البلديات بغزة.. عاجزة امام التدهور البيئي ومعاناة السكان

تحديات كبيرة باتت تقف امام عمل البلديات في قطاع غزة ، بسبب الحصار المفروض والذي انتج ازمات خلقت عجزا واضحا بالتعامل معها ووضع حلول للتخلص منها ، ازمة انقطاع التيار الكهربائي احد اهم الموضوعات التي عكست نفسها بعمق على عمل البلديات واصابها شر اصابة ، فمياه الصرف الصحي اصبحت طريقها الى البحر ، ومكبات عشوائية للنفيات تنتشر بغزة ، فيما المواطن يشتهي المياه الصحية ولا يراها .

ولتوضح خطورة الاوضاع البيئة التي يشهدها القطاع، قال وزير الحكم المحلي في حكومة غزة محمد الفرا ، ان "تأثير الحصار بعد تدمير الانفاق ومنع ادخال مواد البناء عن طريق المعابر الرسمية وازمة الكهرباء وغلاء السولار ، انتج حالة صعبة وتأثير سلبي على عمل البلديات ".

واضاف الفرا في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، ان "انقطاع التيار الكهربائي ، قلل من فرص تشغيل الابار والتحكم في مواعيد تشغيلها ، وادى الى توقف تشغيل بعض محطات معالجة مياه الصرف الصحي وضخها الى البحر ".

وتابع " يوجد في قطاع غزة ، (205 ) بئر مياه و(240) مضخة صرف صحي و(4)محطات تحلية للمياه ، (25) خزان مياه ، لكن عندما اشتد الحصار اصبح انقطاع الكهرباء 16 ساعة يوميا ، هذا اوجد حملا كبيرا على البلديات".

وقال " في الماضي كان انقطاع التيار الكهربائي 8 ساعات وكانت البلديات تشتري السولار الوارد من الانفاق بسعر2 شيكل ونصف تقريبا ، وكانت تقوم بتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي ، الآن مطلوب منا ان نشتري السولار بـ 6 شيكل ومطلوب منا كميات اكبر من السولار لتضاعف ساعات انقطاع الكهرباء ",

واوضح " هذا العبء الجديد جاء في ظل تراجع لإيرادات البلديات بنسبة 70% نتيجة توقف قطاع البناء وتراجع العجلة الاقتصادية ، وادى الى عدم مقدرة البلديات على دفع رواتب الموظفين ".

واشار الفرا الى توقفت العديد من سيارات جمع النفايات وباتت البلديات تعتمد على عربات الكاروا التي تجرها الدواب وهذا ادى الى نشوء مجموعة من المكبات العشوائية ، التي تشكل اثر سلبي على البيئة وعلى الانسان .

ويعاني المواطنين في قطاع غزة المحاصر من قبل اسرائيل منذ سبع سنوات، من ازمة عدم وصول المياه التي يحتاجونها في حياتهم اليومية الي الخزانات السطحية لمنازلهم ، بسبب عدم وجود تزامن بين الساعات التي يأتي فيها التيار الكهربائي وبين ساعات توفر المياه .

وبهذا السياق اوضح الفرا ، انه رغم من وجود تنسيق بين البلديات وشركة توزيع الكهرباء ، الا ان هذا التنسيق لا يسمح ولا يمكن ان يثمر لتوافق بين توفر المياه ووصولها الى منازل المواطنين وبين توفر التيار الكهربائي لان "الامور معقدة جدا في هذا الجانب بسبب اخلاف البرامج بين الجانبين ".

وقال " يوجد شبكات مختلفة واحياء مختلفة وخطوط مختلفة تماما والموضوع خارج عن اردتنا ، انقطاع تيار الكهرباء قلل من فرص تشغيل الابار والتحكم بها ، وبالتالي انا اتمنى على المواطن ان يقوم بتوفير خزان مياه ارضي لتعبئته وعندما يتوفر التيار الكهربائي يتم ضخ المياه للخزانات السطحية بواسطة الدفاع او ما يسمي (الدينامو ) .

وختم الفرا ، في ظل ما نعانيه من حصار للحكومة بغزة وحصار على البلديات وعلى المواطن ، يجب ان نصبر جميعا أمام هذا الحصار وعلى المواطن ترشيد استهلاك المياه الى ان ننتهي من هذه الازمات .

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -