اسرائيل لن تغير الوضع "المريح نسبيا" مع قطاع غزة

استبعد الخبير في الشؤون الاسرائيلية وديع ابو نصار، " قيام اسرائيل في الوقت القريب بعمل عسكري او اجتياح ضد قطاع غزة ، معتبرا ما يتم من تحركات وتدريبات للجيش الاسرائيلي هدفه توجيه رسالتين الأولى للمجتمع الاسرائيلي "باننا جاهزون الى كل الاحتمالات" ، والثانية الى "المجتمع الفلسطيني ولا سيما حركة حماس ، بان اسرائيل على أهبة الاستعداد لتوجيه ضربات قاسية بشكل عام ضد القطاع وبشكل خاص ضد حماس" .

واضاف ابو نصار في حديث لـ وكالة قدس نت للأنباء "،" لا اعتقد ان اسرائيل لديها مصلحة بالقيام بعملية عسكرية ، بالوقت الذي لا يوجد فيه أي اعتداء من قطاع غزة ضد اسرائيل ، والوضع الامني الحالي مريح والفلسطينيين حاليا لا يقاومون بشكل جدي وحقيقي ".كما قال

وقال " هناك احاديث عن المقاومة ولكن لا يوجد أي مقاومة حقيقية على الارض ، وبالتالي اسرائيل لماذا تغير الواقع المريح نسبيا لها " مستدركا " قد تقوم اسرائيل بتغير الواقع في حال حدث اعتداء كبير عليها ، وهذا الامر بحسب رأيي لا يوجد مصلحة للأطراف المعنية الآن في تغيير الاوضاع في قطاع غزة خاصة ان تلك الاطراف مشغولة بقضايا اخرى اقليمية وداخلية ".حسب قوله

واضاف " اليوم الواقع الفلسطيني مشغول في نفسه وفي قضايا اقليمية ، واسرائيل انتزعت كل المواقف من الفلسطينيين تقريبا ، والواقع الفلسطيني مشرذم وضعيف ".

وقال الخبير في الشؤون الاسرائيلية ، " انا لا اوافق صناع القرار في اسرائيل بتعاملهم مع الملفات ، واعتقد ان اسرائيل بحاجة الى التعامل مع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ، وانهاء حالة العزلة التي تفرضها على القطاع ، لان هذا الامر في المنظور الاستراتيجي افضل لإسرائيل ، والعمل به افضل من الرهان على حالة الهدوء النسبي والخلافات الداخلية الفلسطينية الفلسطينية ".

واعتبر تسخين اسرائيل للأجواء مع قطاع غزة خلال الايام الماضية ، يأتي في اطار ارسال الرسائل الى الإسرائيليين وللفلسطينيين ، بجانب المجتمع الدولي ولمصر ، ان "اسرائيل بالرغم من تفاهمات التهدئة لن تخاطر بامنها ".

واوضح " ان هذا يدل على عجز معين لدى صناع القرار السياسي في إسرائيل ، واستعراض للعضلات ، ويدل على غياب استراتيجية سياسية لدي صانع القرار الاسرائيلي ، وخطأ استراتيجي يرتكبه الاسرائيليون بحق انفسهم قبل غيرهم".

يأتي ذلك فيما شرعت تشكيلة غزة في الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد ، بمناورة اعتيادية في مدينة عسقلان ومحيطها، تحاكي إدخال قوات كبيرة من سلاح المشاة إلى داخل مناطق سكنية مأهولة وفرض السيطرة عليها.

وحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية التي نشرت النبأ على موقعها الالكتروني، سيشارك في المناورة قادة ألوية من سلاح المشاة والمدرعات النظامية.

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي موتي ألموغ، أن المناورة تأتي في سياق التدريبات الروتينية وحددت وفق مخطط التدريبات السنوي لهذا العام (2013)، بهدف الحفاظ على الاستعدادات والجاهزية وسط قوات الجيش.

وأكد المتحدث العسكري، أن التدريبات بدأت صباح اليوم في منطقة عسقلان وبعض القرى المحيطة بها ، وستنتهي يوم الأربعاء القادم.

وقال مسؤول عسكري رفيع مشارك في المناورة ، إن التدريبات ستتركز على القتال في المناطق السكنية المأهولة وبلورة خطط وتطبيقها ميدانياً.

وأعلن الجيش الاسرائيلي لسكان مناطق التدريب ، أنه ستلاحظ خلال المناورة حركة نشطة للجنود والمركبات والآليات العسكرية ، وسيتم إغلاق بعض الطرق لفترات وجيزة وبالتنسيق مع عناصر الشرطة ، كما ستسمع أصوات انفجارات. 

إلى ذلك أشارت مصادر عسكرية للصحيفة أن ميدان المناورة يشابه بيئة قطاع غزة وجرى اختياره لمحاكاة عملية اجتياح بري واسع النطاق.

وذكرت الصحيفة العبرية، أن التدريب يأتي على الرغم من الهدوء النسبي واعتقادا من مواجهة عسكرية أخرى مع الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة ، مشيرة الى ان الجيش الاسرائيلي يقوم بإعداد خطط عسكرية وتطبيقها علي الأرض خلال التدريبات ، وسيتم تدريب الجنود على التعامل مع الانفاق الموجودة تحت الارض .

وكانت اجواء قطاع غزة قد شهدت خلال الايام الماضية ارتفاع في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية ، حيث اغار الطيران الاسرائيلي على اماكن متفرقة في داخل القطاع ، وقام بقصف مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية .

وجاءت هذه الاجواء المشحونة في ظل اعتداءات اسرائيلية مستمرة وعروض عسكرية للمقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة ، نظمتها حركتي حماس والجهاد الاسلامي مطلع الاسبوع الماضي بمناسبة الذكري الاولي لحرب الايام الثمانية .

وقد وجهت الحركتين خلال العروض العسكرية ، رسائل قوية الى الاحتلال الاسرائيلي مفادها ان أي اعتداء على قطاع غزة لن يكون سهلا بالمطلق وان المقاومة الفلسطينية تمتلك في جعبتها الكثير ، فيما توعدت كتائب القسام بفتح حرب ضروس مع الاحتلال الاسرائيلي .

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -