عريقات يتحدث عن كواليس المفاوضات: ابومازن سيوقع الانضمام لـ63 منظمة دولية اذا لم تفضى لقيام دولة فلسطينية

كشف صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، عن الاسباب التي ادت الى تقديم استقالته هو ود. محمد اشتيه من طاقم المفاوضات مع اسرائيل ، مؤكدا بان "اسرائيل تريد سلطة فلسطينية بدون سلطة واحتلال بدون كلفة واخراج قطاع غزة من الفضاء الفلسطيني"، وقال " لو انها(اسرائيل) ارادت ان تنجز عملية السلام بإعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة لأنجزت ذلك خلال خمسة ايام فقط ."
وقال عريقات خلال مقابلة له مع قناة "الميادين" الفضائية ، "لقد قررت شخصيا انا والدكتور اشتيه عدم القيام بالتفاوض وتقدمنا بكتاب خطي للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته مدينة بيت لحم ، في تاريخ 5/نوفمبر من الشهر الجاري ."
واضاف عريقات " عندما بدأت جلسات المفاوضات لاحظنا ان سلوك المفاوض الاسرائيلي يتغير ، وعقدنا 17 جلسة انا ومحمد اشتيه ، وفي كل جلسة كان هناك يجري قتل فلسطينيين بدم بارد ، والاعلان عن بناء وحدات استيطانية ، وزيادة ارهاب المستوطنين ، وتشديد الحصار على غزة ، وطروحات في الكنيست لاستصدار قوانين لتقسيم المسجد الأقصى ".
ولفت الى ان اسرائيل تعلم ان استمرار هذا الامر لا يمكن ان يؤدي الى استمرار المفاوضات ، وقال "ابلغنا كل ما كان يجرى الى امريكا والرباعية الدولية وروسيا ولأمين جامعة الدول العربية نبيل العربي ، بانه لا يمكن الاستمرار في المفاوضات في ظل هذه الممارسات ".
ووصف عرقات حديث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بان السلطة الفلسطينية وافقت على استمرار الاستيطان مقابل اطلاق سراح الاسرى القدامى بالوقاحة الغير مسبوقة ، نافيا ان يكون ذلك قد تم .
واضاف " خلال احدى جلسات التفاوض قلت للإسرائيليين مادام تقولون ان استمرار الاستيطان مقابل الافراج عن الاسرى القدامى فإنه يحق لنا ان نذهب وننضم الى المنظمات الدولية ، فرفضوا ذلك وقالوا لي انت تغشنا ".
وقال " هناك التزام فلسطيني للمفاوضات خلال 9 اشهر ، واستقالتي لا تعني عدم استمرار المفاوضات ، وهناك قرار قيادي فلسطيني اتخذ بالموافقة على المفاوضات منذ بدايتها رغم وجود معارضة من بعض اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ".
وقال " في تاريخ 17/7/2013 م ، التقى الرئيس محمود عباس جون كيري في السفارة عمان وكنت مع السيد الرئيس وتم الاتفاق مع امريكا على استئناف المفاوضات ، بمرجعية دولة فلسطينية على حدود 67 ، وان المفاوضات لن تكون مرحلية او انتقالية وانما ستكون للوصول لاتفاق نهائي ، وذلك تم بمشاركة امريكية ودعم عربي ودولي ".
واوضح عريقات بان كيري قال في وقتها "انه لن يكون بناء كتل استيطانية جديدة ، فقط البناء داخل الكتل الاستيطانية المقامة وسيتم ذلك باشرافي وتحت مراقبتي" ، رد ابو مازن عليه ان "الاستيطان غير شرعي جميعه."
واضاف " خلال الاجتماع طلب كيري من الرئيس محمود عباس ان يهمس في اذنه انه لن يتم التوجه للمنظمات الدولية والانضمام إليها ، لكن الرئيس رفض ذلك ".
وكشف عريقات انه هو المسئول عن عدم التوجه الى المنظمات الدولية مدة المفاوضات مقابل فكرة اطلاق سراح الاسرى القدامى وهم 109 اسير فلسطيني ، وان "هذه الفكرة طرحها هو على مدير المخابرات المصري ، وعلى جون كيري 19/7/2013 م ، وحينها اتصل كيري على نتنياهو وابلغه ذلك فرد الاخير انه لا يثق بالرئيس  عباس وان عملية الافراج ستكون على خمسة دفعات ".
واوضح بان هناك اتفاق بعدم الحديث لوسائل الاعلام عن ما يدور داخل جلسات التفاوض رغم عدم التزام الجانب الاسرائيلي بذلك قائلا " قناعاتي ان اردت مفاوضات جادة عليك الامتناع عن الحديث لوسائل الاعلام ، وانا عندما افاوض امتنع عن الحديث كليا ".
واعتبر عريقات " ان الاحتلال هو اعلى مراحل الارهاب في تاريخ البشرية " ، مضيفا في رسالة الى الفلسطينيين " الشعب الفلسطيني اياكم ان تقايضوا حق بحق ، لكم حدود 37كيلو متر على البحر الميت ، والضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وممر أمن يربط بينهما وحق في المياه الاقليمية وعودة اللاجئين والقدس عاصمة باقصاها وقيامتها ".
وبين " ان الولايات المتحدة الامريكية تعمل وفق مصالحها فقط ، وان اسرائيل اداة حربية وبارجة في الاسطول الامريكي ، وان العرب لو اتقنوا الحديث مع امريكا في لغة المصالح بما يملكون لما بقى الأقصى محتلا حتى الآن ".
واكد عريقات ان مكانة فلسطين تغيرت بعد تاريخ 29 نوفمبر العام الماضي ، واصبحت تحت احتلال وفق القانون الدولي وهذه المرجعية التي يتم الاستناد عليها ، قائلا " اذا لم تطبق اسرائيل اتفاق يفضي لقيام دولة فلسطينية على حدود 67 خلال 9 شهور من المفاوضات، ابو مازن سوف يوقع على الانضمام لـ 63 منظمة دولية ".
وقال " اسرائيل تريد دولة فلسطينية بنظامين ، وهي خططت لذلك بفك ارتباطها من قطاع غزة وكانت تعلم ان هذا الامر سوف يمهد الى انقلاب ، وتعمل لإخراج قطاع غزة من الفضاء الفلسطيني ".
وطالب عريقات حركة حماس بمراجعة موقفها بشكل تام مهما كانت مبرراتها ، وقال "ان اول امر مطلوب من الفلسطينيين هو اتمام المصالحة الفلسطينية ، وانهاء الانقسام ، ومهما كانت اختلاف وجهات النظر لا يمكن لاحد ان يقضي على الطرف الاخر ، وجميعنا فلسطينيون يجب ان نحتكم الى صناديق الانتخابات وليس الى صناديق الرصاص" .
ولم يستبعد عريقات قيام انتفاضة فلسطينية جديدة ، وقال " الشعب الفلسطيني يموت واقفا وسيبقي منتفضا ما دام هناك احتلال ، وانا لا استبعد قيام انتفاضة جديدة ".
واشار في حديثه الى قضية التحقيق في وفاة الرئيس ياسر عرفات قائلا " تم الطلب من كيري بمساعدتنا باستصدار قرار من الامم المتحدة لادانة جريمة اغتيال ياسر عرفات والتحقيق فيها "، مضيفا " الشهيد ياسر عرفات قتل لأنه تمسك بفلسطين واللاجئين وهو اب كل الفلسطينيين وزعيمهم" .
وختم بالقول "القضية الفلسطينية هى القضية المركزية للعرب ، ومنع ضرب سوريا وايران ، نقطة ارتكاز للقضية والحلول السياسية بالمنطقة لصالح القضية الفلسطينية ، هذه المنطقة لا تحتاج الى هدم واثارة تحتاج الى بناء" .وقال " ان عملي وما اقوم به هو اقل من اصغر جندي فلسطيني."

المصدر: أريحا - وكالة قدس نت للأنباء -