معبر رفح .. معاناة حتى إشعار آخر

طلبة، إقامات، جوازات أجنبية، مرضى، حملة فيز، وتأشيرات دخول ، وغيرهم من الفئات الأخرى، تجدهم بصالة معبر رفح الخارجية فور الإعلان عن فتحه، كل واحدٍ بيده جواز سفره وأوراقه الثبوتية، يلهث حول مسئولٍ أو منفذ يتيح له تسليم أوراقه والسماح له بالسفر.

لم يعد السفر عبر معبر رفح البري المتنفس الوحيد لنحو مليون و800 ألف فلسطيني يعيشون في مساحةٍ لا تتعدى 370كم2 "قطاع غزة"، بالأمر الهين والسهل، بسبب تكدس الآلاف جراء إغلاق المعبر لعدة أيام ويصل ببعض الأحيان لأسابيع، مما يفاقم معاناة العالقين ويهدد مستقبلهم بالضياع.

فالمغادر من غزة عليه المحاولة ألف مرة كي يتمكن من السفر عندما تفتح السلطات المصرية لأيامٍ محدودة وساعات معينة وفئات محددة، ولا يختلف الحال بالنسبة للقادم لقطاع غزة، فعليه التسجيل للسفر قبل القدوم متى سيغادر!، مما دفع الكثير عدا المضطرين للإحجام عن القدوم.

وما إنّ يتم الإعلان عن فتح المعبر من قبل السلطات المصرية، حتى يتهافت الآلاف من مختلف الفئات العمرية لمعبر رفح البري طلبًا للسفر، رغم أن وزارة الداخلية بحكومة غزة تعلن عن آلية السفر مسبقًا والفئات والكشوفات التي سيسمح لها بالسفر.

 

مستقبل مهدد

شادي 29 سنة من سكان مدينة غزة، واحدًا ممن قابلهم مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" على بوابة معبر رفح فيقول : "أنا مغترب مُنذ أربع سنوات، جئت لغزة قبل عدة شهور للزواج، وبحمد الله تزوجت وأرغب الآن بالعودة أنا وزوجتي، ولم أتمكن بفعل إغلاق المعبر باستمرار من قبل السلطات المصرية".

ويضيف شادي "إقامة زوجتي ستنتهي بغضون عشرة أيام، وإن لم نغادر لا يمكنها دخول الإمارات، فعامل الوقت مهم جدًا، لأنني من الممكن أن أفقد وظيفتي التي تعتبر مصدر رزقي الوحيد، وانتهاء مدة الإقامات هناك لأنها شارفت على الانتهاء، وبالتالي فقداني للوظيفة سيفقدني الإقامة".

ويتابع "مستقبلي بخطر، ولا أعرف كيف يمكنني السفر بظل هذا الوضع المأساوي وفتح معبر لساعات محددة وأيام معينة، بما لا يُلبي حاجة ألاف العالقين أمثالنا، خاصة من الحالات الإنسانية، فالمواطن الفلسطيني ليست له أي علاقة بأي موقف سياسي من طرف تجاه طرف".

ويشدد شادي وهو يتحدث بانفعال وصوتٍ عالي، على مصر تحييدنا من كل ما يحدث بها من أحداث، وعلى مراعاة حاجتنا لهذا المعبر والحالة التي نعيش بها بفعل إغلاقه، مطالباً السلطات المصري بالتسهيل على أهل غزة وليس التشديد وتضييق الخناق.

ويشير "نحن شعب بسيط يريد السلام والحرية مثل أي شعب في العالم"، منوهًا أن لديه الكثير من الأصدقاء يرغبون بالعودة لقطاع غزة، لكن إغلاق المعبر يخيفهم من العودة خشية عدم تمكنهم من المغادرة، بعدما علموا حجم المعاناة بالتسجيل والإجراءات الصعبة لأي مواطن يرغب بالخروج من غزة.

 

إغلاق ظلم

ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لطالب نضال 32 سنة، فيقول لـ مراسل "قدس نت" : "أدرس بمصر وأعاني من العودة والخروج عبر المعبر، فقدمت خطة الماجستير لوم يتسنى مناقشتها، بسبب إغلاق المعبر وعدم تمكنني من العودة، وبالتالي يؤخر ذلك حصولي على درجة الماجستير".

ويعتبر نضال إغلاق المعبر لفترات طويلة من قبل السلطات المصرية ظلمًا للشعب الفلسطيني لأنه متنفس وحيد لأهل غزة، وإغلاقه يسبب أزمة ويؤدي إلى تراكم أعداد المسافرين، وبالتالي فرصة الحصول على سفر ضعيفة جدًا، وإن تمكنت من السفر تجد معاناة كبيرة وإجراءات صعبة ومرهقة جدًا.

ويناشد الجانب المصري بفتح المعبر على مدار الساعة ليتمكن الطلاب من إكمال دراستهم والمرضى من العلاج، وأصحاب الإقامات من السفر قبل أن تنتهي أقاماتهم ويفقد مقعد عمله، وقص على ذلك من حالات أخرى ممن تعطلت حياتهم ومستقبلهم مهدد بالضياع بسبب إغلاق المعبر.

ويُغلق معبر رفح أكثر مما يُفتح من قبل السلطات المصرية، خاصة بعد عزل الرئيس محمد مرسي قبل نحو أربعة أشهر، مما فاقم من الحالة الإنسانية لسكان القطاع، وشدد من الحصار المفروض على سكانه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتحجج السلطات بتعطل الحواسيب والأوضاع الأمنية بسيناء، لإغلاق المعبر.

المصدر: رفح – وكالة قدس نت للأنباء -