لبنان مستهدف ....... وحرب إقليميه على الساحة اللبنانية ...... بفعل الفشل في سوريا

بقلم: علي ابوحبله

استهداف السفارة الايرانيه في لبنان هو ضمن محاولات البعض للثأر من إيران على ضوء ما يحققه الجيش السوري من انتصارات على الأرض والتي كان آخرها إحكامه السيطرة على منطقة قارة بعد أن حررها من المجموعات المسلحة والتي تمهد لعملية القلمون التي تعد من اكبر معاقل المجموعات ألمسلحه المتواجدة بين الأراضي السورية واللبنانية ، التفجيران الانتحاريان اللذان استهدفا تدمير السفارة الايرانيه في بيروت كان الهدف توجيه ضربه موجعه لإيران ورسالة تحذير بان القوى الاقليميه لن تسمح لإيران وحزب الله بالتحكم في القرار اللبناني والاستمرار بالتدخل بالازمه السورية ، وتحمل رسالة أخرى لنذر حرب شيعيه سنيه تستهدف لبنان لجره للحرب الاهليه ، هذه العملية هي انعكاس للفشل الذي لحق بالدول الاقليميه المتامره على سوريا بعد أن تيقنت هذه الدول لاستحالة الانتصار في سوريا وعدم ألقدره على ضبط إيقاع السرعة التي تجري فيها المحادثات التي من المقرر أن تجري اليوم بين مجموعه خمسه زائد واحد وهي استكمالا للمحادثات التي جرت حول برنامج إيران النووي والتي قد تؤدي لتوقيع اتفاق مع إيران يتم بموجبه رفع الحصار عن إيران والتوصل لصفقه لإنهاء الصراع على سوريا ضمن عملية اقتسام مناطق النفوذ والمصالح ضمن تغير موازين القوى ، إسرائيل وبعض الدول العربية تدرك حجم الخسارة التي ستلحق بهما جراء سياسة التقارب الإيراني الأمريكي ونجاح سوريا في مواجهة مخطط التآمر الذي استهدف الإطاحة في ألدوله السورية ، إن سياسة الدفع بحرب سنيه شيعيه هي ضمن الأولويات ألاستراتجيه الاسرائليه التي تمخض عنها مؤتمر هرتسليا الثالث عشر والتي كانت من ضمن توصياته الدفع لهذه الحرب التي توفر مناخ امن لإسرائيل وذلك ضمن محاولات السعي لتأليف محور سني يتكون من الأردن والسعودية وتركيا تقوده إسرائيل ، وان ما أصبح يستهدف المنطقة برمتها هو العمل على إثارة الفتنه المذهبية الطائفية حيث تفجيرات العراق ونتائج تلك التفجيرات على النسيج الاجتماعي العراقي حيث تقود تلك التفجيرات لترسيخ تقسيم العراق وتجزئته بين ألسنه والشيعة والأكراد والأقليات ، وان التفجيرات في لبنان التي استهدفت الضاحية الجنوبية ثم استهدفت المعقل السني في طرابلس ها هي الآن تبلغ الذروة باستهدافها للمربع الأمني للسفارة الايرانيه ، مما يؤكد حجم التآمر الذي يستهدف لبنان وحجم الخطر الذي يحدق بالدولة اللبنانية نتيجة عجز ألدوله اللبنانية عن مجابهة الخطر المحدق بلبنان بسبب أن بعض القوى اللبنانية المتمحوره مع تلك الدول التي تريد أن تمسك بالورقة اللبنانية بهدف تجريد حزب الله من الغطاء السياسي ظنا من هذه الدول أنها تستطيع الحفاظ على تأثيرها ووجودها الإقليمي إن هي استطاعت تحجيم أو الحد من قدرة حزب الله ، إن استهداف السفارة الايرانيه في لبنان هو تخطي لكل الخطوط الحمر وهو يعني أن لبنان قد تحول لساحة حرب إقليميه بفعل انعكاس ألازمه السورية على تلك الدول التي أصبحت تستشعر بخسارتها وهذه لها انعكاساتها على الدول الكبرى وخاصة أمريكا وروسيا اللتان تتنافسان لاقتسام مناطق النفوذ والخوف من أن يتحول لبنان لدائرة ونفوذ محور المقاومة ، استهداف السفارة الايرانيه هو انتقال فعلي للازمه السورية إلى لبنان ، وهو يشكل تحولا في مجريات الصراع الشامل الممتد من بلاد الشام إلى بلاد ما بين النهرين ، حزب الله ينأى بنفسه عن الوقوع في شرك الفتنه الطائفية التي يحاول البعض أن يدفع الحزب إليها إذ أن لبنان ومنذ افتعال الأحداث في صيدا والتحريض على الفتنه من قبل الشيخ الأسير حيث تدفع بعض القوى لتازيم الوضع الداخلي اللبناني التي قد تؤدي إلى مزيد من التوتر على وقع الوضع الإقليمي ، لبنان أصبح يعيش في خضم ازمه سياسيه واقتصاديه وأمنيه متفجرة ، وان لبنان أصبح فعلا مرتبط بالازمه السورية وان انعكاس الوضع اللبناني هو بفعل انعكاسات الوضع السوري ، إن خطر ما يواجهه لبنان هو أن يتحول إلى دوله فاشلة وعاجزة بفعل الانقسامات والتمحورات التي تدخل لبنان في دوامة الصراع الإقليمي ، وان التفجيران اللذان استهدفا السفارة الايرانيه في لبنان هو ضمن محاولة إعادة استخدام الساحة اللبنانية في سياق الأزمات الاقليميه ، بحيث يعود لبنان إلى أيام السبعينات ليصبح مسرح للحروب المتنقلة وساحة لتصفية الحسابات حيث كما يبدوا أن الوضع يعود في لبنان لما كان عليه نتيجة للحرب على سوريا ، إذا ما أخذنا بنظرية المصالح والصراع على المصالح ضمن التمحورت الاقليميه فان استهداف المصالح الايرانيه في لبنان له صله بمسألة البرنامج النووي الإيراني وبالحوار الأمريكي الإيراني ، وربما تأخذ الأمور ابعد من ذلك ، المؤشرات الاوليه لها دلاله وهي أن الدور الإيراني مستهدف وحتى الآن لم تقبل الولايات المتحدة الامريكيه مشاركة إيران في مؤتمر جنيف وذلك نتيجة فيتو من قسم كبير من حلفاء أمريكا في المنطقة ، وبحسب البعض من القوى الاقليميه الذي يدرك بقوة الحضور الإيراني في المنطقة وهم يدركون بقوة وتماسك المحور الإيراني السوري وحزب الله حيث أن إيران لن تتخلى عن طموحاتها ولا عن حلفائها الذين يشكلون استراتجيه إيرانيه للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ، وان إيران لن تتخلى عن حزب الله لأنه يشكل عمق إيران الاستراتيجي في المنطقة وعليه فان محاولة تفجير السفارة الايرانيه في بيروت هو جزء من الحرب الشاملة بين المحورين من لبنان إلى الخليج وهي حرب إقليميه على الساحة اللبنانية بفعل انعكاسات ألازمه السورية ، وان قادم الأيام قد يحمل الكثير من المفاجآت بفعل هذه الحرب التي أصبحت أوراقها وأهدافها مكشوفة من قبل جميع فرقاء الصراع الذين أصبحوا يخوضون معركة وجود ضمن عملية صراع على النفوذ والهيمنة والتي سيكون لبنان والعراق في مقدمة من يدفع بفاتورة وانعكاس هذا الصراع الدامي