بتير الممتدة باعماق التاريخ.. تنتظر قرار "العليا الاسرائيلية" لمعرفة مصير كنوزها!

بتير القلعة الرومانية  الحصينة تبقى منها  قنوات ري فريدا من نوعها في العالم، تنتظر الأسابيع المقبلة قرارا نهائيا من محكمة العدل العليا الإسرائيلية حول مسار إقامة  جدار الفصل العنصري  الذي يهدد هذا التاريخ بالهدم.

بتير التي تضم 6000 مواطن في قضاء بيت لحم،  "يسعون  الى الإنضمام الى اليونسكو للحفاظ على تراثها الروماني الذي يتهدده بناء جدار الفصل العنصري، "فالإنضمام الى المنظمة بات مرهونا في تغير المواقف والتزمات السلطة الفلسطينية بعدم التوجه لأي منظمة دولية خلال الفترة الحالية"، كما يقول نشطاء بالقرية.

فالجدار العنصري المنوي اقامته سيدمر جزءا من القنوات المائية التي صمدت طوال 2500 عام، ويهدد عزل 4000  دونم من الأراضي المزروعة بالخضروات و الأشجار المثمرة .

الأهالي الذين نجحوا بوقف بناء الجدار بعد الحصول على قرار من محكمة العدل العليا الإسرائيلية في السنوات السابقة، ينتظرون صدور القرار النهائي بمصير كنوزهم خلال الجلسة  التي ستعقد  بتاريخ  16-12-2013 .

الناشط محمد عبيد الله الذي أشرف على إعداد ملف القرية الى اليونسكو ويشغل مدير المشروع المائي"جيران"، أوضح " انه تم  تقديم ملف خاص بقرية  بتير للجهات الفلسطينية  المختصة لإيصاله للمنظمة الدولية "اليونسكو" لافتا الى ان هناك حديث عن اتفاق بين الولايات المتحدة والسلطة يقضي بعدم تقديم أي ملف ضد إسرائيل لليونسكو، لذلك لم يتم إرساله"، واضاف عبيد الله "اننا سنسعى لتقديم الطلب مرة أخرى، من أجل  التعاون مع اليونسكو لوضع ملف بتير على لوحة التراث العالمي، وبذلك تصبح بتير جزءا من التراث المحمي من اليونسكو الذي  من شأنه أن يجبر اسرئيل على عدم تدميرها واحترام هذا التاريخ".

القرية المعلقة بين الجبال الخضراء تضم مقامات دينية، منها مقام أبي يزيد الذي تدور حوله روايتان أحدهما تقول إنه للعلامة الفارسي الأصل البسطامي زوج رابعة العدوية الناسكة المتصوفة في العهد العباسي، ويتكون المقام من غرفة سفلية أحد جدرانها من الصخر، وفيه تابوت حجري مغطى بالقماش يقال إنه مدفن رابعة" كما يضيف عبيد الله.

أما الرواية الثانية كما يرويها عبيد الله "فتقول إن المقام يعود لرجل صالح من المغرب كانت النساء تأتيه للتعبد عنده".

 نظام  فريدا في توزيع المياه " نظام المعدود"

في مشهد يمتد الى 2500 عام ما زالت القنوات المائية التي بناها الرومان تنقل المياه إلى بركة قديمة، التي عرفت باسم "عين حسن مصطفى" التي تعمل بنظام مائي قديم عرف باسم "المعدود" الذي يعتمد على قياس كمية المياه بدقة وتوزيعها بالعدل على حمائل القرية الثماني وهي: البطمة، المشني، عوينة، الزغير، والبطحة، أبو نعمة ،معمر، عبيد الله،  فكل عائلة لها يوم محدد للانتفاع من مياه العين.

ويعتمد نظام المعدود على إغلاق النبع في المساء لتجميع المياه وذلك بوضع بلاطة موجودة في منتصف البركة، وفي الصباح تُقاس كمية المياه المتجمعة بواسطة عصى من قصب السكر تحتوي على علامات بداخلها تسهُل ازالتها وتغيير أماكنها لتقسيم الكمية على عدد المزارعين في الحمولة التي عليها الدور في المعدود،  ويلتزم أهالي القرية بالنظام وكأنه القانون الذي ينظم العلاقات بينهم، ويعتبر أقدم نظام من أنظمة قياس الماء وبيعه في فلسطين.

 وبين عبدالله أن المدرجات الزراعية التي تعتمد على نظام ري المعدود تعود إلى 500 الآف سنة، وتمتد بيتر على  مساحة 12 ألف دونم منها 4 آلاف دونم داخل خط الهدنة، التي تفصلها عن بقية الأراضي  سكة الحديد التي تمتد في أراضي بتير الزراعية مسافة 3300 متر.

كان يشعل الشموع في المنازل المهجرة..

فالقرية  يتفق  الجميع ان  حسن مصطفى "البطل المنقذ"،  فمصطفى عرف ببطولته وفضله في الحفاظ على القرية من الاحتلال عندما اضطروا للهجرة عام 1948. حيث كان يُشعل الشموع في البيوت المهجورة كي تعتقد العصابات الصهيونية أنها مأهولة  بالسكان، وله الفضل في توقيع اتفاقية "رودس" في 24 فبراير 1949م بين الحكومتين الأردنية والاسرائيلية، التي  نصت على حق أهل بتير زراعة 3% من الأراضي الواقعة داخل الخط الاخضر.

بتير الحاضرة اليوم بتاريخها وجمالها وروعتها تنتظر اليوم كل الفلسطينيين لزيارتها والتمتع بمناظرها الخلابة وجبالها الشاهدة على حاضر فلسطيني عظيم وتاريخ حافل بالبطولات والحكايا.

 

 تقرير/ بني صخر

هذا التقرير أعد من قبل مبادرة "فلسطين الجميلة" الذي تنفذه "إعلاميون بلا حدود" في الضفة الغربية ويهدف الى خلق أجواء للتدريب والكتابة  لطلبة الإعلام.

المصدر: بيت لحم- وكالة قدس نت للأنباء -