مركز عبد الله الحوراني والتجمع الفلسطيني ينظمان ندوة حول "ياسر عرفات"

نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق والتجمع الفلسطيني المستقل ندوة سياسية في ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات وذكرى إعلان الدولة، بعنوان "ياسر عرفات .. نضال من أجل الدولة" بمشاركة جمهور غفير من القيادات السياسية والكتاب والمثقفين والشباب والشابات. وتحدث في الندوة الدكتور المحامي عبد الكريم شبير حول الأبعاد السياسية والقانونية لاغتيال الرئيس أبو عمار، والدكتور حسن أحمد تحدث عن المحطات الأساسية في مسيرة الرئيس أبو عمار، ثم تناول الدكتور إبراهيم المصري الأبعاد السياسية والقانونية لإعلان الدولة.

وقد افتتح الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني مرحبا بالحضور والمتحدثين، وقال:" إن الرئيس الشهيد ياسر عرفات لا يمثل رئيس دولة فقط بل هو رمز الشعب الفلسطيني وعنوانه النضالي، هو الذي قاد النضال سنوات من أجل فلسطين وشعبها وقضيتها وتمكن من وضع اسم فلسطين في كل المحافل الدولية والإقليمية، وحين يذكر أبو عمار تذكر فلسطين وحين تذكر فلسطين يذكر أبو عمار فهما صنوان لا ينفصلان."

 وأضاف أن" أبا عمار رفض الاستسلام وأعلن خلال حصاره عن رؤيته لانتهاء مسيرة حياته الموت شهيدا، تلك الرؤية التي رددتها الأجيال من بعده دلالة على التحدي والصمود". وأكد زقوت على أهمية الندوة التي تتزامن مع ذكرى استشهاد الرئيس عرفات وحرمان غزة من الاحتفال بها جراء الانقسام.

وأوضح الدكتور عبد الكريم شبير في كلمته أن" الشهيد عرفات عنوان للقضية الفلسطينية والوحدة الوطنية ولم يترك أي خيار من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، وقد رفض التهديد الأمريكي في مفاوضات كامب ديفيد ولم يتنازل وأعلن بكل تحدي عن التمسك بالثوابت الوطنية."

وتطرق شبير إلى جريمة اغتيال الرئيس عرفات واعتبرها تسير في ثلاثة محاور أساسية فهي جريمة عدوانية وجريمة دولية وجريمة حرب، وتلك الجرائم أكدت عليها اتفاقية روما. مشيرا إلى أن الرئيس عرفات تم قتله بالسم من خلال ضوء الشموع، وبالتالي فإن إسرائيل تتحمل المسؤولية الجنائية عن قتل الرئيس عرفات لأن مادة السم لا يمتلكها الأفراد وإنما دولة لها قدرات ومختبرات خاصة.

وطالب شبير بتشكيل لجنة من الخبراء بالقانون الدولي ولديهم خبرة في إجراءات المحاكم الدولية لتفعيل كافة القرارات الدولية والتحقيق في قتل الرئيس عرفات. ومن جانب أخر طالب شبير بسحب الاعتراف بدولة الاحتلال جراء عدم الالتزام بالشروط الخاصة بعضويتها في الأمم المتحدة.

وتناول حسن أحمد المحطات الرئيسية في حياة الرئيس عرفات، وذلك باستعراض التاريخ الفلسطيني منذ معركة القسطل وتشكيل حكومة عموم فلسطين، ومرحلة تأسيس اتحاد الطلبة في القاهرة، ومن ثم انطلاقة حركة فتح وخوض معركة الكرامة وإعلان الاستقلال، والعمليات العسكرية ضد الاحتلال، والمواقف العربية في دعم القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى العديد من المحطات الهامة في مسيرته النضالية التي ركزت على الحفاظ على الهوية الفلسطينية والوحدة الوطنية.

أما الأكاديمي إبراهيم المصري فتطرق إلى محور إعلان الدول الفلسطينية من حيث الأبعاد السياسية والقانونية وأكد على النضال السياسي لمنظمة التحرير ومجالسها الوطنية، مشيرا إلى دور الرئيس عرفات في إصدار إعلان الاستقلال مرورا إلى الاعتراف بالدولة في الأمم المتحدة.

وشدد على أهمية حصول فلسطين على الاعتراف لما يحققه من حصانة دبلوماسية للبعثات الفلسطينية والانضمام للمؤسسات الدولية والإقليمية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية وهذا يشكل تهديدا صريحا لقادة الاحتلال لأنه سيساهم في تقديم دعاوى ضدها لارتكابها جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.

وطالب القيادة بالصمود في وجه إسرائيل ومحاصرتها بتوضيح الحقائق والإصرار على المبادرة والمطالبة المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للمساومة والتصرف.

وفي ختام الندوة طرح العديد من الحضور مداخلاتهم التي تطرقت إلى محطات ومواقف الرئيس عرفات ودعوا إلى فتح تحقيق دولي حول اغتيال الرئيس عرفات، وأكدوا على أهمية الانضمام للمؤسسات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، وأشاروا إلى أهمية استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام السياسي لكي نستطيع مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا. 

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -