فيديو.. الكلب "استاذ" في حياة (حسن )

الفرق بين الحياة والموت بالنسبة لإنسان يغرق هو ان يجد احد ينقذه مهما كان اسمه او صفته ، (سوزي وجنا وفرح ) هم ثلاثة كلاب من نوع "زئيف" ألماني تم تدريبهم بعناية فائقة على انقاذ الغرقى من داخل البحر او حتى ايجاد المفقودين .

تخرج الكلاب الثلاثة برفقة الرجل الغزي حسن كسكين (43 عاما) ، الذي يقطن بالقرب من بحر غزة في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين ، الى الشاطئ في كل يوم ، شاخصين بصرهم بعمق البحر لعل احد يريد المساعدة ... انقاذ الغرقى من البحر بالنسبة للكلاب الثلاثة لم تكن وليدة بل بدأت منذ سنوات طويلة اثر حادث تعرض له الابن الاصغر لـ الرجل الغزي .

القصة بدأت عندما كان حسن مع عائلته يجلسون على شاطئ البحر للترفيه عن انفسهم ، فيما كان اولاده الصغار يسبحون داخل البحر ، وفجأ تحول خروجهم للترفيه الى حادث خطير عندما شاهد (حسن) ابنه الاصغر يغرق في داخل البحر ، فلم يجد من يساعده سوى احد الكلاب الذين يصاحبهم اينما ذهب .

الكلبة ( سوزي ) ، دون ان تطلب اذنا ممن حضرت معهم ، انتفضت من مكانها وبسرعة شديدة توجهت داخل البحر وخلال لحظات كانت قد امسكت بالطفل الصغير الذي قاب قوسين او ادنى من الموت ، لولا رعاية الله وتسخيره لاحد مخلوقاته الكلبة ( سوزي) التي اخرجته من بين امواج البحر المتلاطمة ، لتضعه على شاطئ البحر .

عندها اكتشف الرجل الغزي قدرة كلابه على انقاذ الغرقى من البحر وترك هذا الحادث اثرا كبيرا في نفسه جعله يعطي عناية كبيرة لـ (سوزي وجنا وفرح ) وهم ثلاثة كلاب اختار لهم اسماء كأسمائنا لأنه يعتبرهم جزء من حياته .

يعتبر حسن الكلاب هم اوفي صديق للإنسان ، ومن هذا الجانب يتعامل معهم وكأنهم يعقلون اكثر من البشر فهو يقضي معظم وقته معهم ، ويقول متحدثا لـ "وكالة قدس نت للأنباء"،" الكلب يمكن ان يكون استاذ إن احسنا التعامل معه فهو ذكي جدا ومخلص جدا ، ولا يتخلى عن صاحبه في اي موقف ".

لاختبار قدرة احد الكلاب الثلاثة في انقاذ الغرقى ، اتفقنا مع حسن ليدخل في البحر ويقوم بتمثيل انه يغرق ، عندها انطلقت الكلبة ( سوزي ) الى البحر وقامت بإمساك (حسن) من ملابسه وسحبته خارج البحر ، والمدهش ان المسافة التي قطعتها بين الشاطئ وعمق البحر تزيد عن مائة مترا .

ويقول حسن" انا لدى القدرة على تدريب الكلاب وجعلهم يقومون بأي عمل ، الكشف عن مكان تواجد المفقودين او انقاذ الغرقى ، او البحث عن المواد الممنوعة والتي تستخدم في التهريب ، او في تقصي الاثر ، وأي عمل اخر ".

وجود كلاب مدربة بحرفية عالية في قطاع غزة المحاصر يعتبر شيء نادر جدا ، وهذا ما حول ( سوزي وجنا وفرح ) الى نجوم بغزة ، فما ان يرى الشباب والصبية على شاطئ البحر حسن برفقة كلابه يقومون بالالتفاف حوله مندهشين من تعامله معهم .

ويلفت حسن طويل القامة ، الى انه يمكن استخدام كلابه في عمليات البحث عن جثث المفقودين تحت البنايات او تحت الارض ، خصوصا ان قطاع غزة ليس بمأمن عن مثل هذه الحوادث بسبب استمرار الاحتلال الاسرائيلي في قصف البيوت او المقرات والانفاق التابعة للمقاومة الفلسطينية .

ويقول حسن " البحر هو المتنفس الوحيد بغزة لا يوجد مكان اخر هنا للمواطنين ان يذهبوا اليه " ، مضيفا " اكون سعيد عندما اجد الاخرين من حولي سعداء خصوصا الاطفال الصغار ".

رغم احساس الرجل الغزي بالأمان برفقة كلابه إلا ان هناك اشياء تنغص عليه حياته كما يقول ، لا سيما الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها فهو بدون عمل وليس لديه أي مصدر رزق سوى بعض المساعدات العينية التي يأخذها من وكالة غوث وتشكيل للاجئين الفلسطينيين" الاونروا " .

حسن لديه عشرة اطفال ويسكن في بيت سقفه من الصفيح ، لا يصلح لأن يكون مأوي له ولأطفاله ففي الصيف تحرقهم اشعت الشمس وفي فصل الشتاء يتجمدون من شدة البرد ،رغم هذه المعاناة لا يفكر (حسن) بالمطلق ان يتخلى عن كلابه التي اعتاد عليها واعتادت عليه .

تبقي الكلاب الثلاثة عاجزة رغم قوة شمها وحدة بصرها امام ما يحلم به صاحبها بإيجاد له فرصة عمل لسد رمق اطفاله الصغار ، فمهمتها البحث عن المفقودين وانقاذ الغرقى .

 

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -