لم يمضي مئة يوم على الفيضان الجارف لشعب الكنانة وجندهـا ، وبعـد كل الهرج والمرج الذي أمطرتنا به واشنطن وعواصم الناتو عن احترامهم لشرعية صناديق الاقتراع ( صناديقهم هم ) ، هذه الصناديق التي عرفت تلك العواصم ، وعرفت معها جماعة الإخوان كيف يجعلوها حجاباً ونقاباً يخفي بنـود تحالف العتمة بينهما لنشر هذا الحريق والدمـار في بلادنا العربية تحـت يافطة مزوّرة كتبوا عليها الربيع العربي ... لم يمضي مئة يوم حتى صـاح الأمريكي جون كيري وقـال : جماعة الإخوان سرقوا ثورة المصريين ( يعني لصـوص ) ... وبعـد هـذا القـول بدقائق صـاحـت قيـادات من جماعـة الإخـوان وقالـت : الأمريكـان يكـذبـون ... ولـم يقـولوا بأن جـون كـيري يكـذب ... فهـل لذلـك عـلاقـة بمـا قالـه الرئيس المقبوض عليه محمـد مرسي لحظـة القبـض عليه !!!
في الحـوار مـع قـادة الجيش المصري والذي سبق إلقاء القبـض عليه قال الرئيس محمد مرسي لقـادة أجناد مصر : الأمريكان مـش ح يسيبوكم !!!
قالها المقبوض عليه بلغة الواثق من صلابة وصـدق التحالف لجماعته مع الأمريكان والناتو ... قالها معتقداً أنه ما إن يصرخ هو أو أي وأحد من جماعته مستغيثاً بهم حتى يرى طائرات وبوارج الأمريكان والناتو تمطر سماء الكنانة ومعسكرات جيشها لتفعل أفاعيلها السابقة في العراق وليبيا ويأتي عساكرهم ليعيدوه إلى عرش مصر ، ويتابعـوا تمكين جماعته منهـا ... قالها ولم يدرك أن الزمان أصبح غير الزمان الذي نـُسجت فيه خيوط تحالف العتمـة ... كما لم يدرك الحال الذي أصبح عليه حلفاؤه من الأمريكان ودول الناتو عندما لم يجدوا غير جماعته للتحالف معها !!!
الأمريكان مـش ح يسيبوكم ... كررها الرئيس مرسي ساعة القبض عليه ... كررهـا وهو يسمع الرموز القيادية من جماعته يطلقون الاستغاثات المتتالية بالأمريكان والناتو كي يتقدموا لقصف مصر وجيشها ووصل بهم الأمر أن يـُفتي أحد فقهائهم بأن إقدام الأمريكان والناتو على هذا القصف لمصر وجيشها بأنه عمل يتقربون به إلى الله ، تماماً كفتواهم بتشبيه حلفهم مع الأمريكان والناتو لتدمير مقدرات ليبيا بحلف الفضول ... وفي محبسه بقي الرئيس المقبوض عليه مقتنعاً هو وجماعته بأن الأمريكان سيأتون لإعادته إلى عرش مصر ، وتمكين جماعته منها ... واستغاثوا ... واستغاثوا ... ولم يتوقعوا الردود التي تنتظرهم على هذه الاستغاثات من حلفائهم من الأمريكان ودول الناتو !!!
لم يمضي مئة يوم حتى اكتشف الأمريكان ودول الناتوا بأن ما كل وعود جماعة الإخوان أصبحت كسـرابٍ بقيعـة ... سـراب الفتنة الطائفية في مصر وبـلاد الشـام ... سـراب تحويل الجيش المصري إلى مجـرد وحـدات لمحاربة الإرهاب بالمفهوم الأمريكي ... سـراب نقل كتائب من الجيش المصري إلى أفغانستان لتحل محل عساكر الأمريكان عشية انسحابها من هناك ... سراب التحالف الاستراتيجي مع الأمريكان وبالتالي الحليف المقرّب والمدلل للأمريكان ... وأخيراً سـراب نقـل الفلسطينيين من أهالينا الغزاويين لتوطينهم في صحراء سيناء وزحـام شـبرا ، وفتح قنصلية مصرية في غزة وأخرى غزاوية في القاهرة لتكون السيف الذي يقطع أوصال الوطن الواحد لفلسطين كل فلسطين !!!
اكتشف الأمريكان ودول الناتوا وعـود السراب تلـك فجـاء ردهـم على حلـم الرئيس المقبوض عليه ، وعلى حلم جماعته ... جـاء رداً متفقـاً مع طبيعة المتحالفين اللصـوص والكـذّابين فانكشف كذبهم على الدين وادعاء الطهارة ... جـاء الـرد على استغاثاتهم من حليفهم الأمريكي ليقول لهـم : أنتـم لصـوص ... وجـاء ليقـول أيضاً بأنهم ليسـوا مضطرين لـترك قـادة أجنـاد مصـر فقـط ، بـل وترك جماعة الإخوان أيضاً لهؤلاء القادة ... فمـاذا بقى لهـذه الجماعة بعـد هـذا الوصف وبعـد حالهم اليوم وقـد تـُركـوا على قارعة الطريق ؟؟؟
ما يخصنـا كفلسطينيين من هذا الموضوع هو أمـر جماعة الإخوان وما فعلته لتمزيق شعبنا عموماً وأهلنا في غـزة خصوصاً ، وتذكيرهـم لما سـبق وقلناه لهـم بأن سعيكم لإقامة إمارة في غـزة لن ينتهي إلا بمغـارة للمطاريد من هذه الأمة ... وها أنتـم اليـوم مطاردين فيها ولا ينتظركم إلا الطرد منهـا ... أما مسألة التوطين في سيناء فنقول للكذّابين واللصـوص لقد حسمها أهلنـا منذ 1954 ، وأما النقل والتسكين في زحـام شـبرا مصر فأهلنـا لـن يستبدلوا فسـيخ غـزة الصحي بفسـيخ شـبرا المسموم و :
محـروسـة يامـصـر ... ومنصور يا شـعب فلسـطين في غـزة