مؤتمر جنيف 2 في ظل تشتت المعارضة السورية

بقلم: علي ابوحبله


أعلنت الأمم المتحد بلسان أمينها العام بان كي مون عن تحديد يوم 22 يناير المقبل موعدا لانعقاد مؤتمر جنيف 2 وذلك بعد اجتماع بقصر الأمم المتحدة في جنيف ضم المبعوث الاممي الأخضر الإبراهيمي مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ويندي شيرمان إضافة إلى مساعدي وزير الخارجية الروسي ميخائيل يوجدا نوف وجينادي جاتليوف ، وقد جاء تحديد موعد عقد المؤتمر بعد عدة مرات من التأجيل بسبب رفض المعارضة السورية ألمشاركه إلا بضمان أن لا يكون الرئيس السوري بشار الأسد في مركزه وبنفس الصلاحيات في المستقبل ، وقد سبق للأخضر الإبراهيمي أن عقد عدة اجتماعات مع أطياف للمعارضة السورية في جنيف دون الإعلان عن ذلك ، المعارضة السورية يسودها الانقسام وتعدد الو لاءات وفي غالبيتها تفتقد للقرار الوطني ومرتهنة في مواقفها لمشغليها وداعميها ، لم يعد بمقدور الائتلاف الوطني السوري أن يقود المعارضة السورية بعد أن رفضت هيئة التنسيق السورية الانضمام لوفد موحد ترؤسه هيئة الائتلاف الوطني السوري ، كما أن العديد من أطياف المعارضة تفضل المشاركة بالمؤتمر بوفد مستقل ، إن الائتلاف الوطني السوري لم يعد يملك سلطة القرار على العديد من المجموعات المسلحة وبخاصة الجيش الحر الذي رفض المشاركة في مؤتمر جنيف وكذلك جبهة ألنصره والمجموعات الاسلاميه الأخرى التي ترفض الانضواء تحت قيادة قوى الائتلاف السوري ، في ظل تباين المواقف لرئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا الذي سبق له وان أعلن عن رفض الائتلاف السوري للمشاركة في جنيف 2 ثم العودة عن هذا الرفض بالإعلان عن المشاركة بشرط عدم مشاركة إيران إلا إذا أعلنت عن وقفها لدعم ألدوله السورية ، كانت مكالمة الرئيس الإيراني حسن روحاني مع الرئيس بشار الأسد وإعلان الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني دعمه للموقف السوري ورفضه لأي تدخل خارجي ردا قويا من جانب إيران على المعارضة السورية المتمثلة في قوى الائتلاف ، إن مراهنة قوى الائتلاف السوري على تغير قواعد أللعبه في سوريا انتظارا للعدوان الجديد المتمثل في هجوم ما يقارب خمسة آلاف مسلح دخلوا عبر الحدود الاردنيه ضمن محاولات استعادة المواقع التي فقدتها المعارضة السورية في غوطة دمشق وضمن محاولات الضغط على الجيش السوري لعدم خوض معركة القلمون بعد سقوط قارة التي كانت تشكل أهم نقاط الارتكاز للمعارضة السورية المسلحة في القلمون والغوطه الشرقية والغربية ، بعض القوى الاقليميه ا لتي تستشعر خسارتها في سوريا وفي صراعها الإقليمي تزج بقوتها لإشعال الحرب في سوريا ضمن محاولات إعادة التوازن للصراع الإقليمي ، لكن البعض اخذ يتراجع بعد تيقنه أن اتفاق جنيف بشان النووي الإيراني يغير في موازين القوى وهذا ما أكدته محادثات داوود أوغلوا وزير الخارجية التركي مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف وصدور بيان مشترك برفض التدخل الخارجي في الشأن السوري وبضرورة التوصل لحل سياسي في الصراع على سوريا مما عده البعض تغير في الموقف التركي ضمن عملية إعادة الحسابات ، إن كل الظروف المحيطة بالمؤتمر الدولي حول سوريه لن تكون مثاليه لكن الموقف الروسي يسير باتجاه حث الخطى نحو موقع جنيف بإصرار عبر عنه أكثر من مره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، إن وعي روسيا لخطورة وأهمية المؤتمر في حسم الكثير من الملفات العالقة والتأسيس لمرحله جديدة لحل ألازمه السورية مع أن هناك محاولات لعرقلة المجهود الروسي ووضع عقبات أمام الخطوات الروسية ، وهذه العقبات تتمثل في الشروط التعجيزيه الفارغة التي لا تحمل في طياتها سوى العرقلة ، هناك رؤيا مشتركه روسية امريكيه لضرورة عقد مؤتمر جنيف 2 ، وزير الخارجية الروسي وفي معرض حديثه عن الظروف والتحديات التي تواجه انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة عقد مؤتمر جنيف 2 دون شروط مسبقة مشيرا انه لن تكون هناك ظروف مثاليه لعقد المؤتمر ، وبحسب ما نقله موقع روسيا اليوم عن وزير الخارجية الروسي أن جهات في المعارضة السورية تحاول طرح شروط لعقد جنيف 2 تسعى أساسا لتأجيله أو حتى إجهاضه ، وأضاف لا يمكن أبدا أن تكون هناك ظروف مثاليه وكل من يتحدث عن ضرورة الانتظار لحدوث توازن عسكري ما على الأرض أو أولئك الذين يقولون بالانتظار لحين وصول أي مساعده لأي جهة أو إلى أن يحين موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا أو أن يقوموا بطرح شروط مسبقة إضافية أخرى فان كل ذلك يتم بهدف العرقلة غير اللائقة أحيانا لتعطيل المؤتمر كليا . لقد خابت بعض التوقعات للذين يضعون الشروط التعجيزيه بهدف عدم انعقاد مؤتمر جنيف 2 وذلك بعد تحديد الموعد الذي يؤكد أن لدى روسيا والولايات المتحدة الامريكيه موقف مشترك بشان انعقاد المؤتمر ، ودلالة ذلك الاتصالات التي عقدت مؤخرا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، ووفقا لما تم التوصل إليه بين الجانبين ينبغي عقد المؤتمر من دون أي شروط مسبقة . يبدوا من مؤشرات الأحداث أن أمريكا أوكلت لروسيا مهمة إجراء الاتصالات مع مختلف القوى المعارضة السورية وان روسيا تسعى إلى استضافة اجتماع بين قوى المعارضة وان كل الجماعات المعارضة التي اتصلت بها روسيا أبدت اهتمامها بالمشاركة في هذا الاجتماع . وقد أعربت ايطاليا والبرازيل عن رؤيا مشتركه مع روسيا في أن المؤتمر فرصه للتوصل لحل سياسي ، وفي تعبير عن رؤية مشتركه حيال المؤتمر الدولي حول سوريه أكد وزير الخارجية الروسي لافروف ونظيرته الايطالية أيما بونينو أن الفترة المتبقية على انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريه توفر مساحة من الوقت لمحاولة إقناع الدول الرافضة للمؤتمر بالمشاركة فيه ، وزارة الخارجية البرازيلية ابد دعمها الكامل للعمل الذي قام به المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريه الأخضر الإبراهيمي ، هناك تسارع باتجاه انعقاد المؤتمر حيث يستعد الإبراهيمي لجولة جديدة تمهيدا لانعقاد مؤتمر جنيف ، وقد اعتبر فلاديمير يفسييف مدير المركز الروسي للدراسات الاجتماعية والسياسية في موسكو أن المعارضة السورية هي المسؤوله عن تأخير انعقاد المؤتمر الدولي حول جنيف 2 كونها مشتته مؤكدا أن المشكلة ليست لدى الحكومة السورية الجاهزة للحضور بل المشكلة في المعارضة كونها ممزقه ومشتته جدا ، يبدوا أن المعارضة السورية وفي التغطية على فشلها وعجزها تعمد بمحاولة وضع العقبات بشروط مسبقة نابعة من واقع غياب قياده تحكم هذه المعارضة كما أن في وسط هذه المعارضة من يأمل منهم في التدخل الغربي لقلب نظام الحكم لمصلحته ، ويبدوا أن بعض من هذه المعارضة غائبة عن حقيقة أن انتصارات الجيش العربي السوري قد بددت أوهام هذا البعض وان الجيش العربي السوري سيحقق انتصارات استراتجيه بحلول الربيع القادم وينهي عملية التمرد المسلح الذي استهدف تدمير مقومات ألدوله السورية وكانت تطمح تلك القوى لتقسيم سوريا ، وان التغيرات التي تشهدها المنطقة بعد توقيع اتفاق جنيف سيكون له انعكاس وتأثير كبير على الوضع في سوريه وهذا ما يؤكد تغير قواعد أللعبه في المنطقة وان الوقت لم يعد في صالح المتآمرين على سوريا ، وعلى المعارضة أن تعي لهذه التغيرات وانعكاسها على التغيرات الدولية والاقليميه ولن يكون هناك تدخل خارجي في سوريا ، وان الأفضل للمعارضة السورية الخارجية المشاركة في مؤتمر جنيف بلا شروط مسبقة خاصة وان الشعب السوري بغالبيته لم يعد مقتنع بمعارضة الخارج التي جل ما قدمته لسوريا والشعب السوري الدمار والتخريب لكل مقومات ألدوله السورية خدمة لأهداف وأجندات غير سوريه