نخب سياسية تكشف النقاب عن مجمل القضايا التي تم طرحها خلال اللقاء مع هنية

كشف محللون وكتاب كانوا ضمن المشاركين في اللقاء الذي عقد، يوم الاربعاء، بين النخب الفلسطينية واسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة غزة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، عن فحوى النقاش الذي دار والقضايا التي تم طرحها خلال اللقاء.

رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن ابو رمضان وهو احد المشاركين باللقاء ، قال في البداية تحدث اسماعيل هنية عن القضية الفلسطينية ومسارها وموضوع المفاوضات مع اسرائيل ومخاطر هذه المفاوضات ، وضرورة الاتفاق على برنامج وطني فلسطيني ، واعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية الجامعة وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية".

واضاف " كما اكد (هنية) على رغبة حركة حماس وجاهزيتها لتنفيذ المصالحة الوطنية حسب الآليات التي تم الاتفاق عليها وفق اتفاقي القاهرة والدوحة ، وان حماس منفتحة على اية مقترحات تساهم بالدفع بإتجاه المصالحة كخيار استراتيجي ".

واوضح ان هنية ، اكد على ان حماس حركة وطنية وجزء من النسيج الوطني ، رغم الالتقاء الثقافي والفكري مع بعض الجماعات في الاقليم عولى المستوى العالمي ، الان ان مرجعيتها وخط سيرها القضية الوطنية ولا تتدخل في شؤون الاخرين ".

واشار الى انه تم الحديث عن طبيعة الازمات في قطاع غزة ، والتي سببها الحصار المفروض على القطاع وهو حصار سياسي ، تفرضه اسرائيل .

وقال ابو رمضان ، " انا تقدمت بطرح خلال اللقاء مضمونه ، اهمية اعلان عن تشكيل حكومة وفاق وطني ، وان تتم الانتخابات وفق موعد محدد متفق عليه ، وان يتم تعزيز عملية الشراكة على مستوى المؤسسات الاجتماعية ، كالنقابات المهنية والعمالية والجامعات بانتخابات مجلس الطلبة ، وانتخابات البلديات ".

واضاف " كما طرحت بان تتبنى لجنة القوى الوطنية والاسلامية التي تجتمع بشكل دوري الملفات المشتركة مثل موضوع التداعيات الانسانية لمشكلة الكهرباء وغيرها ، وان يتم التصدي للازمات بصورة موحدة ومشتركة وتطعم هذه اللجنة بخبراء في مجالات اقتصادية واجتماعية ".

ولفت الى ان موضوع الازمات الاقتصادية في قطاع غزة ، مرتبط ارتباط كامل بالوضع السياسي ، فالمعابر تسيطر عليها اسرائيل ، فيما الحصار المفروض نتيجة شروط الرباعية وبقرار اسرائيلي كما ان حالة الانقسام تعزز من موقف الرباعية الذي يساهم في عزل غزة .

بدوره اعتبر الكاتب حسن عبدوا ، ان اللقاء كان الاول بهذا الحجم من حيث الكفاءات والحضور ، وكان نوعيا من حيث الجوانب المطروحة فهو اتسم بالمشاركة الواسعة للعديد من الكتاب والمثقفين.

واوضح ان اسماعيل هنية كان واضحا وتحدث بشكل مطول في موضوع المستقبل الوطني والمتغيرات الاقليمية والعلاقات مع الجانب المصري ، مشيرا الى انه بعد ان تحدث هنية طلب من الحضور والمفكرين والمثقفين والنخب السياسية ، ان يستمع الى آراءهم في كافة القضايا التي طرحها للنقاش .

واوضح بانه بعد مدخلات قليلة من الحضور ، تلقى اسماعيل هنية خبر وفاة حفيدته واضطر الى انهاء اللقاء وتم الاتفاق على ان يتم تحديد لقاء اخر خلال الاسبوع المقبل لمتابعة النقاش بالقضايا التي تم طرحها .

واشار عبدوا الى ان هنية اكد على ضرورة اتمام المصالحة الفلسطينية ، واستعداد حركة حماس لإنهاء الانقسام قائلا " المصالحة خيار استراتيجي وان ما يجرى على الساحة الفلسطينية يدفعنا الى انهاء الانقسام ".

واعتبر ان حركة حماس باتت اكثر انفتاح على المثقفين بقطاع غزة ، ووصف ذلك بالإيجابي ، وان مثل هذه اللقاءات مهمة ويتم طرح افكار يمكن ان تكون فيها حلول لازمات عديدة ، خصوصا ان القضية الفلسطينية تعاني من التهميش فيما اسرائيل تتفرد بالقدس وتمارس اعتداءاتها على الفلسطينيين .

من جانبه قال طاهر النونو  المستشار الإعلامي لرئيس وزراء حكومة غزة إن حكومته ملتزمة بتطبيق ما خلصت إليه اتفاقيتا القاهرة والدوحة بخصوص ملف المصالحة.

وأوضح النونو في ختام القاء الذي جمع هنية بالنخب الفلسطينية والقيادات الوازنة على الساحة بغزة، أن اللقاء تمحور حول أربعة نقاط أساسية، واعدا بطرح التوصيات على مجلس الوزراء وحركة حماس.

وتطرق النونو إلى أخر التطورات الدولية التي تخص القضية الفلسطينية، مطالبا بإيجاد آليه وطنية لتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين طرفي الاستقطاب السياسي الداخلي.

وأشار إلى القضايا الوطنية العامة، مؤكدا طرحها بقوة في أروقة الحوار الداخلي الذي جرى في فندق الكومودور غرب مدينة غزة.

وفند النونو دور حكومته بالوضع الداخلي وطرق الخروج من حالة الجمود الدائرة في البلاد، موضحاً أن الحوار السبيل الواحد للتفاهم.

من جهته، وصف المحلل والكاتب السياسي طلال عوكل جلسة الحوار بالإيجابية، مطالبا بضرورة عقد مثل هذه اللقاءات لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر.

وقال عوكل إن الصراحة والوضوح بديا واضحين في اللقاء، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء هنية سينقل بنود الحوار لحركته.

وفي كلمة له أوضح الأكاديمي والكاتب السياسي عصام عدوان أن الاسبوع المقبل سيتخلله لقاء مماثلان للإسهاب أكثر في القضايا المطروحة وطرح بنود جديدة.

وأشار إلى أن القضايا الوطنية مثل القدس والاستيطان والمصالحة كانت حاضرة على طاولة النقاش، مبينا أن المجتمعون بدا على وجوههم الرغبة في الوصول لرؤية واضحة لتطبيق بنود الاتفاقيات الوطنية الكبرى.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -