تسع سنوات على رحيل عرفات لا سلام و لا تسليم و لا وطن بديل

مرت تسع سنوات على رحيل ياسر عرفات ( الثائر – القائد – الزعيم – الرئيس – الختيار ) ، و تعذر الوصول لكافة المعطيات والتفاصيل التي تكشف عن سؤال واحد فقط كيف مات هذا الذي اختلف كثيرون من الفلسطينيين معه و ما اختلفوا عليه، و لا أدري إن كان يحاكم الجميع الآن و يطالبهم بملاحقة القتلة أينما كانوا ؟.
قيل إن وفاته لم تكن بسبب الكبر في السن أو نتاج المرض. الأمر الذي يشير بإصبع الاتهام المباشر للعدو الصهيوني صاحب المصلحة الحقيقية في اغتياله. لأنه كان يشكل عقبة كأداء أمام تنفيذ مخططه التصفوي للقضية الفلسطينية.
تسع سنوات مرت على جريمة وقف الفلسطينيون و معهم آخرون حيارى إزاء الكشف عن مرتكبيها و القصاص منهم .. تسع سنوات من الرثاء و البكاء على الأطلال فيما بقي المجرمون يصولون و يجولون و هم في نشوة عارمة ، يرسمون ويخططون لارتكاب جرائم أخرى بحق قيادات و شعب عانى الويلات و قدم التضحيات الجسام في سبيل انعتاقه من احتلال شذاذ آفاق هدفهم اقتلاع هذا الشعب من جذوره في أرضه ووطنه على غرار ما حل بشعب الهنود الحمر .
تسع سنوات نبش خلالها قبر صاحب المناسبة مرة قد تتكرر مرات و مرات ، و ربما تؤخذ عظام الرجل و ما يبقى منها مع تقادم الزمن إلى مختبرات في أصقاع الأرض لفحصها و إجراء التحاليل عليها للتأكد من أن الراحل إن كان مات نتيجة مرض أو كبر في السن أم نتيجة تسمم أم ...
تسع سنوات من التخبط و التشرذم و الانقسام و غياب البوصلة و فقدانها طريقها الصحيح في مسار القضية الفلسطينية تماما كما كان الحال منذ انطلاق الرصاصة الأولى العام 1965 لا بل منذ النكسة الكارثة العام 1967 و قبلها النكبة الطامة الكبرى العام 1948 و حتى ما قبل ذلك من انتداب بريطاني و احتلال عثماني و قبله فرنجي .
تسع سنوات من التيه الفلسطيني أضيف إليها اليوم خريف عربي زاد الطين بلة نزولا عند رغبة صاحب الأمر و النهي السيد الأمريكي الصهيوني الذي يأبى إلا أن يبقي القرار العربي الموحد في حالة صراع مع الموت ، و الوحدة العربية في ذمة الله ،
ذكرى غياب ياسر عرفات لا شك أنها أوجعت قلوبنا جميعا مثلما هي ذكرى كل الشهداء ، غير أن الذي يجب التأكيد عليه مرارا و تكرارا هو أن السلام مع الاحتلال الصهيوني مستحيل .. فلا دولة واحدة مع الصهاينة و لا دولتان واحدة للصهاينة و الأخرى للفلسطينيين ولا وطن بديل ، بل هي دولة واحدة للشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية .. دولة ترزح الآن تحت هذا الاحتلال المجرم ، لا بد أن تتحرر بطريق واحد يتمثل بالكفاح المسلح و من يعتقد غير ذلك واهم و منهزم لن يكون له ربيع حقيقي فوق الأرض و تحت الشمس .
في الذكرى التاسعة لرحيل ( الثائر – القائد – الزعيم – الرئيس – الختيار ) ياسر عرفات ، هذا نداء للجميع ، فلسطينيين و عربا ، لا تنخدعوا مجددا بسلام الاستسلام و الهوان مع الاحتلال ، و تعالوا إلى كلمة سواء تجمعنا من جديد تحت راية المقاومة .
نعيم إبراهيم
كاتب و إعلامي
22-11 - 2013