تعيش حركة فتح اليوم أغرب مرحلة في تاريخ نضالها الطويل على مر السنين لدرجة أن كل ما هو أغرب أصبح عنوان الحقيقة التي يجب أن نقف عندها في كل لحظة تمر علي أبناء حركة فتح بتلك الفترة غير المسبوقة في تاريخ الحركة، وهل هناك أغرب مما يحدث في أورقة الحركة من غياب قيادة الحركة عن الواقع، وحالة التصارع والتجاذب والولاء للشخوص بين المستويات القيادية والتصنيفات التي لا تخطر علي ذهن الكثيرين من عقلاء التنظيم، وهياكل تنظيمية فارغة تحمل مسميات كبيرة قائمة على المجاملات، والانفراد في القرار، ونظام أساسي للحركة عفا عليه الزمن وغير قادر على استيعاب قيادات وكوادر الحركة المنتشرين في ربوع الوطن، حتى أنه ما لا يخطر علي البال بات متوقعا، وكيف لا يكون وكل شيء جائز حدوثه ووارد وقوعه في كل لحظة ما دام التنظيم يعيش على أمجاد الماضي القريب البعيد، دون النظر إلى المستقبل وحماية الأجيال القادمة من متاهة الطريق.. كل ذلك لا يهم وغير مهم لأن قانون المحبة والأخوة لم يعد يهم حيث لا وزن له، والكل يغني على ليلاه، وتناسي البعض أن الشهيد ياسر عرفات عاش ومات من أجل صياغة وثيقة المحبة في فتح وتقديسها لتعلو فوق كل المصالح الشخصية.
ولعل الأغرب الذي نعيشه في غمار حركتنا، أنه هناك من يري حالة التراجع في التنظيم أمرا عاديا بل ويعتبر الذين يرصدون الواقع وينبهون منه يميلون إلي المبالغة والتهويل وكلامهم غير منطقي، بل والقول أنه دفع لهم مبالغ مالية للكتابة في ذلك، كما أن كلمة الحق التي تبرز الحقيقة في أي حدث وقع يتم تصنيفها علي أنها عداء لقيادي أو تيار داخل الحركة.. في نظرهم أن استمرار واقع التنظيم وحالة عدم الانضباط، ليس بالأمر الخطير وليس نهاية الحركة، وعند ساعة الصفر الكل يلقي عن ظهره على الآخرين ويتهرب من مسئولياته، وكأنهم لا يريدون وضع حد لحالة الإحباط السائدة بين أبناء التنظيم وفقدان الثقة بالقيادة، وإبقاء الأمر علي ما هو عليه ليبقي المجال مفتوحا علي مصراعيه أمام الاتهامات المتبادلة عقب كل اجتماع قيادي لمناقشة أمور الحركة، ويبقي الإعلام وسيلة لتمرير أحدهم تصريحا ينتقد ويتباكي على واقع الحركة، وهنا الطامة الكبري لأي تنظيم هو النفاق الذي يتصدر المشهد، ينافق الكثيرين اتجاها لا لشيء يهم التنظيم بل لمأرب شخصي في المقام الأول واضعا مصلحة حركة فتح تحت قدميه.
ومن الغريب أن تجد الأغلبية الصامتة من أبناء حركة فتح وقد آثرت أن تستمر في شكواها عبر الأطر الداخلية، رافضة لسياسات قيادتها مرات ومرات !!
فيا أيتها الأغلبية الصامتة في حركة فتح.. متى تتكلمون؟!
وماذا تطلبون؟!
ألا تدرون أن صمتكم هذا ربما يساعد المتسلقين على البروز وسرقة حركة فتح !!
أيتها الأغلبية الصامتة:
اعلموا أنه حان الوقت لتأخذوا دوركم الطبيعي في أطر حركتكم نحو التقدم بقوة وشجاعة !!
لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبي ويكفي ما استعرضناه، والأسئلة التي أطالب أبناء فتح بأن يعلموا إجابتها الحقيقية هي:
لماذا؟ والإجابة لمصلحة شخصية تعلو فوق كل اعتبار.
كيف؟ والإجابة يتم التخطيط من قبل المستفيد ومن يدعمه خلف الستار ليبقي حال التنظيم على المحال.
متى؟ والإجابة عندما يحس هؤلاء أن أبناء فتح الحقيقيين قاربوا علي الخروج من دائرة التيه التي يصرون عليها.
أين؟ والإجابة في المواقع القيادية التي تسبب أكبر قدر من الضغط علي من يدير الأمور في التنظيم إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
بقلم/ رمزي النجار
[email protected]