مركز أبحاث إسرائيلى: تفجير السفارة الإيرانية ببيروت رسالة إلى حزب الله

قال مركز أبحاث إسرائيلى إن تفجير السفارة الإيرانية فى بيروت يوم 19 نوفمبر الجارى بمثابة رسالة إلى حزب الله، فالصراعات الأثنية المسلحة فى سوريا أدت إلى اندلاع حرب أهلية طويلة المدى، إضافة إلى مشاركة واسعة النطاق من عناصر خارجية حولت سوريا إلى مسرح حرب غربية، فالحرب فى سوريا تهدد زعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط.

جاء ذلك فى تقرير نشره مركز أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى، مشيرا إلى تأثر لبنان بالحرب الأهلية فى سوريا، فالقوات التى يقودها أنصار حزب الله أدت إلى وجود انقسام فى العلاقة بين الطائفتين الشيعية والسنية مما أحدث حالة من الشلل السياسى فى لبنان، لافتا إلى غياب الزعيم السياسى اللبنانى "سعد الحريرى".

وأشار المركز إلى أن الحرب الأهلية فى سوريا أججت مشاعر اليأس والاستياء لدى الطائفة السنية اللبنانية دون قصد، مما يعزز دور الدعاة السلفيين المتطرفين وعدد كبير من أعضاء الطائفة السنية اللبنانية، مشددا على ضرورة الاطلاع على الهجوم الانتحارى الذى وقع الأسبوع الماضى فى بيروت، مشيرا إلى أن المسئولية تقع على كتائب عبد الله عزام التى تتبع تنظيم القاعدة.

وأكد المركز أن العمليات الانتحارية ضد لبنان تمثل سجلا جديدا من المقاومة المتنامية ضد حزب الله ومؤيديها، فهناك منتمون إلى جماعات الجهاد السلفية تقوم بعمليات ضد حزب الله، بسبب تورطه فى الحرب الأهلية فى سوريا وتقديم الدعم العسكرى لنظام الأسد، فالمجموعات التى قامت تفجير سيارات مفخخة أطلقت أيضا صواريخ على معقل لحزب الله فى جنوب بيروت.

وأكد المركز أن الهجوم على السفارة الإيرانية فى بيروت هدفه إرسال رسالة إلى حزب الله اللبنانى مفاداها أن بلاده ليست آمنة، مشككا فى قدرة الحزب على حماية حلفائه، منوها إلى أن مثل هذه الهجمات تقلل من أسطورة القوة العسكرية لحزب الله وإيران، إضافة إلى اعتماد مفجرى السفارة وهم من تنظيم القاعدة على تطوير وتكثيف العمل ضد البعثات الدبلوماسية الأجنبية، مما يعنى إعلانا للحرب على حزب الله وإيران.

وأوضح المركز أن حسن نصر الله كان يقوم فى الماضى بالتهدئة لتجنب ردود عنيفة مباشرة داخل لبنان، حيث إن استراتيجيته هى الحفاظ على الهدوء فى لبنان مع مواصلة القتال مع الأسد فى سوريا، فزعيم حزب الله أعلن فى مناسبات عديدة أن حزب الله لا يريد الصراع بين أنصار ومعارضى الأسد فى لبنان، مشيرا إلى عزم حزب الله مواصلة القتال ودعم النظام السورى حتى ينتصر الأسد على معارضيه.

وأكد المركز وجود فجوة بين دعم حزب الله العسكرى للأسد ودعوته للتهدئة فى الجبهة الداخلية السورية، فالمساعدة العسكرية المباشرة التى اقترحها حزب الله ستكون حاسمة فى قدرة النظام السورى على السيطرة على حدوده.

واختتم المركز تقريره بالإشارة إلى أن تفجير بيروت يعد خطوة من عمليات تطرف توضح مدى انعدام الاستقرار فى لبنان، والذى من ِشأنه أن يؤدى إلى وجود شلل داخلى، ويؤكد قدرة شركاء تنظيم القاعدة على دفع لبنان إلى دوامة العنف.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -