم مشتركه بفعل التغيرات الدولية والإقليمية بنتيجة الازمه السورية

بقلم: علي ابوحبله

زيارة الرئيس الفرنسي هولا ند لإسرائيل هي ضمن محاولات الرئيس الفرنسي هولا ند لتسويق سياسة الاشتراكيين التي تعد ومنذ تسلمه سدة الرئاسة بأنها الأكثر قربا وموالاة لإسرائيل ، إن مواقف فرنسا من أحداث الشرق الأوسط التي تعد الداعم المحوري للمجموعات المسلحة في سوريا ويعد موقف الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته من اشد الداعمين للعدوان على سوريا ، فرنسا ضمن محاولاتها لعرقلة اتفاق الدول الخمس زائد واحد مع إيران حيث تشددت ونجحت واصطادت باريس عدة عصافير بحجر واحد ، أوقفت الحل وأرضت بعض العرب وإسرائيل في وقت أظهرت وكأنها مستعدة للمخاطرة من اجل الحصول على اتفاق من شانه أن يحسن في الشروط المكبلة لإيران ، تحاول فرنسا استثمار مواقفها بحيث تعوض عن خسارتها في العراق وإيران ضمن محاولات إثبات وجودها خاصة وان الخسارة التي مني بها هولا ند بتدهور شعبيته بعد أن ظهر في المساله السورية تابع للرئيس الأمريكي اوباما ، المفاوضات الامريكيه الايرانيه لم تتوقف بل ستتكشف خلال الأيام المقبلة حقيقة ما تم التوصل إليه ، الرئيس الفرنسي يحاول ومن خلال زيارته هذه إثبات وجوده وذلك بعد أن تم تجاوزه في القرار حول ضرب سوريا حيث يحاول هولا ند أن يثأر لنفسه في إيران ، يعتبر الرئيس الفرنسي هولا ند أن لفرنسا مصالح مهمة في الشرق الأوسط حيث تجد فرنسا نفسها في موقع الخاسر من التغيرات الدولية والاقليميه ، يحاول الرئيس الفرنسي خلال هذه الزيارة الطويلة إلى الخارج أن ينعش العلاقات ألاقتصاديه والتجارية لفرنسا التي بالكاد لا ترقى إلى مستوى العلاقة ألسياسيه ، إن تلاقي المصالح بين إسرائيل وفرنسا أعطى للزيارة انعكاس وأهميه خاصة وان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أعلن انه ينتظر بفارغ الصبر الرئيس الفرنسي الذي وصفه بأنه صديق مقرب لإسرائيل لموقفه المتشدد في محادثات جنيف بشان المشروع النووي الفرنسي ، وان إسرائيل تعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من اقرب حلفائها حيث تعتبر موقفه المتشدد الذي يسعى من خلاله لرفع سقف الشروط في المفاوضات المتعددة الأطراف مع طهران بشان ملفها النووي خدمة لأهداف وأغراض إسرائيل ، بدوره شمعون بيرس رئيس إسرائيل أعرب عن موقفه بأنه يثمن موقف باريس الصارم تجاه إيران في المفاوضات الجارية مشددا انه لا يجوز رفع الضغط عن إيران قبل أن تتخلى على الأقل على المدى البعيد عن برنامجها النووي ، وفي مقابله نشرتها صحيفة لو جورنال ديمانش نحن في إسرائيل نثمن حقا الموقف الفرنسي الصارم تجاه ايران ، محذرا من انه إذا نجحت ايران في صنع القنبلة الذرية فان كل دول منطقة الشرق الأوسط ستحذو حذوها ، قد تكون المقاربة التكتيكية التي تعتمدها فرنسا مختلفة عن تلك التي تعتمدها إسرائيل ، إلا أن كلا البلدين متفقان على أن الشق العسكري للبرنامج النووي الإيراني يجب أن يتوقف ، هولا ند خلال زيارته لإسرائيل سيوجه رسالة صداقه قويه إلى ألدوله العبرية وسيؤكد دعمه للتنمية ألاقتصاديه والثقافية والعلمية ولدمجها في المجتمع الدولي ، وان هولا ند يهدف من زيارته هذه لرفع حجم المبادلات التجارية مع إسرائيل التي تبلغ بين البلدين ما قيمته 2.3 مليار يورور في 2011 وتعد فرنسا الشريك التجاري الحادي عشر لإسرائيل حيث أعرب مسئول فرنسي كبير عن أسفه لهذا الواقع مشيرا إلى أن إسرائيل بلد غني بلغ مراحل متقدمه لكن مبادلاتنا معه هزيلة ، وسيشارك في هذه الزيارة حوالي 40 شركه فرنسيه حيث سيدشن هولا ند مع نتنياهو وبيرز المعرض الثاني للابتكارات الاسرائيليه الفرنسية ، الرئيس الفرنسي سيعبر خلال زيارته عن عمق علاقته مع إسرائيل حيث سيقوم بوضع إكليل من الزهور على قبر مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل ورئيس الوزراء الأسبق اسحق رابيين وسيزور ، وسيزور نصب ياد فاشيم للمحرقة ، إن هولا ند يحاول من خلال زيارته لإسرائيل تسويق الموقف الفرنسي من موضوع التسوية مع الفلسطينيين وذلك من خلال زيارته إلى رام الله واجتماعه مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس وبحسب تصريحات المسئولين الفرنسيين أن هولا ند سيعمل على تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على القيام بالتسويات والجهود اللازمة لتجاوز خلافاتهما وسيدعو الرئيس الفرنسي إلى حل على أساس الدولتين مع ضمانات أمنيه لإسرائيل وتامين مقومات ألدوله المقبلة للفلسطينيين ، إن التمحور والصراع الذي تشهده المنطقة على أشده خاصة وان طهران وجهت رسالة ايجابيه عبر يوكيا امانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية ، عندما وقعت معه خريطة طريق تتضمن تنفيذ بعض الشروط الغربية ومنها السماح لمفتشي الوكالة بزيارة مصنع إنتاج الماء الثقيل في اراك ومنجم الاورانيوم في غاشين ، ايران لن تحصر المفاوضات حول الملف الإيراني بحسب تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام مجلس الشورى الذي أعلن أن تأجيل التوقيع في جنيف " أن مشاكل المنطقة والعالم ستبقى دون حل أو بحلول ناقصة من دون إشراك ايران في حلها للمشاركة في أثمانها . المفاوضات الثنائية تحدد كل شئ ، فرنسا تدرك حجم التمحور الإقليمي والتغير في ميزان القوى الدولي وان إسرائيل تبحث عن حلفاء جدد بعد تيقنها أن واشنطن تسعى للتفاهم مع ايران حول دورها في أفغانستان أثناء الانسحاب العسكري وبعده ، خاصة وان الأمريكيين متخوفين ومتوجسين من أن يحصل في أفغانستان ما حصل في العراق ، إسرائيل تجد نفسها أنها الخاسر الأكبر من كل تلك المفاوضات والصفقات وتحاول أن تعوض خسارتها بالتحالف مع فرنسا وبعض دول الخليج العربي وهي تدرك أنها لن تستطيع إيقاف قطار الحل والتسوية ، المصالحة الامريكيه الايرانيه قادمة وان إسرائيل غير قادرة على توجيه ضربه عسكريه لإيران السؤال الذي لاجواب عليه حتى الآن ماذا عن سوريا ولبنان ، هل تتخلى واشنطن عن سوريا وتخرج من أللعبه بعد النجاحات التي يحققها الجيش العربي السوري وإخفاق المجموعات المسلحة من تحقيق أية نجاحات تمكن واشنطن وحلفائها من تحقيق انجازات ، إن مدلول وانعكاس زيارة هولا ند لإسرائيل هو بالتغير الحاصل وبالمصالح والقواسم المشتركة التي أصبحت تجمع بين البلدين بعد تيقن إسرائيل أن علاقاتها مع واشنطن لن تكون بالمستوى الذي كانت عليه بنتيجة التطورات والتغيرات في موازين القوى الاقليميه والدولية وعليه فان المنطقة مقبله على تغيرات جديه وحقيقية لن تكون في صالح إسرائيل حيث فرنسا تسعى لتحقيق موقع قدم لها بعد تيقنها لخسارتها المحققة بفعل انعكاس ألازمه السورية على خريطة المنطقة والتغيرات الحاصله بفعل قطار المصالحة مع ايران.