"معاريف": "حرب الاستخبارات" مع حماس للوصول لصواريخ فجر 5

أظهر تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية عبر موقعها الالكتروني، اليوم السبت، الحرب الاستخبارية التي دارت بين إسرائيل وحركة حماس التي نجحت في تهريب صواريخ فجر5 واستخدمتها في قصف تل أبيب ابان حرب 2012.

وكشفت الصحيفة في تقريرها للصحفي "يوحاني عوفر" عن تشكيل فريق مصغر تابع للاستخبارات العسكرية المعروفة باسم "أمان" للخوض في "حرب العقول" أو ما أسمته نشاطات "النمل" للبحث عن صواريخ فجر التي بدأ تهريبها لغزة صيف 2010.

وقالت الصحيفة إن الفريق أجرى عمليات بحث وجمع معلومات استخبارية باستخدامات عديدة منها التكنولوجيا وكذلك أبحاث تهدف للوصول إلى أي معلومة صغيرة أو كبيرة تستخدم بشكل احترافي لإمكانية إتمام ضمها فيما بعد إلى بنك الأهداف الذي كان يُعد لأي معركة وعُمل به خلال الحرب الأخيرة.

وأشارت إلى الاستعدادات الإسرائيلية الكبيرة قبيل العملية بيوم واحد من تحديد مخازن الأسلحة الاستراتيجية التي تحتوي على عشرات الصواريخ والتي كانت حماس تخزنها باستمرار، وبدء الطائرات للتجهيز للإقلاع من قاعدة رمات ديفيد، مبينةً أنه بعد وقت قصير من بدء عملية "عامود السحاب" بدأ قادة وضباط الجيش يصلون لمركز قيادة النيران، التي أديرت منه العملية بقيادة ضابط أوكلت إليه المهمة إلى جانب فريق مقلص تم تجنيده من قوات الاحتياط بسرية للحفاظ على سرية العملية قبيل بدئها.

وأضافت "إن الهدف من العملية تعطيل قدرات حماس على إطلاق صواريخ بعيدة المدى والضغط عليها للعمل في إطار مدى قصير كما كان منذ بداية العقد الجاري ولكي يستطيع الجيش التعامل بسهولة إلى حد ما مع تلك العملية ومع بداية العملية كانت تحلق عشرات الطائرات فوق أهدافها لتدمير مخازن الصواريخ التي كانت تشكل تهديدا لسكان وسط إسرائيل.

الرائد في شعبة الاستخبارات العسكرية "ل" والذي أنهى خدمته العسكرية منذ 3 أشهر، أدار حرب العقول والأدمغة ضد حماس، حيث كان يقود العمل ضدها قبل عام ونصف من العملية وكان له دورا مركزيا في تحديد أهداف العملية لتدمير قدرات حماس وكان ينتظر لحظة البدء هو ورجاله للانقضاض على مخازن الصواريخ وخاصةً تلك التي بها صواريخ فجر5.

وأشارت الصحيفة في تقريرها المترجم من قبل صحيفة "القدس" المحلية إلى أن مراسلها العسكري سُمح له بمعرفة ما دار خلف كواليس الحرب، واستمع إلى شرح عن مراحل جمع المعلومات والجهود التي بذلت لتحديد مخازن الصواريخ ولحظة تحديد إدخال صواريخ فجر5 إلى غزة وبدء دفنها وإخفائها ومعرفة قدرتها على ضرب تل أبيب وكيف بدأ العمل لمواجهتها.

ويقول أحد أفراد الفريق الاستخباري "وجود مثل هذه الصواريخ لدى حماس تمنحها صورة النصر في حال استخدامها ولهذا شكلت بالنسبة لحماس هدفا مهما يجب إخفائه جيدا للحفاظ على قوة استراتيجية دون أي تشويش عليها".

وتقول الصحيفة إن تهريب الصواريخ المطورة بدأت قضية تشغل قيادة الجيش الذين طلبوا دراسة حول مدى تقدم حماس في مخزنها الصاروخي الذي اعتبر حينه أنه "كاسرا للتوازن"، وأدركوا أنه بحاجة لجهود كثيرة والتوصل لنتائج ملموسة تسمح للجيش الوصول لانجاز استراتيجي والأخذ بعين الاعتبار من أين دخلت ومسار طريقها ووصولها ومكان إخفائها لتحديدها وضربها لحظة أي معركة.

وأشارت إلى أن كبار قادة جهاز "أمان" على علم بالمعلومات التي يتم جمعها على مدار الساعة من قبل أفضل فريق استخباراتي شكل لهذه المهمة لجمع وتحليل كل معلومة أو خطوة تتعلق بتلك الصواريخ حتى بات الفريق يحلل ويتابع كل معلومة ويحتاجون إلى وقت طويل للوصول إلى نتائج حتى باتت العيون منتفخة بسبب قلة النوم الذي بات أمرا اعتياديا في أوساط الطاقم الخاص.

عامان ونصف قضت الاستخبارات الإسرائيلية في مطاردة صواريخ فجر، كل شيء كان يطلق إلى السماء يوقف الاستخبارات على رجليها. يقول الرائد "ل". ويضيف "كان واضحا لدينا مهمة كبيرة تقع على عاتقنا ومسئوليتنا ويتوجب أن نعالجها دون تفويت أي شيء".

 

ويتابع "عشنا الكثير من الأحداث التي كانت تقع بالصدفة أو بهمسات استخبارية من هناك أو هناك ونحن نقدر الأمور تقديرا، بدءا من العميل في الجانب الفلسطيني وحتى الشخص الأعلى مرتبة وأرفع درجة لنكتشف في كل مرة وقائع جديدة في أماكن مختلفة ونقوم بفحصها والتأكد منها لأننا كنا أمام مسارات معقدة لمعرفة معلومة دقيقة".

وواصل "كنا نعمل كل ما هو ممكن لتوجيه ضربات دقيقة وتم تنفيذ مسار رقابة دقيق جدا، كانت عملية معقدة جدا وعملنا بتركز على تحديد الأهداف بثقة عالية، وكان يتم عرض كل تلك المعلومات على المسئولين في أمان وكافة الأجهزة الأمنية الأخرى".

وتقول الصحيفة استمرت عملية البحث وجمع المعلومات حتى قبل وقت قصير من بدء عملية "عامود السحاب" باغتيال أحمد الجعبري، وتم وضع ملف بنك الأهداف للعمل عليه ضمن المرحلة الثانية من الهجوم والتي كانت تهدف أيضا لاغتيال قادة القسام.

ويقول الضابط "ل"، وبعد وقت قصير صدرت الأوامر لغرفة العمليات التابعة لسلاح الجو بالبدء في العملية وشن غارات متتابعة فبدأت العملية بشل قدرات حماس على بتدمير صواريخ على مدى 40 كم، للحفاظ على معركة ضمن العادة ولكن فور اغتيال الجعبري تم مهاجمة أهداف نوعية مثل مواقع صواريخ فجر والبنية التحتية القتالية التي صنفت ضمن الأهداف التي يجب تدميرها وإخراجها من دائرة اللعبة ودائرة تهديد حماس بضرب أهداف بعيدة المدى".

ويضيف "مع بداية العملية اتخذ قرار بأن تكون الغارات متجانسة وموحدة لمنع حماس من استغلال أي فرصة لإخفاء الصواريخ أو إطلاقها، وكانت العملية تتابع من قبل قادة الجيش في مقر القيادة العامة "هكرياه" في تل أبيب، وكانوا يتابعون العملية لحظة بلحظة حتى أيقنا أننا أحدثنا حالة من خرق التوازن لصالحنا".

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -